ضرورة معاقبة مروجي الأخبار الكاذبة والملفقة

بقلم مهدي قاسم

ذات مرة كتبتُ ما معناه : ما أن يقترب العرب ـــ طبعا
بدون تعميم ــ من منجز فكري او تقني غربي ، حتى يدب فيه الفساد والانحطاط ، لأنهم ليس فقط لا يوظفّون هذا المنجز الغربي العظيم أو ذاك لتطوير أنماط حياتهم نحو الأفضل و الأحسن و لخير أبناء جلدتهم و شعوبهم و للبشرية جمعاء ، أنما يحاولون ساعين دوما ــ بكل ما أتوا
من وقت و كسل و كثرة فراغ و تنبلة ـ لغرض توظيفها و تكريسها لكل ما هو خبيث و مضر شرير و تشهير ذميم ، بل يستخدمونها حتى ضد بعضهم بعضا بغية التهميش و التحطيم مدفوعين بكراهيتهم الدينية و المذهبية أو القومية والفئوية السياسية المنحازة..

و هنا لا نتحدث فقط عن المواد المتفجرة التي اكتشفها و
استخدمها الغرب لغاية شق الطرق الوعرة بين الجبال وتشييد الطرق بين النفاق و الكهوف و تفجير بطون الأرض لا ستثمار مناجم الفحم و الذهب و الأحجار الكريمة الأخرى ، في حين أن بعض العرب والمسلمين استخدموها ولا زالوا يستخدمونها لآلاف مرات ومرات لتفجير أنفسهم وسط أناس
مسالمين و أبرياء و كذلك الأمر بالنسبة لتفخيخ السيارات لنفس الأهداف الإجرامية الشريرة ، بينما الهدف من اكتشاف واختراع السيارة هو تقليص المسافات و تقليل حجم التعب و الإرهاق للمسافرين ..

هذا دون أن نتحدث عن عمليات خطف الطائرات و تفجيرها و التي
بسببها ” يتبهدل المسافرعبر المطارات بسبب تفتيش الأمني الكثيف والدقيق والضروري..

و إذا وضعنا كل هذا جانبا ، وانتقلنا إلى وسائل الإعلام
والميديا والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي سوف نجد أن العرب أكثر الناس استغلالا لهذه المواقع و الصفحات لنشر آلاف من أخبار زائفة وفديوهات مختلقة و كاذبة و كذلك فوتوشوب والخ ، طبعا لغاية التسقيط و الحط من الخصم الديني و المذهبي أو السياسي ، حتى
بدأ المرء يشك بكل خبر يقرأه أو فيديو يشاهدها أو صورة يراها على هذه الصفحات ، حتى منها تلك التي ربما قد تكون محتويسة على نسبة معينة من صحة ومصداقية !..

لذا فأنا مع هذا الخبر ــ أدناه ــ و أن كنتُ ضد التضييق
على حرية التعبير و الرأي و كشف الفاسدين والمفسدين ، ولكن لابد من التشديد والملاحقة القانونية بسبب هذا الانفلات والفوضى و سيل التزوير و التلفيق و التسقيط يقوم بها كل من دب وهب .

*(

“الانتربول” يلاحق عراقيا متهما بترويج
“انباء كاذبة”
أصدرت محكمة تحقيق صلاح الدين مذكرة قبض بحق متهم يستغل المواقع الالكترونية
لترويج معلومات كاذبة بقصد إثارة الفتنة.

وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى أن “رئيس محكمة استئناف صلاح
الدين قدم شكوى بحق المتهم ( ك.ح) كونه روج كذبا لحديث غير صحيح منسوب إلى السيد رئيس استئناف صلاح الدين الاتحادية”.

وأضاف البيان انه “صدرت بحقه أحكام غيابية كونه هاربا ويقيم خارج العراق
وسوف تتم الاستعانة بالانتربول لملاحقته عن طريق تنظيم ملف استرداد بحقه”.

وأكد مجلس القضاء الأعلى على “متابعة مرتكبي الجرائم الالكترونية واتخاذ
أشد الإجراءات القانونية بحقهم”.

ويذكر إن ” المتهم معروف عنه ترويج الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة
القصد منها أثارة الفتن واتهام السياسيين ومؤسسات الدولة والقضاء بمعلومات كاذبة “.) ..

ملاحظة : والمضحك والعجيب أن هذا الخبر نفسه يحتوي على كذب و تلفيق عندما
يقول كعنوان للخبر : ( “الانتربول” يلاحق عراقيا
متهما بترويج “انباء كاذبة” )أي الأن ، في الوقت الحاضر ، بينما يتضح من سياق الخبر أنه(
وسوف تتم الاستعانة بالانتربول لملاحقته عن طريق تنظيم ملف استرداد
بحقه”) في من جهة يلاحق ومن جهة أخر ستتم الاستعانة بالانتربول ، أي مستقبلا ؟!!! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here