نحن الآباء أبنائنا أمانة في أعناقنا نصونهم بتربوية الراب الإسلامي الإصلاحي

بقلم الكاتب أحمد الخالدي

عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ) أنه قال : كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته ) الراعي وبحسب عرف أهل اللغة و الاختصاص هو المسؤول المؤتمن و الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت ناظريه، فمهمة الرجل تكمن في جميع ما يخص أهل بيته بينما المرأة تكون مسؤوليتها في بيت زوجها و تربية عيالها، فالحديث النبوي الشريف يضع جميع أطراف الأسرة أمام هذه الحقيقة وكل بحسب موقعه الذي يتمتع به، فالأب أيضاً شريك المرأة في تربية الأبناء تربيةً مستقيمة قادرة على بناء شخصياتهم وفق ما يتماشى مع الأخلاق و قيم المثلى، أما الأم فهي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الأبناء كل ما من شأنه أن يكون لهم خير زادٍ مستقبلاً، فالأب و الأم هما القاعدة الأساسية التي يستند عليها فلذات أكبادنا ومنذ نعومة أظافرهم في الاستزادة من تجاربهم السابقة فتتكون لديهم أرضية مناسبة لمواجهة الأفكار المنحرفة و الشبهات الضالة و أكاذيب عبيد الدينار و الدرهم و أئمة الجور و الطغيان، أيضاً فالأبناء في مقتبل أعمارهم يقيناً أنهم يفتقدون للكثير من القواعد المهمة في تلك المرحلة و غيرها خاصة في الفترة الشبابية ( المراهقة ) فإنهم حتماً ستتولد لديهم الحاجة إلى الأب الصديق و الأخ الرفيق و الأم الحنون و الموجه الأساس لهم نحو جادة الصواب و هذا ما يجعلهم أمام مفترق طُرق فإما الضياع بين عوالم الانحراف و الانجراف بمغريات الفساد لأهل الفراغ العلمي و بين ما اكتسبوه من سلوكيات أخلاقية قويمة في مدرستهم الأساس إلا وهي البيت هنا تظهر تجليات التربية الصحيحة التي غرس جذورها الآباء و الأمهات في نفوس أبنائهم، و تكشف عن حقيقة الأسرة و نوعيتها التي تربى الأولاد في حجرها، فمع ما يتعرض له شبابنا اليوم من تحدياتٍ جمة تريد النيل منهم و بشتى الوسائل و الأساليب الوضيعة و تضعهم في متاهات لا نهاية لها فيكون عندئذ مستقبلهم على المحك و ينذر بانهياره وهذا يتطلب منا نحن الآباء وقفةً حكيمة جادة و اتخاذ الموقف الحازم و المناسب في حمايتهم من تلك الآفات الفتاكة و لعل السماء قد قدمت لنا مختلف السبل الناجحة في التربية الصالحة و إمكانية قطف ثمارها إن نحن سلكنا تلك الطرق على أكمل وجه وبحسب ما رسمته لنا فمثلاً الإسلام دين إنسانية و تقوى و إيمان و أخلاق و وسطية و اعتدال، الإسلام رسالي الرسالة في المغزى و المضمون لو صح التعبير، الإسلام محطة التحول الإنساني و ثورته العملاقة على مختلف مظاهر الانحطاط و التكفير و الإرهاب و الكفر و الإلحاد فالتجارب الناجعة في التاريخ كثيرة ولا يسع المجال لاستعراضها جميعاً وبما أن الحاضر هو امتداد للماضي فها هم اليوم الأشبال و الأشبال في مشروع الشباب المسلم الواعد قد قدموا السبل الناجحة في حماية أبنائنا من كل المخاطر المحدقة بهم من خلال طرحهم البديل الناجح المستمد أصله من ديننا الحنيف فقد بات العلم و المعرفة و الفكر مادتهم الدسمة في مهرجاناتهم المبدعة التي أصبحت حديث الشارع الشبابي في مختلف أرجاء المعمورة، فالحداثة في الأطوار و القصائد للماضين و ترويضها مع متطلبات العصر فهي من أبرز التجارب الناجحة في خدمة قضيتهم المشروعة لإنقاذ الشباب و إعادة روح الامل المشرق في نفوسهم فهكذا تُصان الفلذات يا أيها الآباء الكرام .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here