عودة الوعي الوطني أمر مبهج ومفرح : غرفة تجارة بغداد مثالا !

بقلم مهدي قاسم

في السنوات الأخيرة تشرذم الوعي الوطني و تشتت عند شرائح
وفئات واسعة من المجتمع العراقي ، ليحل محله وعي مشوه و مهزوز من ارتداد و نكوص و تقهقر نحو ماض ” تليد ” و عتيد !! من عشائرية وقبلية و تخندق طائفي ضيق و بغيض ، و قومي عنصري شوفيني مقيت ، حتى بات الحديث عن الوطن والوطنية يثير سخرية البعض و يلهب حفظيتهم أيضا،
حيث بلغ حد الحقد و الكراهية بحق العراق وطنا و أرضا مبلغا كبيرا ! ، فانهالت معاول الفساد و التخريب على رأس العراق إهمالا و تسيّبا من كل جهة وناحية ، فبرزت معالم الخراب شاخصة في كل ركن و زاوية من بغداد ، و أكثر معالم هذا الخراب ظهرت على امتداد ساحة الميدان
و شارع الرشيد بالتوازي مع شارع الجمهورية و أطراف شارع السعدون من جهتين ـ نقصد البتاوين ــ مرورا و صعودا إلى مناطق أخرى من العاصمة بغداد التي باتت مهملة و رثة و شعثاء ، كأنما بدافع انتقام و حقد و ثأر قديم ومزمن رهيب ..

و اليوم يسرنا و يبهجنا أن نقرأ أخبارا مفرحة أثلجت قلوبنا
على صعيد قيام غرفة تجارة بغداد ــ بدافع من حرص وطني نبيل ــ بإعادة تأهيل سوقين تاريخيين مثل ” سوق الكهربائيات و عكد النصارى ” و سوق المنطيبات في الشورجة ” في بغداد و على نفقات غرفة تجارة بغداد ذاتها ! ..

إنها مبادرة جديرة بالتقدير والتثمين حقا ، آملين في أن
تكون بادرة فاتحة وممهدة إلى مبادرات أخرى تقوم بها جهات مهنية ومالية ــ كبنوك و مصارف ومؤسسات اقتصادية أخرى ــ في عمليات تأهيل متواصلة تهدف إلى جعل بغداد عاصمة جميلة جديرة بماضيها الحضاري و الثقافي و الفني المزدهر .

هامش ذات صلة :

( اعادة تأهيل سوقين تاريخين في بغداد
افتتحت غرفة تجارة بغداد “سوق الكهربائيات عكد النصارى وسوق المطيبات
في الشورجة”، التاريخيين في العاصمة بغداد بعد اعادة تأهيله.

وقال رئيس غرفة تجارة بغداد جعفر الحمداني الذي شاركه في حفل الافتتاح
للسوقين عدد من الشخصيات الحكومية والتجارية “ان اعادة تأهيل السوقين كان على نفقة غرفة تجارة بغداد وهذا يمثل جزءا بسيطا من خطط الغرفة المستقبلية التي بضمنها تطوير الاسواق القديمة والتاريخية في بغداد واعادة اعمارها وبما يتناسب مع مركزها وثقلها الاقتصادي فهي تمثل
قلب العاصمة الاقتصادي”.

ولفت الحمداني الى ان هذا الانجاز لم يتحقق في تاريخ الغرفة ومنذ تأسيسها
حيث لم تقم غرفة تجارة بغداد عبر تاريخها بإعادة تأهيل او المشاركة بأعمار اي سوق فمنذ تولي المسؤولية كممثلين للقطاع الخاص في مجلس ادارة الغرفة اخذنا على عاتقنا المشاركة في كل المحافل الاقتصادية والاجتماعية.

واكد سبق وان ساهمت الغرفة في اعادة اعمار عمارات (القادسية وراميتا
وتحت التكية والقشطيني والسنك والليث في الكرادة) والتي تعرضت الى اعمال ارهابية بالإضافة الى تعويض التجار ومنحهم قروضا وبالتعاون مع المصارف الحكومية فضلا عن الى اعفاء التجار من رسوم التجديد ولمدة سنتين دعما من الغرفة الى ابنائهاـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق
).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here