10 محافظــات تقترب مـن إعــلان طـوارئ بسبب الأمطار والسيــول

بغداد / محمد صباح

تستعد الحكومة العراقية لإعلان حالة الطوارئ في عشر محافظات مختلفة خلال اليومين المقبلين تحسباً لموجة الأمطار والسيول القادمة من تركيا وإيران. هذا القرار اتخذ بالتشاور بين الأجهزة الأمنية ومديرية الدفاع المدني والأنواء الجوية ووزارة الموارد المائية.
حالياً ارتفع الخزين المائي بعد موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت العديد من المدن والمحافظات الشمالية والجنوبية ليصل إلى أكثر من 37 مليار متر مكعب خلال الموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي التي كانت (12) مليار متر مكعب.
وتتوقع وزارة الموارد المائية زيادة حجم هذا الخزين في نهاية موسم الشتاء إلى أكثر من 39 مليار متر مكعب”، مؤكدة ان “أكبر السيول هي القادمة من إيران التي نقلها نهرا الكرخا والكارون التي تقدر بـ(3) آلاف متر مكعب في الثانية خلال اليومين الماضيين”.
ويتحدث مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب لـ(المدى) قائلا إن “موجة الأمطار والفيضانات والسيول ضربت عدة مناطق… كانت في جنوب العراق أكثر من الجانب الغربي الذي ضربته أمطار سيول محدودة ومتوازنة نقلت جميعها إلى سدّتي حديثة والحبانية في محافظة الانبار”.
وكانت هيئة الأنواء الجوية قد حذرت المواطنين في الثاني والعشرين من شهر آذار الجاري من موجة أمطار ستضرب مناطق متفرقة وعديدة من العراق منبهة من وجود سيول قادمة من إيران باتجاه المناطق الشرقية والجنوبية.
ويوضح المستشار الحكومي أن “مناطق عانة وراوة والقائم والوديان تعرضت إلى موجة أمطار وسيول كذلك المناطق الواقعة في الصحراء الغريبة للمدينة”، مستدركاً “لكن كميات الأمطار والسيول لم تكن كبيرة وكانت متوسطة، يتفاوت حجمها بين 100 إلى 150 متراً مكعباً في الثانية”.
واجتاحت أمطار غزيرة وسيول جارفة المناطق الغربية من الانبار، يوم السبت الماضي مصحوبة بسحب ركامية رعدية ممطرة في عدد من مناطقها.
ويتابع المستشار الحكومي أن “السيول القادمة من السعودية كانت عن طريق وادي حوران ومن الأردن .أما من سوريا فهي جاءت عن طريق نهر الفرات وخزنت في سد حديثة”، مؤكدا ان “الوضع مسيطر عليه ولا توجد أي مخاوف”.
ويلفت إلى أن “وضع سد حديثة جيد وان سعته الاستيعابية تصل إلى (8) مليارات متر مكعب فيه أكثر من مليارين ونصف المليار متر مكعب في سدته، يستوعب نحو خمسة مليارات متر مكعب”، لافتا إلى ان “المناطق الواقعة على جهة نهر الفرات بحاجة إلى المياه”.
ويؤكد ذياب أن “هذه الموجة لم تسجل أية خسائر مادية أو بالاروح في المناطق الغريبة وغيرها من المناطق التي شهدت أمطاراً وسيولاً”، مستدركاً “هناك خسائر مادية بسيطة جدا مقارنة بما حدث بدول الجوار”.
ويقول المستشار الحكومي إن “موجة الأمطار والسيول التي ضربت المناطق الشمالية تخزن في سد الموصل لكن هناك خطة للوزارة لتفريغ المياه من السد إلى نهر دجلة”، منوهاً إلى أن “المياه التي يحملها نهر الخوسر في جنوب شرق الموصل في الجانب الأيسر لنهر دجلة الواقع بعد سد الموصل يتم خزنها في بحيرة الثرثار”.
ويبين أن “المياه التي يحملها الزابان الأعلى والأسفل كلها تخزن في بحيرة الثرثار مما أثر على انخفاض مناسيب مياه دجلة التي تمر في العاصمة بغداد”، مشيرا إلى ان وزارته أطلقت “كميات محددة من المياه من سدة العظيم باتجاه العاصمة والمحافظات الجنوبية”.
ويتطرق ذياب إلى أن “سعة سد الموصل تقدر بـ11 مليار متر مكعب في وضع تصل فيه مواسم الفيضانات إلى 330 ملم”، مؤكدا ان “طاقته الاستيعابية في الوقت الحالي (8) مليارات متر مكعب من اجل المحافظة على سلامة السد “.
ويضيف أن “كميات المياه المخزونة في سد الموصل في الوقت الحالي سبعة مليارات ونصف المليار متر مكعب”، مؤكدا ان “الوزارة تمكنت من التعامل مع هذه الكميات وتصريفها بشكل نظامي إلى أسفل نهر دجلة دون حدوث أية مشكلة”.
ويشير إلى ان “وزارة الموارد المائية بدأت تطلق نحو ألف وخمس مئة متر مكعب في الثانية من سدة الموصل إلى نهر دجلة مع إمكانية تزايد حجم هذه الإطلاقات خلال الأيام المقبلة، بحسب الموقف”، مؤكداً “سلامة جسم السد الذي يخضع للمراقبة من قبل شركات إيطالية وأمريكية عبر الأقمار الصناعية ومن خلال الحساسات العديدة المزروعة في جسمه مع استمرار عمليات الحقن”.
وبشأن منخفض الثرثار قال المستشار الحكومي إن سعته تصل إلى 65 مليار متر مكعب في المناسيب القصوى، مؤكداً أن “موجة الأمطار والسيول رفعت كميات الثرثار إلى عشرة مليارات متر مكعب كخزين موجود”.
