العلاقات العراقية السعودية..محاولات لكسر (الهيمنة الايرانية) على مقدرات المنطقة

حامد شهاب

من يتابع التطورات المتسارعة في العلاقات العراقية السعودية هذه الأيام، يجد أن هناك جملة أمور حيوية ودرماتيكية مهمة ، ينبغي الوقوف ، كونها ستفتح خارطة طريق ، لإعادة تضميد جراح تلك العلاقات ، وما تعرضت له من (توتر) و(قطيعة) في سنوات سابقة .. وكالآتي:

1. إن من شأن تطوير ميادين التعاون العراقي السعودي ، وبهذه الدرجة من الأهمية ، أنه سيفتح السبل أمام العراقيين لإقامة علاقات متوازنة مع المحيط الاقليمي ، وهي خطوة إيجابية تبشر بالخير ، ويرى فيها كثير من العراقيين أنها ستسهم في إنهاء حالة (الإستفراد السياسي والاقتصادي والأمني الإيراني) بالعراق ، وتقليل نطاق (الهيمنة الايرانية) على مقدراته ، بل أن من شأن التطور المتسارع في تلك العلاقات أن يكون العراق قد خفف حمل ثقل تلك العلاقات التي كبلته خسائر سياسية واقتصادية باهضة للإعوام الخمسة عشر الماضية ، وكان العراق هو الخاسر الأكبر من ثقل الانتشار والهيمنة الايرانية على مقدراته، ومن شأن تطور العلاقات العراقية السعودية تصحيح هذا المسار، الذي يشكل مخاوف وقلق كبيرين لأطياف عراقية واسعة، حتى من بينها تلك التي ترتبط بوشائج المذهب مع ايران، التي راحت تعرب عن مخاوفها من مخاطر تلك العلاقة في أكثر من مرة، وهي ترى في الإنفتاح السعودي على العراق ، بادرة خير يمكن أن تنتقل بالعراق الى الحالة الافضل، وكسر حصار (الهيمنة الايرانية الشاملة) على مقدرات هذا البلد ، حيث عانى لسنوات طوال من تدخلات وهيمنة شاملة أبعدت أي وجود للمحيط العربي على أرض العراق.

2. إن تبادل الزيارات بهذا الحجم والثقل التجاري والسياسي والفني ، يؤكد ان هناك تطورا ايجابيا ملموسا ومتسارعا ، يؤكد وجود رغبة قوية من طرفي العلاقة في فتح آفاق مستقبلية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني الافضل ، وفتح مجالات واسعة للاستثمار على أكثر من صعيد ، والأكثر من ذلك هو التطور المتسارع في علاقات البلدين السياسية ، وما تمخضت عنه زيارة الوفد التجاري السعودي من مباحثات في بغداد وعلى أعلى المستويات مع الجانب العراقي، تمثل في لقاء رؤساء الرئاسات الثلاث ، والوزراء اصحاب الاختصاص ، وفتح قنصلية سعودية في بغداد، وقنصليات في مدن عراقية مهمة أخرى.

3. إن تقديم السعودية منحة للعراق بقيمة مليار دولار وإستعداد السعودية لاقامة مدينة رياضية في بغداد ، وتطوير التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة ومختلف ميادين التعاون الاقتصادي والفني والمالي، وتخليص العراق من معاناة انقطاعات الكهرباء الطويلة ، ومده بما يحتاجه من الطاقة في مختلف ميادينها والعمل على اعادة بناء منظومته المنهارة يؤكد رغبة البلدين الأكيدة والصادقة لتطوير تلك المجالات بما يعود على البلدين بالمزيد من العلائق المتطورة ، ويقيم علاقات تشابك على أكثر من صعيد.

4. ان السعودية تعد الدولة العربية الاكثر قوة مالية واقتصادية في المنطقة ولديها علاقات قوية مع الولايات المتحدة ودول أوربا واليابان والصين ودول شرقي آسيا ، وهي تمتلك تأثيرا كبيرا على الساحة الدولية ، ومن شأن تطوير علاقاتنا بها أن تسهم في تخفيف معاناة العراقيين والانتقال ببلدهم الى الحالة الافضل وفتح مجالات واسعة للاستثمار على أكثر من صعيد، في وقت تعاني ايران من عزلة دولية واقتصادية هائلة وهي تريد اتخاذ العراق وسيلة للاصطراع على ارضه مع الدول التي تناصبها العداء وهو ما يعرض مستقبل البلد لمخاطر الفناء والاندثار والتبعية الشاملة لايران.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here