من مذكرات برزان التكريتي الحلقة الثامنة عشر

لا يزال برزان يتحاور مع صدام ويعاتبه ويلومه فذكره بالطلب الذي قدمه اليه الذي يطلب منه تأجيل انفكاكه لكن صدام رفض ذلك وقال صدام ان هذا قانون وانه لا يستطيع مخالفة القانون لهذا لا استطيع تمديد المدة لان ذلك يحرجني امام العراقيين ( حقا انه امر مضحك صدام ملتزم بالقانون ويخشى عتب العراقيين)

فقال برزان ا ني احترم وأقدس القانون ويجب ان يسود القانون ولكن هذه حالة خاصة فقال صدام يوجد في العراق علاج وأطباء فقال برزان انت الرئيس وتستطيع ان تقرر قال صدام هذا صحيح ولكن لا يقرر ما يحرجه امام العراقيين فقال برزان هنا لم استطع ان أتحمل هذه الازدواجية وهذا المنطق الذي يعتقد عندما لا يعترض عليه احد يعني انه أقتنع لانه صحيح فقلت له كيف تصدر امر بتعين حسين كامل وزيرا للصناعة وكالة عام 1985 في حين انه ليس وزيرا وهذا يعارض الدستور لان الدستور يقول لا يجوز ان تسند مسئوولية وزارة لشخص لم يكن وزيرا في الدولة فقال صدام هذا القرار دستوري لان الدستور يعطي رئيس الدولة ان يعين من الشارع وزير ويقبل ويصدر امرا بذلك فقال برزاني رغم عدم قناعتي شكرته على توضيحه واضاف برزان كيف اجلب شجرة الدر اي زوجة برزان من الخارج هل ارسلت لي طائرة كما فعلت مع روكان الذي قمت انا بتأجير طائرة خاصة له بمبلغ 350 الف دولار لايصاله الى باريس على اساس انه مريض وعندما وصل الى باريس رفض النزول بالكرسي وركوب سيارة الاسعاف مما ادى الى رفض الامم المتحدة طلبنا بتأجير طائرة لعودته الى العراق فقال صدام اني أرعى رفاقي الذين دافعوا عني وحموني فروكان قام بقتل الشيعة الذين انتفضوا ضدنا سماهم الغوغائيين بمسدسه وهناك صور له اي لروكان متهما بقتل العراقيين يعني انه مطلوب للعدالة لهذا السبب لم يعطوك الموافقة لتأجير طائرة لأعادته للعراق وقبل ايام اعطى لهشام صباح 15 الف دولار انه لا يتردد ان يتكلم بالتلفزيون عن رعايته لخدمه الذي سماهم بالرفاق

ويستمر برزان في الرد على صدام فيقول ان عدم نقل جثة شجرة الدر من الخارج الى العراق يعود الى توقيت خاص بي فقال صدام ما هو هذا التوقيت قال برزان اني انوي بناء مكان خاص بها اي قبر وبعد ذلك اجلبها فقال صدام لماذا لا تجلبها اولا ومن ثم تبني لها ما تريد هي ليست احسن من الوالدة وليست احسن من العم ابراهيم الحسن كل هؤلاء دفنوا ومن ثم تم البناء قال برزان على كل حال هذه امور خاصة بي وتقع ضمن توقيتاتي ويضيف برزان كان الجو متشنج وحاد وكان صدام ضابط اعصابه بعدها تكلم سبعاوي بأمور متفرقة وهاجمني قائلا ان برزان يجيد التكتيك ويستطيع تغليف الامور بطريقة مقنعة للمستمع قال صدام هذا جيد وأضاف سبعاوي ان برزان اناني لا يهمه الا مصلحته فرد برزان وهو في حالة غضب ان الذي يتزوج من بنت صغيرة تصغره باكثر من 27 سنة ويتخلى عن رفيقة عمره ام اولاده ومن تحملته عندما كان ينتعل نصف نعال والذي فكك عائلته وشرد زوجته وبعثر اولاده بسبب نزواته وشهواته هو الاناني ويقصد سبعاوي وليس الذي يحرص على عائلته ويضعهم في حدقات عيونه هو الاناني كان برزان يرى في سبعاوي شخص منافق ولا يملك قيم ولا مبادئ فكان كلامه سابقا غير كلامه الآن فالآن يعتبر صدام ولي الامر ويطلب منه استعمال حقه في حين كان يعتبر صدام عدو لدود له وكان برزان يهدئه ويوضح له خطورة هذا الكلام والغريب اليوم يحرض صدام ضد برزان ويطلب منه استخدام حقه كولي عليهم قال برزان هذا تحريض للرئيس ضدي قال سبعاوي لا ولكن يجب ان يحصل هذا قال برزان هل انا مرتد

او منحرف قال سبعاوي لان عملية التحنيط لام محمد زوجة برزان شجرة الدر لم يسمح بها الدين فقال برزان انه ليس الحاد وحتى الملحد الذي لا يظهر الحاده ولا يثقف عليه لا يحاسبه القانون وقلت متوجها لصدام ان هناك وزراء في حكومتك وجوديين قال صدام مثل من قال برزان مثل منذر الشاوي وجودي ولم يعلق الرئيس ثم قال برزان لصدام لا اريد اي شي منك في العراق كل الذي اطلبه منك هو ان اكون سفيرا في اوربا لاكون مع اطفالي واذا كان الامر صعب فأنني سوف اذهب الى جنيف لأكون مع اطفالي فقال صدام يبدوا ان سويسرا أصبحت وطنك وليس العراق قال برزان لا ليس بهذا الشكل

بعد اربعة ايام من هذا اللقاء جاء للفرع عزيز الخفاجي مسئول تنظيم الرصافة للحزب وقال جرت مناقشة لوضعك ويقصد برزان وتقرر ان تستلم تنظيم شعبة وان تكون هذه الشعبة شعبية وأستلمت تنظيم شعبة بغداد الجديدة وقال برزان في تقديري ان هذا القرار ذو عدة اهداف اولا منعي من السفر بشكل غير مباشر لانه من غير المعقول ان استلم مسئولية حزبية في حزيران واطلب موافقة على سفري في تموز لكي ابقى مع الاطفال لمدة ستة أشهر ثانيا مناقشة موضوعي بالقيادة وبعد ذلك في المكتب وبحضور امناء سر الفروع الغير معنين وهذا دليل على ان الهدف من كل ذلك انه استهداف لتشويه سمعتي الحزبية كي يظهرني انني احتاج الى تأهيل ثالثا هو عسى ان يحصل لي شي من قبل مجهول مما يسهل تبرير ذلك رابعا كان سبب القرار هو انزعاج الرئيس بسبب رفضي لكل شي طرحه او نوه له سواء على الصعيد العام او الخاص ومنه عدم ترشيحي للقيادة رغم معرفة صدام لعدم رغبتي العمل في اي موقع حزبي او رسمي عالي من شأنه

ان يكون على التماس معه اي مع صدام بسبب عدم موافقتي على التفكير السائد في السياسة وكل مجالات الحياة في العراق

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here