من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: الأغنية العراقية اليوم بدون توجيه علمي … الفنان أحمد نعمة : أنا أول معيد بمعهد …

من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: الأغنية العراقية اليوم بدون توجيه علمي … الفنان أحمد نعمة لـ “الزوراء” : أنا أول معيد بمعهد الدراسات النغمية وفاروق هلال أول من قدمني للغناء

حوار – جمال الشرقي:

الفنان احمد نعمة فنان معروف دخل عالم الغناء في ثمانينيات القرن الماضي ، كنا نراه في أروقة الإذاعة والتلفزيون فنعرف انه قد حضر اما لاستضافة في احد برامج الإذاعة او التلفزيون. شخص انيق الملبس وانيق الكلام طور نفسه حتى صار ضمن لجنة الاختبار في الكثير من البرامج الفضائية موجها ومشخصا للأصوات الشبابية .
احمد نعمة مطرب عراقي مواليد بغداد صوت غنائي جميل من الجيل الثمانيني وقيل ان شغله الأول كان طموحه الذي كان يحلم به أن يكون لاعبا مشهورا بلعبة كرة القدم التي كانت محبوبته الأولى ولعب ببداية مشواره مع الفرق الشعبية ثم نادي العمال وقادته الظروف أن يمثل شباب (نادي الشرطة)
أول لحن له أغنية للملحن محسن فرحان _ لوصدك تريدون العشرة) ومن ثم عرفه الجمهور بأغنية (على العنوان أكتبلك) من تلحين الفنان الراحل (كنعان وصفي) شارك في اعمال كممثل منها فيلم (أحمد وحمود) للمخرج ابراهيم جلال وأسند له دور العاشق وكذلك مثل في مسرحية غنائية إخراج محسن العزاوي وغيرها .

المطرب احمد نعمة فنانٌ من جيل الثمانينات ، ذو صوت دافئ وعذب ، قدّم العديد من الأغاني الجميلة والتي تركت بصمة واضحة في سماء الأغنية العراقية والعربية مثل اغنية (يصبرني) و(على العنوان)، التقته جريدة الزوراء الغراء من خلال استضافته من ملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين التابع لاتحاد الادباء والكتاب للحديث عن مسيرته الفنية.
– نرحب بك اخ احمد ترحيبا اخويا خالصا باسم جريدة الزوراء وانت ضيفنا الان .
– اهلا ومرحبا بجريدتكم الغراء وانا مستعد للاجابة على اي سؤال تطرحون .
– اولا نتمنى ان تعطي للقارئ الكريم فكرة كاملة عن البطاقة الشخصية لكم؟
– اسمي احمد نعمة كامل تولد بغداد 1964 الشهادة دبلوم دراسات موسيقية قسم الصوت .
– اليوم سنخرج عن المالوف ونسالك كيف دخلت عالم الغناء ؟
– الحقيقة اليد البيضاء التي ادخلتني الاعلام وعالم الغناء هي الفنان الكبير فاروق هلال عندما اعطاني اغنية (يا طير ودي للحبايب سلام) والتي كان قد غناها هو سابقا وقدمني الى الجمهور من خلال الفرق الفنية التي كانت تابعة له وليس فقط انا وانما الكثير من زملائي دخلوا الاعلام من خلاله .
– من خلال كلامك للملتقى تطرقت إلى انك كنت تفضل رياضة كرة القدم حدثنا عن تلك الهواية ؟
– لم يكن الفن هاجسي الاول وكنت أتمنى ان أكون لاعب كرة قدم لاسيما أن والدي كان حارس مرمى في فريق الحرس الملكي فذهبت للاختبار في فريق نادي العمال تحت إشراف المرحوم جرجيس الياس وبعدها ذهبت الى شباب نادي الشرطة وكان يشرف على الفريق المدرب عبد القادر زينل وتم قبولي في الفريق وعرضوا علي أن اقدم اوراقي لإعدادية الشرطة. لكن في النهاية خطفني الفن الذي أعطاني الشهرة وحب الناس خاصة عندما التقي بِهِم في الأماكن العامة ويعبرون عن حبهم لي .
