من اشكال الدولة..

توصف الدولة بأنها صفة معنوية تجسدها مجموعة المؤسسات التي تعبر عن ارادة الامة ومن ابرز اشكالها السلطة التنفيذية المتمثلة بمؤسسة الحكومة والهيئات التابعة لها.

ومن هنا تتفرع مهام والتزامات هذه المؤسسة نتيجة لطبيعة التحديات التي تواجهها واغلبها يتعلق ويمس حياة عامة افراد الشعب من شكل القرارات والتعليمات الصادرة عنها فيما يخص ويؤثر مباشرة في حياة الناس اليومية.

قد يغفل الكثير ان وعي وثقافة الحكومة ومدنيتها وهويتها يؤثر ويعبر بشكل كبير عن عامة الناس الذين تمثلهم ولها علاقة مباشرة في تحديد ورسم معالم وخطوط هذه الهوية والثقافة العامة للبلد ومنها هندام وازياء مواطنيها سواء في ارتداء الزي الوطني الرسمي او الزي التراثي الشعبي والتاريخي.

فهي لا تتدخل بشكل تفصيلي في طبيعة هندام وازياء الاشخاص والوان ملبوساتهم لكنها ترسم خطوط عامة تتوافق مع ما يحمله الشعب من هوية دينية او قومية او جغرافية معينة وعليه تصدر تعليماتها وملاحظاتها لمواطنيها في الظهور اللائق والاحتشام في المرافق العامة والتفريق بين لباس البيت ولباس الشارع ولباس السفر فمن غير المعقول ان تغفل الدولة عن مسافر يحمل اسم بلده كالعراق بكل ثقله التاريخي والثقافي والعقائدي ان يعبر الحدود (بالبجاما) او (الفانيلة والسروال) او بملابس ممزقه ومهترئة بعنوان موديل ومن غير المعقول ان كل ما يصدر من موديلات ان نكون نحن حقل تجاربه سواء كان صالح لمجتمعنا ام لا.

فهذه من مهام ومسؤليات الحكومة وخاصة وزارة السياحة ووزارة الثقافة ان تصدر تعليماتها بمراعاة تجنب بعض انواع الملابس سواء كانوا في داخل البلد او للمسافرين خارجه باصدار تعليماتها وملاحظاتها ونشراتها عبر وسائل الاعلام وخاصة مكاتب السفر ذات العلاقة باصدار التاشيرات او قطع تذاكر السفر للمسافرين الى تلك البلدان.

فقد شاهدنا الكثير من المسافرين وهم يعبرون الحدود بملابس عشوائية وفضيحة بالذوق وتنسيق الالوان لا علاقة لها لا بالغرب ولا بالشرق، فضلا عن ما نشاهده في شوارعنا كل يوم من فوضى في الذوق العام في ارتداء الملابس.

فما اعجب من شاب يرافق خطيبته لشراء مهرها وهم في احلى ايامهم وهو يرتدي سروال وفانيلة ويتجولون في سوق الذهب.

فهل نحن بحاجة الى هيئة مستقلة تضاف لمؤسسات الدولة تعنى بهذه القضية الغائبة عن نظر الكثير من فعاليات الدولة والمجتمع.

امجد عبدالامام عثمان [email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here