المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) يصف مخرجات القمة العربية بالضعيفة

محذرّاً من محاولات الافساد العقائدي ومخططات الافساد الداخلي

حذّر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، من محاولات الافساد العقائدي ومخططات الافساد الداخلي، مبيناً ان على المجتمع المسلم والانساني ان يتحصن بالأخلاق وبالسلوك المنضبط، وان خلاف ذلك هو محاولة لتدمير المجتمع وانهائه، فيما بيّن ان مخرجات القمة العربية في تونس لم تكن بمستوى الاحداث ووصفها بالضعف، فيما لفت إلى انه كان من المفترض بالمجتمعين في القمة العربية في تونس ان يسحبوا مبادرة السلام البائسة ولا يكتفوا بالاستنكار والتنديد.

وبعد الامر بتقوى الله ولزوم امره، أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 29 رجب الأصب 1440هـ الموافق لـ 5 نيسان 2019م، قائلا: ان واجب المسلمين ان يزدادوا قرباً وطاعة لله تعالى، خصوصاً في الأشهر المباركة ونحن في نهاية شهر رجب الأصب ومطلع شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان المبارك.

وأضاف: في كل مناسبة مرت وتمر على المسلمين ان يؤكدوا انتماءهم لهذا الدين بالعمل الصحيح بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص) وسيرة الأئمة الهداة المهديين من أهل بيت رسوله وتجنب محاولات أهل الباطل ومخططاتهم بحرفهم عن الدين، وصرفهم عن طريق الحق، واشغالهم بالأمور التافهة والمفاسد وبالألاعيب التي ينشرونها هنا وهناك.

تابع قائلا: يجب على المسلمين الانتباه بشكل شديد في هذه الاوقات إلى محاولات الافساد العقائدي العلني، والهجوم على الدين بشكل مركز ومهاجمة المقدسات في كل جوانبها من قبل اناس فقدوا السيطرة على انفسهم واستخدمهم الاعداء لتحقيق هذه الاغراض.

كما يجب على المسلمين جميعاً الانتباه إلى مخططات الافساد الداخلي التي تتعلق بالجانب السلوكي والاخلاقي؛ وهي أمور استحدثوها عندهم وطبقوها في بلاد الكفر، ثم يحاولون اليوم ان يطبقوها في العالم الاسلامي وان ينشروها في مجتمعاتنا بشكل وقح وبشكل حثيث.

ولفت إلى ان من جُملة هذه المخططات والوسائل هي محاولة تغيير الاسماء، فحفلات المجون والفسق والفجور يطلقون عليها مثلاً اسم: حفلات التعارف، وحفلات الرذيلة يطلقون عليها اسم حفلات الانفتاح كما يقولون، وحفلات السقوط الاخلاقي الراقص الذي تستعمل فيه العلامات الصهيونية والاشارات الماسونية؛ يجعلونها حفلات ترفيهية للشباب، وهكذا؛ فكل أمر محرّم في الشرع وساقط في الاخلاق يطلقون عليه اسماً آخر ليمرروه بين الناس.

وتابع قائلا: ولعل من اقبح هذه الأمور المعروف بالشذوذ عن الطبيعة، وهي من عمل قوم نبي الله لوط (ع)؛ فما قام به قومه ونهاهم عنه هو الذي أدى إلى هلاكهم، وانه معروف في الطب وعلم النفس بالشذوذ!، وانه مخالف للطبيعة الانسانية والبشرية، وهو عمل لا تقوم به الحيوانات ولكنهم يمارسونه، ولكي يجملونه اطلقوا عليه اسماءً اخرى في هذه الأيام أو على الاقل يخففون من قبح هذه الأسماء وهذه التصرفات، فيسمونه مثلاً المثليين وما شابه.

ونبه قائلاً: وإذا اراد المجتمع المسلم ان يواجه هذه الحالة تتحرك ادوات وأجهزة قوى الفساد والظلالة والشذوذ والانحراف لمحاربة المسلمين، كما حصل في كثير من الاماكن؛ لان المجتمع المسلم يرفض هذه الجرائم وهذه المنكرات كما استنكرها نبينا لوط (ع) وحرّمها الاسلام بشكل قطعي، لكنهم مع ذلك يثيرون الضجيج والعجيج ليحاربوا من يقف بوجههم أو تتمنع حصون مجتمعه عليهم كما يحصل الآن في الهجوم المرّكز على سلطنة بروناي؛ التي حرمت مثل هذه الممارسات في داخل مجتمعها المسلم في ذلك البلد.

وقال: ولأجل هذا على كل المسلمين ان يكونوا اقوياء لمواجهة الانحرافات وان يجابهوها بالأحكام الشرعية القطعية، فحكم الموت أو القتل على الشاذين الذين يستبيحون هذه المحرمات؛ انما لهو لصيانة المجتمع قبل ان يقع المجتمع في الاوضار والاوزار الكبرى، والتي تؤدي إلى تفسخ العائلة والسقوط الاخلاقي، كما تؤدي إلى تفشي وانتشار الامراض، فما مرض الايدز وغيره من الامراض التي سبقت إلا هي نتائج هذه الممارسات المنحرفة الاجرامية التي تحصل في المجتمعات المتفسخة الساقطة اخلاقياً.

والخلاصة المهمة؛ ان المجتمع المسلم والمجتمع الانساني يتحصن بالأخلاق وبالسلوك المنضبط، فكل محاولة لحرفه أو لصرفه عن الاخلاق الصحيحة؛ انما هي محاولة لتدمير المجتمع وانهائه والسماح لأعداء الله بالسيطرة عليه، وهذا هو ما تمارسه القوى الظالمة وقوى الاندساس والهيمنة السرية والعلنية في العالم.

وفي الخطبة الثانية من صلاة الجمعة تطرق سماحة المرجع الخالصي (دام ظله) إلى ما يجب على المسلم ان ينتبه إليه، وهو كما أشير إليه بشكل دائم في مرات سابقة، بأن المواجهة مستمرة مع مخططات السيطرة والكيان الصهيوني الذي هو اداة هذه المخططات القديمة والجديدة، وقضية فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس، فضلاً عن الجولان والأجزاء المحتلة في البلاد العربية فهذه مسألة مركزية ورئيسية يجب الالتفات إليها والثبات عليها، لا تقديم التنازلات كما حصل من بعض العرب في مرات عديدة وفي مناسبات سابقة التي أدت إلى زيادة الغطرسة الصهيونية، وليس إلى التراجع والتفاهم من قبل الصهاينة.

وتابع قائلا: لذلك فإن ما خرج مؤتمر القمة العربية كان ضعيفاً وليس بمستوى الاحداث، مع انه أشار إلى قضية فلسطين والقدس والجولان بشكل غير قوي، لأن هذه أمور لا يمكن بعد هذا التنازل عنها؛ ولكن كان من المفروض ان تعلن الدول العربية ان كل أمر يتعلق بالسلام له امد محدود وسيتوقف العمل به إذا أصر الصهاينة على سلوكهم المنحط هذا، وأصر داعموه كالرئيس الامريكي ترامب، على انتهاك كل المقررات والاعراف الدولية.

فكان المفروض سحب “المبادرة العربية للسلام” البائسة، أو على الاقل التلويح بها والاجتماع بعد عدة اشهر أقصاها ستة أشهر لدراسة آخر المستجدات حول هذه القضية؛ لكي يشعر العدو ان العرب قد وقفوا على ارجلهم، وان القادة قد فاقوا من نومهم العميق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here