نزيل السجون والتصدي الى تيار الإلحاد والزندقة

الأيــام صحائف تعود بنا الى حيث ظلمك سيدي أيها المغيب في قعر السجون، يامن عشت بقعة ضوء تسللت الى وسط الظلام،تلك الفسحة القليلة التي قضيتها وأنت خارج السجن، ولكن أمتد الظلام ليحتل المكان بأسره، و بقي اثر البقعة المضيئة، لقد جسدّت بصبرك معنى الايمان، يــامن تصديت بفكرك وعلمك الفرق الظالة بنهج القويم نهج ابائك وأجدادك حتى قوي دين الحق المستقيم …
لايمكن أن ننكر أن الفترة التي عاشها الامام الكاظم (عليه السلام) تعتبر من الفترات القاسية والتي أنتشرت فيها الفرق والتيارات والمذاهب والنحل المنحرفة والضالة وقد تصدى الإمام الكاظم (عليه السلام) لها من خلال بيان منهج أهل البيت المستقيم، وتوضيح إنحرافات بعض الفرق والمذاهب التي قامت على أسُس مخالفة لخط الإسلام الأصيل.
وقد أعتمد الإمام الكاظم (عليه السلام) في التصدي للتيارات والفرق المنحرفة كالزنادقة والملاحدة وغيرهم على مناظرتهم ومحاورتهم بالأساليب العلمية القوية التي ينهزم أمامهم أصحاب الفكر السقيم، ويعود بعضهم إلى الحق، كما أتبع الإمام الكاظم (عليه السلام) الاقناع بأدوات العقل والبديهة، وهو الأمر الذي لا سبيل لإنكاره من قبل أصحاب الأفكار المنحرفة.حيث عمد لتثبيت اركان التوحيد، وتنقية مدارس العقيدة من الشوائب الفكرية والعقائدية الضارة، وايجاد رؤية عقائدية أصيلة تشع بروح التوحيد، وتثبت في أعماق النفس والعقل، بالاضافة الى ذلك، فانه (عليه السلام) أغنى مدرسة الفقه بحديثه ورواياته وتفسيره.
فلم يكن يوماً من الأيام يسعى للسلطة أو الجاه والمنصب بل غايته هي الحفاظ على تعاليم الاسلام ونشر الهداية بين صفوف الناس جميعاً وبث روح المحبة والسلام وعلى هذا نستشهد بكلام المحقق الصرخي في مقتبس من كتابه نزيل السجون قائلاً بحقه (لم يكن سياسياً … بالسياسة الدنيوية،ولم يكن قائداً عسكرياً كقادة الجهاز الحاكم الظالم،ولم يكن مسؤولاً أو زعيماً لجناح مسلح … كعصابات السلب والنهب وسفك الدماء والإرهاب،ولم يكن منتهزاً وصولياً عابداً للمناصب والواجهات … كالمنتفعين الوصوليين العملاء الاذلاء في كل زمان.
بالتأكيد فإنه لايمثل جهة او حزباً معارضاً … كالاحزاب المتصارعة على الدنيا والمنافع الشخصية الخاصة.كان إماماً تقياً نقياً زاهداً عابداً ناسكاً مخلصاً عالماً عاملاً آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ، كان أماناً حجة شافعاً رحمة للعالمين.
أذن … لماذا هذا العداء والنصب والبغضاء؟!)
انتهى المقتبس
وأقول ان الظالم أضعف من أن يقاتل بشرف، لهذا دس السم للإمام، وهكذا أنتهت حياة اسطورة رجل عاش بالسجن وتألق نبراسه الى يومنا هذا، ضرب الامام اروع مثال الصبر والتحدي، وشجاعة الموقف والثبات على المبادئ، ومن أقواله” أي فلان إتق الله وقل الحق، وان كان فيه هلاكك فان فيه نجاتك، أي فلان إتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك، فان فيه هلاكك.)تحف العقول _ابن شعبة الحراني

#الرابُ_الإسلاميُّ_منهجٌ_للتربيةِ

نزيل السجون: “بحث عقائدي” السيد الصرخي الحسني – دام ظله –

هيام الكناني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here