مايجمع إيران بالسعودية

علاء دلي اللهيبي

تقدمت إيران كثيرا، وسجلت العديد من الأهداف في مبارياتها التي خاضتها في مواجهة الدول العربية وأمريكا على الملعب العراقي منذ 2003 وحتى اليوم. وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون تكرارا: إنهم تفوقوا على خصومهم في هذه الساحة، وإنهم مصممون على الأستمرار بذات الوتيرة في فرض وجودهم وإرادتهم الفاعلة، وكسب المزيد من الجولات.

في المقابل تراجع الحضور العربي في هذا البلد الذي كان متذبذبا نتيجة خلافات عميقة مع بغداد في عهد رئيس النظام السابق صدام حسين الذي إجتاح الكويت، ودخل في مشاكل مع الرياض، وكان من الصعب أن يجد دعما من دول الخليج التي عاشت في هوس مضاعف من تصرفاته، ومن تهديدات إيران التاريخية كما يرونها، وعندما تخلصوا من صدام وقعوا فيما هو أخطر حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة إيران التي تمتلك أوراق لعب عديدة، ومهارات سياسية تاريخية لم يتمكنوا من مواجهتها والرد عليها، ولذلك خسروا الكثير في العراق، وهم يحاولون اليوم العودة ومناكفة الإيرانيين مستغلين الضغط الدولي الهائل على طهران، وإنشغالها في ملفات عديدة بدءا من العراق وسوريا، وليس إنتهاءا باليمن.

وفد سعودي بلغ عدد الرسميين فيه مائة شخصية، عدا عن أعضاء في الوفد يمثلون شركات ومؤسسات وهيئات زار بغداد، وإلتقى برئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي سيتوجه لاحقا الى الرياض لتوقيع مذكرة تفاهم وتعاون في المجالات كافة، وقد قدم المسؤولون العراقيون للوفد السعودي الذي ترأسه وزير الإستثمار ماجد القصبي 186 مشروعا إستثماريا في مختلف القطاعات ليكون ذلك ميدانا للإستثمار أمام الشركات السعودية، وجرى الإتفاق على إنشاء المدينة الرياضية الكبرى التي تقع جنوب العاصمة بتمويل سعودي كامل وبقيمة مليار دولار ومائة مليون، إضافة الى منحة مالية بلغت المليار، وتجيء الزيارة بعد أسابيع على زيارة قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني الى بغداد والتي يرى مراقبون أنها لم تكن مغرية لأنها ركزت على مايمكن أن يقدمه العراق لكسر الحصار على طهران، بينما تقدم السعوديون بعروض مغرية في قطاع الإستثمار الصناعي والزراعي والتجاري والمعابر والرياضة، وغيرها من شؤون.

أطرف تعليق وصلني: إن هناك مؤامرة سعودية إيرانية مشتركة على العراق، وهناك من يرى إن المنحة السعودية هي في الأصل هدية لإيران عبر العراق، وعلق ثالث قائلا إن مايجمع السعوديين بالإيرانيين كثير، ومن الكثير هو أن البلدين لايعتمدان ربطة العنق التي هي تقليد غربي!!!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here