– حدثنا عن العائلة والمحيط الذي كنت تعيشه؟
– ولادتي في بغداد وفي بيئة بغدادية أصيلة، وكنت منذ صغري امتلك صوتا جيدا وكان والدي يُسمعني دائما عبر المسجل الموجود في المنزل كنت احاول ان اقلد اغاني الفنان محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ورياض القصبجي وفريد الاطرش وقراءة القرآن للمصريين والعراقيين القدامى وهذا المناخ أثّر بي كثيراً، وحين كنت طالباً في الابتدائية كان استاذي رحمه الله عبد الجبار معلما لمادة الإسلامية ويدرسنا تجويد القرآن لكي يرى أيّا من الطلاب يمتلك صوتاً جميلاً وبالمصادفة قلت له أنا والدي يسمعني القرآن في البيت وحين قرأت له بعض السور قال لي أنك تمتلك صوتاً جميلاً ولكن بتلك الفترة لم أعِ تلك الموهبة حيث انني كنت مولعا بالرياضة مثل أقراني.
– هل كانت أغنية يا طير ودي للحبايب سلام اولى انطلاقتك ؟
– نعم وكانت الاغنية لأستاذي الفنان فاروق هلال قد غناها في الستينات من القرن الماضي اسمها (يا طير ودي للحبايب سلام) وطلب مني ان اغنيها بصوتي عام 1983.
– حدثنا عن مجالك السينمائي لطفا؟
– دخلت السينما العربية في فيلم (أحمد وحمود) للمخرج ابراهيم جلال وأسند لي دور العاشق وكذلك مثلت في مسرحية غنائية إخراج محسن العزاوي كما مثلت في رﺳﻮم ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ وكان من إﺧﺮاج: عوني كرومي ﺗﺄﻟﻴﻒ: سعاد عبد المنعم طاقم العمل: إلهام أحمد أحمد نعمة كامل فؤاد فتحي محمود أنور عبدالله كنعان وصفي وجدان أديب وعمل اخر اسمه ودار الزمن .
– كيف تفسر ترديد المستمع وحفظه لبعض اغاني المطربين ؟
– الصوت الحقيقي واللحن الحقيقي والكلمات الصادقة تدخل القلب مباشرة والموسيقى من الفنون الناقصة التي لا ترى بالعين المجردة ولذلك هي ترى بالأحاسيس والوجدان وتؤثر بالنفس البشرية، وهذا يؤثر على الاغنية الصادقة عموماً وأغنية (على العنوان) كانت موجودة بلجنة الفحص في الإذاعة وقد وجدت هذا النص مع الفنان الراحل كنعان وصفي .
– حدثنا عن مسيرتك الفنية مع الملحنين العراقيين وكيف تراهم ؟
– الملحنون العراقيون ما شاء الله ولكن ابرزهم الفنان فاروق هلال والذي كان صاحب اليد البيضاء عليّ وايضاً الملحن محسن فرحان وجعفر الخفاف، ولكن الملحن سرور ماجد كان اقربهم اليّ حيث لحّن لي اغنية (يصبرني) و(تسميني وأسميك) وغيرها من الأعمال وايضا الراحل طالب القرغولي رحمه الله .
– كيف تختار اغانيك؟
– اختارها من نظرة اكاديمية وكنت اعمل في دائرة الفنون الموسيقية وقد رشحت في حينها من قبل الاستاذ حسن الشكرجي الذي كان مديرا للدائرة لاستلام ادارة معهد الدراسات الموسيقية وقلت له في حينها نحن في السنة الدراسية القادمة وانا كنت اعمل في قناة السومرية في برنامج عراق استار في حينها واصور بين فترة واخرى اغاني، الحن قسما منها وقسم منها انتقيها من بين الملحنين وهذه هي طريقتي لاختيار اغانيي .
