القمة الثلاثية تناقش الإسراع بمدّ أنبوب النفط والتصدير عبر العقبة

بغداد/محمد صباح

من المقرر أن تخرج القمة الثلاثية التي تجمع رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، في القاهرة، بقرارات من شأنها ان تعجل بمد أنبوب نفطي من البصرة مروراً بالأردن ثم مصر لتصدير النفط العراقي إلى أفريقيا.

ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في تصريح لـ(المدى): “في صدارة الملفات التي تطرح على طاولة النقاش في القمة الثلاثية هو ملف الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة تحديات الإرهاب في المنطقة، فضلاً عن دعم التعاون الاقتصادي بين هذه الدول”.
وكان رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي قد وصل صباح أمس السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد وزاري لعقد لقاء ثلاثي يجمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني.
ويلفت الصحاف إلى أن “الدعوة وجهت من قبل الرئيس السيسي إلى رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي وأن الزيارة ستبحث ملفات الأمن والإرهاب والتعاون الاقتصادي وتعزيز دور العراق في الجامعة العريبة، والتحضيرات لاجتماع القمة العربية المقبل في تونس”.
ويشير المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن “هناك لجنة مشتركة بين مصر والعراق تتابع وتنسق موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين وتبحث أهم الملفات على جدول الزيارة”، لافتاً إلى أن “الملفات التي ستطرح في هذه الزيارة تأتي في سياق البرنامج الحكومي الذي يعمل ويركز على إعادة الإعمار والاستثمار في عموم العراق”.
وقبل مغادرته العاصمة بغداد، وصف رئيس مجلس الوزراء زيارته التي تزامنت مع حادثة غرق العبارة في الموصل بأنها “زيارة عمل” هدفها الأول خدمة العراق والعراقيين ولأهمية اللقاءات المرتقبة وما تحققه من مكاسب للوطن والمنطقة.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء اطلعت عليه (المدى) أن هذه الزيارة أجلت أكثر من مرة وهي بدعوة من الرئيس السيسي، مبيناً أنه منذ أكثر من شهرين والعمل جار على وضع الترتيبات الكاملة لإنجاز الزيارة في ٢٣-٢٤ من الشهر الجاري، ليس لعقد اللقاء الثنائي مع الرئيس المصري فقط بل لعقد لقاء ثلاثي سيشترك فيه العاهل الأردني أيضا.
ولقي عشرات المواطنين من مدينة الموصل مصرعهم وفقد آخرون بحادثة انقلاب عبارة في جزيرة الغابات السياحية في محافظة نينوى قبل ثلاثة أيام الأمر الذي دفع الحكومة العراقية الى إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام.
من جانبه، يبين عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية فرات التميمي أن “مصر والأردن لهما دور كبير في المنطقة العربية والإقليمي والدولي الذي يحتم على العراق بناء علاقات ثنائية قوية بين هذين البلدين”، معتبرا ان “القمة الثلاثية مهمة للعراق في المرحلة الحالية”.
وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع عادل عبد المهدي أنه بحث مع عبد المهدي تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة والحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي وتكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة.
من جانبه أبدى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أمله في تطور العلاقات بين البلدين إلى الأفضل، مؤكدا أنه ينتظر زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العراق.
وأضاف عبد المهدي خلال المؤتمر إن زيارته إلى “مصر تعد الأولى له منذ توليه منصب رئاسة مجلس الوزراء العراقي ولها دلالاتها التي تنم عن أهمية مصر في قلب قيادة وشعب العراق”، مشيداً بـ”حفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال زيارته إلى مصر”.
ويبين التميمي في تصريح لـ(المدى) أن “مصر صاحبة فكرة عقد قمة ثلاثية تجمع العراق ومصر والأردن في القاهرة لتقوية العلاقات الاقتصادية ومحاربة ومكافحة الإرهاب والتطرف فضلاً عن الجوانب السياسية بما يعزز تواصل العراق مع محيطه العربي والعمل على تقويته بشكل أكثر”.
