[[ الـمـحـطة رقـم 2 ]]

الفرزه الاولى

مما يظهر لي هو أنّي المولود الاول في المنزل الجديد العائد الى جاني ملكشاه وموقعهُ محلة الجديدة وهذا المسكن

يبعد عن بيت جدّي الحاج حمادي مسافةً قريبةً لأنّ هذه الـمحلّةِ هي إمـتـدادٌ الى مـحـلّـةِ ســيـد حـسـين وما زال الـبـيت

موجـوداً الى الان وان زال نصـفُـهُ عند إجـراء تـوسـعـةٍ لشـوارع مدينة الكوت عاميّ 1951 و52 وهذه التوسعة قام بها

يومذاك المتصرف / المحافظ عباس البلداوي .

ومِـنْ هـذا الـمنـزل أنطـلـقُ في ذاكـرتي يوم أفقتُ من مرضي القاتل الملاريا الـذي كان مجهـولاً لوالـديَّ حيث طلبتُ منهما

أن يشـويا لي بيضةً في المنقلة الـتي كـانا جالسين حـولها إتّـقـاءًا من الـبـرد وأنـا طريحُ الـفـراش ممددٌ أمامهما في حُجرة الضيوف

وكان طلبي ساعتها مدعاةَ الفرح والسرور لهما لأن وضعي كان أقرب للموت منه للحياة وأُقـدّرُ عُـمُري بحدود السنتين

والنصف وفي هـذا البيت بدأتُ سِـنِيِّ طفـولـتي .

كان المنزل يحتوي على حجرةٍ كبيرةٍ عند المدخل لها بابٌ للدخول من [ المَجاز ] ولها بابٌ آخر يطل على فناء الدار ومن

الجهة المقابلة لها توجد حجرتان كبيرتان تطلّان على فناء الدار أيضاً مُرتفعتان عن مستوى أرض الدار بحُكم وجود سـرداب

الذي ما عاد له وجودًا في الابنية الحديثة لقصور الفهم عن اهميته ووجوده في الدور وكان على امتداد الحجرتين .

وفي فناء الدار باب السرداب وآخر لبيت الخلوه ومع هذا الامتداد توجد فـتحة الـسُـلّم الـذي يؤدي الى سطح المنزل وتوجد

مساحة فارغه بينهما جُعلت كمطبخ ومن الجهة الثانيه وهي الجهة الـيُسرى للـدار توجد طارمة تـمتـد مع إمتداد [ المَجاز ]

يفصل بينهما جدار .

كان فناء المنزل مكشوفًا من السطح لفتحة مربعة يدور حولها سياج خشبي يقسم سطح الدار الى نصفين ومساحة الدار

بمجملها اقدرها بـ [ 150 متراً ] وهو ركن لبداية الشارع الذي يمر طولاً بمقبرة الانجليز والسجن العام الى أن ينتهي الى مطحنة

[ الحاج إبراهيم العقابي ] حيثُ يتقاطع مع شارع المستشفى بدّوار أو فِلْكه تُسمى الآن بساحة العامل .

ولمّا كان منزلنا رُكناً للشارع فعليه يكون المدخل من جهة اليسار أمّا الجهة اليمنى فيوجد زقاق / دربونه مغلق فيه بيتان أتذكر

صاحب أحد الدارين وهو الملاصق لدارنا المدعو عبد الامير الذي كان يعمل سائقًا ثم إنتقل الى بغداد وسكن البياع وله أخ

حلّاق يدعى جليل تُوّفّي لإدمانـهِ على الخمر واخــر لا أتذكرهُ .

وفي ظهر منزلنا زقـاق فيه مسـكن محمد البغدادي والبغدادي هي قرية في تكريت وكان يعمل صباغًا للدور

اتذكره شابّاً ممتلئً أحمر الوجه طولُهُ فوق الربعة ولـه أخٌ يكبـرني بعامين يدعى علي تخرج مُـعلماً وبقي في الكوت

ولا أعرف عنه الان شيءً .

والى داخل الزقاق كان مسكن الملا إبراهيم عطيه وأولاده الدكتور خليل كان مدرسًا درّسَ العربيةَ في ثانوية

الكوت للبنين ثم أكمل دراسته على الدكتوراه وأصبح استاذًا في جامعة البصرة ثم الدكتور جليل وهو صحافي كان

له عمود في الجمهورية باسم جُهيـنة والان يعيش مغتربًا في فرنسا وبيني وبينه تواصل عن طريق الهاتف ثم العقيد

جميل تخرج في كلية الشرطة وتعين في الكوت الى أن تقاعد ثم نبيل وعقيل وللملّا إبراهيم بنات أعرف منهن الكُبرى

أم حيـدر تزوجها السيد عبد الرزاق السيد مهدي الحكيم نَـسـيـبُ خالي عبد الامير وقـد أنـجـب مـنها أولاد لا أعرف منهم

إلّا إسمَ إبنهِ البِكر حيدر الذي لم أتعرف عليه .

وفي الجهة المُـقابـلة وهو الركن آلاخر المقابل لمنزلنا منزل المُـلّا نعـيـمه وهي متـزوجه من شـخص يُدعى كنيهر ولها أولاد

أكبرهم [ فاضل ثُمّ يأتي بعدهُ ناظر وبنت إسمها نوريه ] ويأتي بعده دُكان لبيع المواد الغذائيه يُديره قاسم محسن علي الداغر

ثم منزل [ جاني ملكشاه ] وله أبـناء أكـبـرهم محمود كان وكيلاً لشركة باتا في مدينة الكوت وهو من زوجته ألاولى ولا اعرف

عنها شيءً وزوجـتُهُ التي هي معهُ لـهُ منـها أولاد وهم راضي كان شرطيًّا تدرج الى رتبة مفوض شرطة تخته ثم تـقاعد وفـتح محـلاً

في الـسـوق لـبـيع المـواد الغـذائيه في سبعينات القرن الماضي وقـد سُــفّـر وعائلته الى إيران وهـذا الـمـوقف ذكـرني بتسفير اليهود

عـندما كُنّا أطفالاً نجوبُ مدينة الكوت في سـيارة باص خشبي وكان راضي جاني الشرطي معنا نهتف ونردد مـعه [ خلاله حمره

صفره من الطبق فُرّي ] والفرح يغمرنا ولا نفهم ما معنى هذا الهتاف وتبين لي معناه هي أن اليهود هم شيوعيون ومؤسس

الحزب العراقي يوسف سلمان / فهد هو يهودي وصاحب الفكر الشيوعي ماركس هو يهودي أيضًا وعلى هذا لا بُدّ من أن تخرج .

والحقيقة أن تـسـفـير الـيـهـود مخطط خططت له الصهيونية وبرطانيا العظمى ايامها لقيام الدويله الصهيونية في فلسطين .

ويأتي بعد راضي مهدي سكن بغداد في بداية شبابه ولمهدي ابن يعمل الآن إعلامياً في مـديـنة الكوت يُـدعى عبّاس ثُـــمّ يأتي

صاحب لم يعمل غير تـربـيـة الطيور ثم بعده يأتي قيس عَمِلَ في البناء واختصّ في صب السقوف والاعمدة الكونكريتية

ولا أعلم عنهم اليوم شيءً بعدما تفرقت بنا السُبُل .

بقلم / الحاج عطا الحاج يوسف منصور

الدنمارك / كوبنهاجن السبت في 6 / نيسان / 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here