– طيب كعودة لبداياتك ولمزيد من تعريفك للقراء من هو احمد نعمة ؟
– احمد نعمة بدأ حياته طالبا في الابتدائية وقد رشحني احد معلمي التربية الدينية لجمالية صوتي وكان معي زميل اخر اعتقد ان اسمه جمعة العبدلي كنا نقرأ القران وأعجب بصوتي كثيرا وسجل لي بعض قراءاتي ولكني اتجهت الى حب الرياضة وخاصة انتمائي الى نادي العمال ثم الى نادي الشرطه وحينها اختارني الدكتور عبد القادر زينل لان العب في نادي الشرطة بعدها تم اختياري وسمعني الفنان قاسم اسماعيل والمرحوم صباح السهل فاقترحوا علي ان اقدم الى معهد الدراسات النغمية فنجحت وتم قبولي ومعي نجاح عبد الغفور بالمرتبة الاولى ثم انتقلت الى فرقة عائدة الى فاروق هلال ومن خلالها غنينا في الفرق الجماهيرية عدة اغانٍ بعدها دخلنا انا والفنان محمود انور الى الاذاعة في منتصف الثمانينيات وقدمنا الاغاني انا قدمت اغنية على العنوان ومحمود انور غنى لو تحب لو ما تحب .
– ربما كان هذا هو السبب الذي جعل الجمهور يربط بين احمد نعمة ومحمود انور وكذلك فاروق هلال ما السر ؟
– مثلما قلت كان الاستاذ فاروق هلال هو صاحب اليد البيضاء وصاحب الفضل ليس فقط علي وانما على الكثيرين فقد كان مؤسسة فنية كاملة فقد اظهر المطربين والشعراء وقادة الفرق الموسيقية واشتهر الكثير من الموسيقيين على يده وخاصة في برنامجه اصوات شابة وقد ظهرنا جميعا من خلاله انا والفنان القدير كاظم الساهر ومحمود انور .
– وكيف يجد احمد نعمة لونه الغنائي؟
– انا لوني بغداد او نستطيع ان نسميه مقامجي اما محمود انور فهو امتداد رائع جدا للاغنية السبعينية اي انه يميل الى لون قحطان العطار .
– بمن تاثر احمد نعمة ؟
– انا تاثرت بكافة المدارس العراقية والعربية يعني بما اني رجل بغدادي فقد استمعت الى الاطوار العراقية البغدادية والريفية واستمعت الى غناء البادية وحتى المصريين والميجنه والعتابه والقدود الحلبية السورية .
– وهل اثر كل هذا السماع على لون احمد نعمة ؟
– الحقيقة انا كنت اجد صعوبة في اختيار الالحان وبما ان الملحنين الذين يلحنون اللون البغدادي كانوا قلة لذا كنت اجد صعوبة لاني كنت اميل الى اللون البغدادي .
– طيب حدثنا عن مواكبتك للفن والالوان الجديدة التي تطرأ على الساحة العربية ؟
– انا اتابع اكثر المطربين العراقيين والعرب كيف يغنون وما هو جديدهم وبالمقابل انظر الى زملائي ماذا يغنون والكلام يصبح بين فترة واخرى له نكهة خاصة.
– عبر هذه المسيرة الطويلة ما هي المشاركات وهل حصلت على جوائز معينة ؟
– فيما يتعلق بالجوائز فانا ارى ان الجائزة للفنان هي دعوته للمشاركة في المهرجان وقد شاركت انا في الكثير من المهرجانات ومنها طريق الحرير في اليابان ومهرجان المدينة في تونس ومهرجان الاغنية العربية في مصر وفي البحرين وفي الاردن وبالنسبة الى مهرجان الاغنية العربية في القاهرة كانت نتيجتي الثاني بعد صابر الرباعي .
– عناء ما بعد الالفين هل يعجب مطربي ثمانينيات القرن الماضي ؟
– هنالك متغيرات من العولمة والتكنولوجيا غيرت من الاغنية كثيراً ويوجد من المطربين الجيدين ويعدون امتدادا للأغنية السبعينية والثمانينية مثل الفنان حسام الرسام وأحمد المصلاوي ولكن البعض من فناني الجيل الجديد قدموا اعمالا فيها اسفاف في الكلمة واللحن ولكن هذا لا يعني لا توجد أغان جيدة وأعمال جيدة.
