الأخوات والأخوة الأعزاء …

الأخوات والأخوة الأعزاء
الصديقات والأصدقاء الأعزاء

تحية قلبية

أضع بين أيديكم كراساً عن كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب في العراق، عن معاناتهم في العراق منذ عقود، ولاسيما في الفترة الأخيرة. لقد ارقني هذا الكراس كثيراً وأتعبني نفسياً، إذ كان عليَّ، ولكي أكتب هذا الكراس، أن أقرأ الكثير من الكتب، وقد قرأت فعلاً عشرات الكتب وما نشر في المواقع عن أتباع الديانات والمذاهب واطلعت على أوضاعهم الكارثية التي مروا بها في العهود المختلفة عبر القرون المنصرمة في العراق. لقد كانت هناك فترات طيبة ومريحة للجميع، ولكنها كانت قصيرة وقصيرة جداً، كما في أعقاب ثورة تموز 1958 مثلاً. يمكن لكل منكم، امرأة كانت أم رجلاً، أن يضع نفسه مكان أحد هؤلاء الأخوة أو إحدى الأخوات من أتباع الديانات والمذاهب الدينية والفلسفية، وهم مواطنون عراقيون وهن مواطنات عراقيات، لكي يمكن أن يحس بإحساسهم ومرارة العيش في مثل تلك الأوضاع التي عاشوا فيها، رغم إن العيب كل العيب في الحكام على مدى التاريخ، وليس في الشعب ذاته، ولكن الششعب يتحمل مسؤولية ايضاً بسبب الجهل والأمية وضعف الوعي والتعصب القومي أو الديني أو المذهبي. إنها المأساة وهي المهزلة ايضاً. تذكروا فقط الإبادة الجماعية عام 1988 للكرد في الأنفال، تذكروا ما أصيب به الكرد الفيلية أو شيعة الجنوب الذين اتهموا بالتبعية، أو ما حصل للإيزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين وفي الفلوجة وصلاح الدين وقبل اجتياح داعش للموصل، أ ما حصل للمجتمع المسيحي والإيزيدي والشبك والتركمان في أعقاب اجتياح الموصل وعموم نينوى، ثم الجريمة البشعة والنكراء التي قطع فيها رؤوس 50 أخت إيزيدية ودفن في سوريا على ايدي الدواعش المجرمين. ولنفكر بمن كان السبب وراء ما حصل في العرق، أليس النظام الطائفي المحاصصي ومن كان على رأس السلطة حينذاك، اليس الفساد وفقدان الذمة والضمير؟ أتمنى أن نفكر بكل ذلك. أتمنى لمن يقرأ هذه الدراسة المكثفة المنشورة في مواقع كثيرة، منها الحوار المتمدن، صوت العراق، موقع الناس، مركز النور ومواقع أخرى أن يفكر بأوضاع العراق الجارية وأن يتضامن معي مع اتباع الديانات والمذاهب دفاعاً عن حقهم في الإيمان وعن حريتهم في العبادة. الشكر لمن يتسنى قرأة الكراس ويوسع نشره بسحبه من أحد المواقع. كاظم حبيب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here