ويضيف ان “سد العظيم وصلت كميات المياه المخزونة فيه إلى مليار ومئتين وسبعين مليون متر مكعب بعد هذه الموجة” لافتا إلى أن “الوزارة بدأت بإطلاق كميات قليلة من هذ ا الخزن إلى نهر دجلة”.
ويشير ذياب إلى ان “سد دربندخان تعرض العام الماضي إلى تشققات في الجزء العلوي في جسم السد مما أثر على سعته الخزنية”، لافتا إلى أن “المياه الموجودة فيه حاليا قرابة مليار متر مكعب مع إمكانية إضافة أربع مئة مليون متر مكعب أخرى خلال الأيام المقبلة”.
وتعرضت كل من محافظات ديالى وواسط وميسان والبصرة الى كميات أمطار وسيول.
ويعلق المستشار الحكومي قائلا ان “هذه السيول قادمة من إيران واندفعت إلى هذه المحافظات مع وجود تساقط للأمطار بكميات كبيرة”، مؤكدا “استثمار هذه المياه الكبيرة في ملء أهوار الحويزة والاهوار الواقعة بين ميسان والبصرة، فضلا عن أنّ قسماً كبيراً من هذه المياه خزنت في هور الحمّار”.
ويلفت ذياب إلى ان “حجم كميات المياه في الأهوار تجاوزت (5) مليارات متر مكعب في حين ان طاقتها الاستيعابية للمياه تصل إلى (8) مليارات متر مكعب”، مؤكداً أن “نسبة ملء هذه الاهوار بالمياه تجاوزت الـ80%”.
ويبين أن “أكبر السيول القادمة من إيران هي التي نقلها نهرا الكرخة والكارون باتجاه شط العرب”، متوقعا أن “تصل كميات هذه المياه إلى أكثر من (3) أمتار مكعبة في الثانية “.
وتعرضت سدة الفاو الترابية إلى انهيار كامل مما تسبب في غرق شوارع وتعرض عدد من المنازل في قرية الفداغية إلى الغرق.
ويقول المستشار الحكومي إن “أسباب انهيار سدة الفاو الترابية هي المد والجز ووجود كميات من المياه التي حملها نهر الكارون ومصادفة هبوب رياح شرقية كلها أسباب أدت إلى انهيار السد وارتفاع مناسيب شط العرب”.
ويختم قوله “كميات الخزن للمياه في كل الخزانات العراقية في مواسم الشتاء الحالي وصلت إلى 37 مليار متر مكعب من ضمنها مياه الاهور التي خزنت العام الماضي وصل الخزين إلى 12 مليار متر مكعب”، متوقعا أن “يرتفع هذا الخزين من مياه الأمطار خلال الايام المقبلة إلى 39 مليار متر مكعب”.
في هذه الأثناء أكد وزير الموارد المائية جمال العادلي أن لا خطر على بغداد والمحافظات من السيول القادمة من إيران، مؤكدا أن العراق أصبح لديه خزين من المياه يكفيه لعامين.
قال وزير الموارد المائية جمال العادلي، في مؤتمر صحفي ان “جميع السدود ملئت بالمياه ولدينا طاقات استيعابية كافية لهذه المياه”، لافتا إلى وجود خزين كاف من المياه للصيف الحالي والقادم”، مشيرا الى ان “حقوق العراق في المياه يجب ان يتم الحصول عليها وأن نسلك السبل الدبلوماسية مع الدول المنبع كافة”.
وأضاف أن “وزارة الموارد المائية تخطط لبناء سدود في إقليم كردستان خلال المرحلة المقبلة”، مؤكداً “إطلاق المبالغ المالية للمشاريع التي توقفت بسبب الأزمة والحرب على داعش خلال السنوات الماضية”.
وأصدرت مديرية الدفاع المدني، 13 توصية تحذيرية بشأن “السيول والأمطار” التي تضرب العديد من محافظات العراق، داعية إلى التوجه نحو الطابق الثاني للمنزل وإطفاء جميع الأجهزة الإلكترونية في حال تسرب الماء إلى المنزل.
وقال بيان صادر عن مديرية الدفاع المدني “يجب جمع المستمسكات الرسمية والوثائق المهمة بحقيبة وجعلها تحت اليد”.
بالمقابل كشف مصدر حكومي مطلع لـ(المدى) أن “الأجهزة الامنية ومديرية الدفاع المدني وباقي المؤسسات المعنية تستعد لإعلان حالة الطوارئ في عشر محافظات عراقية خلال اليومين المقبلين نتيجة لاحتمال تساقط كميات كبيرة من الأمطار والسيول”.
ويوضح المصدر الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته أن “أهم المحافظات التي ستكون مشمولة في خطة الطوارئ هي البصرة وميسان وواسط وديالى وصلاح الدين وكركوك والسليمانية والموصل”، لافتا إلى أن “هناك احتمالية بتساقط أمطار غزيرة في هذه المدن مع وجود سيول قادمة من تركيا وايرن”.
ويتابع المصدر أن “العاصمة بغداد وضعت في الاحتياطي كونها من المدن التي لن تتأثر في هذه الموجة القادمة”.
وكان محافظ واسط، محمد المياحي قد أعلن قبل يومين عن حالة الطوارئ في المحافظة لمواجهة موجة السيول والأمطار، فيما وجه بإخلاء عدد من القرى وتشكيل خلية أزمة لتفادي موجه الأمطار والسيول.
كما أصدر مجلس محافظة البصرة، 4 قرارات عاجلة لمواجهة السيول والأمطار في المحافظة وقرر تخصيص مبلغ مليارين ونصف لدعم الدوائر الخدمية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here