ووقعت الحكومتان العراقية والأردنية في شهر شباط الماضي 14 اتفاقاً اقتصادياً بين البلدين بحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ونظيره عمر الرزاز في منطقة حدودية بين معبر الكرامة الأردني، وطريبيل العراقي.
واتفق الطرفان على ان يتم البدء بالدراسات اللازمة لمد مشروع أنبوب النفط العراقي- الأردني؛ الذي يمتّد من البصرة مروراً بمنطقة حديثة ومن ثم إلى ميناء العقبة، وذلك لتمكين العراق من تنوع منافذ تصدير النفط لديه.
كما نصت الاتفاقية على تزويد العراق الأردن بـ(10) آلاف برميل يومياً من نفط كركوك.
وكانت وزارتا النفط والطاقة في كل من العراق والأردن قد وقعتا في 15 تشرين الثاني للعام 2015 مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي واتفقتا في الثاني من نيسان 2017 على إقامة مشروع أنبوب النفط البصرة – العقبة الأردنية بتكلفة نحو 5.6 مليار دولار.
ويقدر خبراء في مجال النفط أن المسافة تقدر بـ 1700 كيلو متر لمد هذا الأنبوب الذي يمر عبر مرحلتين، الأولى تمتد من البصرة إلى حديثة في غرب العراق، والثانية تمتد إلى ميناء العقبة لتصدير النفط إلى باقي دول العالم.
وتعود هذه المفاوضات إلى عام 2013 بين العراق والأردن بعدما أعلن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية عن عقد اجتماع أردني-عراقي بمدينة العقبة، لمناقشة التفاصيل النهائية لمشروع مد خط أنبوب النفط من حقل الرميلة من جنوب العراق إلى العقبة.
وبشأن استكمال المحادثات بين هذه الدول الثلاث لمد أنبوب النفط من العراق إلى الأردن ومن ثم إلى مصر يؤكد النائب عن كتلة تيار الحكمة أن “هذه القضايا تتعلق بأمور فنية بين اللجان المشتركة بين البلدين لرسم وتحديد آلية العمل بهذا المشروع”.
وكانت مصر قد اتفقت مع العراق في شباط 2017 على استيراد مليون برميل من النفط الخام شهرياً لمدة عام لكن الاتفاق لم ينفذ.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا قد أعلن في الخامس من شهر شباط الماضي أن بلاده جددت اتفاقية استيراد النفط الخام من العراق بواقع مليون برميل شهرياً خلال 2019.
من جانبه أوضح المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد ان “تنفيذ مد الأنبوب النفطي العراقي الأردني مرتبط بمد أنبوب من البصرة إلى حديثة كمرحلة أولى ومن حديثة إلى خليج العقبة في الأردن (مشروع استثماري) كمرحلة ثانية بطاقة تصل لأكثر من مليون برميل نفط يوميا”.
ويبين جهاد في حديث مع (المدى) أن “هذا المشروع في مرحلة وضع اللماسات الأخيرة بعد إحالته من قبل وزارة النفط إلى المجلس الوزاري للطاقة لدراسته وإقراره في مجلس الوزراء”، موضحا أن “الكلف ومدد الإنجاز سيتم بحثها مع الشركة المستثمرة والاتفاق على نسب استقطاع أرباحها”.
ويتابع أن “مد هذا الأنبوب سيوصل النفط العراقي إلى مصر ومن ثم إلى دول أفريقيا”.
وكان وزير النفط العراقي ثامر الغضبان قد قال في وقت سابق إن العراق يخطط لزيادة طاقته الإنتاجية والتصديرية النفطية في 2019، مع التركيز على حقوله الجنوبية، وإنه اقترب من التوصل إلى اتفاق مع شركات عالمية، مضيفا أن العراق يعد ثاني أكبر منتج للخام في أوبك بعد السعودية، وإنه يستهدف طاقة إنتاجية قدرها خمسة ملايين برميل يوميا في 2019.
ويرى جهاد أن “هذا المشروع سيفتح للعراق منفذاً جديداً لصادراته النفطية ويعزز من التبادل التجاري والاقتصادي مع مصر وأيضا يفتح المجال لتصدير النفط العراقي إلى أفريقيا”.
بدورها تؤكد لجنة النفط والطاقة البرلمانية أن “مد أنبوب البصرة إلى العقبة يأتي لزيادة صادرات النفط العراقية”، مؤكداً أن “العراق لا يستطيع زيادة صادراته من منافذه الأخرى”.
وتقع مدينة العقبة الاردنيّة في أقصى جنوب الأردن على ساحل البحر الأحمر على بعد 330 كيلومتراً عن العاصمة الأردنية عمان ويحتل ميناء العقبة مركزاً تجاريّاً كبيراً إذ يعتبر حلقة وصل رئيسة في التجارة بين الأردن والعالم الخارجي.
ويبين عضو اللجنة هبيت الحلبوسي في تصريح لـ(المدى) أن “هذا المقترح مطروح داخل لجنة الطاقة البرلمانية منذ الدورة السابقة وتمت مناقشته أيضا في اللجنة الاقتصادية داخل مجلس الوزراء وحصلت الموافقة على مد هذا الأنبوب من البصرة إلى العقبة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here