حملن السلاح في وجه داعش.. والآن وقت الفرح

احتفلت وحدات حماية المرأة في شمال شرقي سوريا بالانتصار على داعش ودحره في آخر معاقله في شمالي البلاد.

لم تفارق البسمة وجه مريم منذ أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية النصر على تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا.

فهي تعتبر بأنها ثأرت لنفسها بعد أن أجبرت على ترك قريتها هربا من مضايقات مسلحي التنظيم الذين قتلوا الكثير من أفراد عائلتها.

تقول مريم حجي، وهي مقاتلة عربية من وحدات حماية المرأة، إن أعضاء في تنظيم داعش حاولوا استمالتها للزواج، وهو ما يعني فعليا أن تتحول إلى سبية أو خادمة لدى التنظيم.

وتضيف “عندما دخل داعش إلى دير الزور، ولمدة ثلاث سنوات، كان الدواعش يبحثون عن فتيات عربيات جميلات للزواج. أنا كنت إحدى الفتيات التي تعرضت لهذه المرحلة، وحاولت أن أتخلص منهم بشتى الوسائل”.

تحتفل مريم (29 عاما) مع الآلاف من رفيقاتها من وحدات حماية المرأة بهزيمة التنظيم.

وجرى الاحتفال في المدينة الرياضية في محافظة الحسكة وشاركت فيه نساء مقاتلات من مختلف الطوائف ومكونات المجتمع السوري.

لكن نشوة الفرح تمتزج ببعض الحزن.

فهناك أكثر من 750 مقاتلة من هذا الفصيل قضين في الحرب ضد مسلحي داعش.

والمئات منهن أصبحن من ذوات الاحتياجات الخاصة.

تكوشين قامشلو، وهي مقاتلة من وحدات حماية المرأة، أصيبت مرتين في قتال مسلحي داعش.

تقول: “أنا أصبت في منبج. خسرت أجزاء من جسدي، لكن بالتأكيد لست نادمة، وسنقاوم وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا. وإن شاء الله سننتصر وسندحر الإرهابيين”.

فتيات مسيحيات أيضا نظمن أنفسهن بعد أن خطف مسلحو التنظيم 230 امرأة من القرى الآشورية في ريف تل تمر.

زنوبيا منصوراتي مقاتلة من قوات حماية نساء “بيث نهرين” للسريان والآشوريين والكلدان.

تقول: “عندما دخل تنظيم داعش على مناطق السريان أو المسيحيين بشكل عام، لم نحمل السلاح عن عبث، حملنا السلاح لندافع عن شرفنا كالرجال، فقد واجهنا ظلما كبيرا. منا من تهجر، ومنا من مات، أو خطف، أو بيع”.

وتقول القيادة العامة لوحدات حماية المرأة إنهن تمكن من تحرير 600 امرأة وطفل أيزيدي من سيطرة مسلحي التنظيم.

وعلى مدى خمس سنوات لعبت هؤلاء المقاتلات دورا رياديا في تحرير 52 ألف كيلومتر مربع من مساحة سوريا بدعم من قوات التحالف الدولي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here