– ابرز الملحنين الذين تعاملت معهم ومن هُو الأقرب لك ؟
– أقربهم هو الملحن سرور ماجد مثلما يقال ان ياس خضر صوته مفصل على لحن طالب القره غلي أو صوت رياض احمد مفصل على لحن جعفر الخفاف وتعاملت أيضا مع الكثير من الملحنين مثل الاستاذ محسن فرحان والأستاذ جعفر الخفاف والمرحوم كنعان وصفي لكن يبقى سرور ماجد هو الأقرب
– تمثيلك في فيلم حمد وحمود اولا حدثنا عنه ولماذا لم تستمر ممثلا ؟
– لم أفكر في التمثيل مطلقا لكنه وقع علي الاختيار في قصة «غيدة وحمد» كونهم يبحثون عن شاب يمثل ويغني فتم اختياري من قبل المرحوم الاستاذ ابراهيم جلال والكاتب المرحوم الدكتور ابراهيم البصري وقامت الممثلة شذى سالم وقاسم الملاك بتعليمي التمثيل وكان أيضا معهم المطرب حسين نعمة الذي شارك معنا في الفيلم . ومثلت أيضا في مسرحية المحلة مع المرحوم سليم البصري وحمود الحارثي . ومثلت في عدة اعمال منها مسلسل «دار الزمن» مع الممثل غازي التكريتي وآسيا كمال وبهجت الجبوري وفوزي مهدي . وكنت محظوظا انه مثلت في المسرح والسينما والتلفزيون لكني حقيقة أنا هاو في التمثيل ولست محترفا.
– اكثر المطربين قربا الى نفسك ؟
– أقربهم فنيا الصديق العزيز كاظم الساهر الذي اعتبره ظاهرة في الغناء العربي مثل عبد الحليم حافظ وعندما اسمعه اشعر انه عالم اخر.
– اخر اغانيك ؟
– اخر اغنية سجلتها عام 2006 كانت اسمها خسارة من الحاني وكلمات حيدر فاضل ولي مشاركات عديدة ضمن البرامج وانا تدريسي اكثر من كوني مطربا ادرس في المدارس الاهلية.
– هل لديك مشروع فني جديد ؟
– انا الان مدير بيت المقام العراقي التابع لدائرة الفنون الموسيقية ومثلما تعرفون ان بيت المقام والمقام العراقي هو ارث عراقي كبير واسفي ان الاعلام لم يسلط الضو كثيرا على هذا المركز الكبير لذا انا الان مشغول بهذا العمل عن الغناء.
– هل لك امنية الان ؟
– أكيد كنت أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم مشهور وحتى الان أتمرن والعب كرة القدم رغم تقدمي بالعمر .
– كلمتك للمطربين الجدد ؟
– نصيحتي للفنان العراقي الشاب أن يتسلح بالثقافة الموسيقية والثقافة العامة ويتسلح بالموروث العراقي لانه يواجه الجمهور في مختلف الأمسيات والحفلات وقد يواجه ببعض الأسئلة فيجب ان يكون ذا ثقافة جيدة فأنا ذهبت الى مصر وألقيت محاضرات عن المقام العراقي والفنون الاخرى التي لا يعرفها الجمهور العربي.
– نتيجة لما رايناه من قلة اغانٍ للفنان احمد نعمة هل هي محاولة للاعتزال مثلا ؟
– لا هي ليست الاعتزال بالمعنى الحقيقي انما مررنا بفترة معينة حاولت بعض القنوات ان تتناسى جيلنا الثمانيني وانا غنيت عام 93 اغنية اشكرك واشتهرت كثيرا .. تلك القنوات مثلما قلت ابعدت جيلي وجيل زملائي واظهرت اجيالا اخرى وشعرنا اننا ابعدنا من الظهور ولهذا سافرنا الى البلدان المجاورة واشتركنا ببعض المهرجانات الخليجية وغيرها واعتبرنا هذه الحالة متنفسا لنا .
– شكرا للفنان الكبير احمد نعمة متمنين لك دوام الصحة والعطاء المستمر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here