وقفة مع خطاب لستولتنبرغ امام الكونغرس الامريكي

سالم سمسم مهدي

في خطاب غير مرحب به من الرئيس الامريكي دونالد ترامب القى امين عام حلف الناتو

( لستولتنبرغ ) كلمة بدعوة من اعضاء مجلس الكونغرس لم تحظى بتأييد ترامب لأنه امضى السنوات المنصرمة وهو يوجه انتقادات للحلف بسبب ضعف الالتزامات المالية لكافة الاعضاء تاركين الولايات المتحدة تتحمل العبء الاكبر في هذا الخصوص كما يقول …

من المعروف أن حلف شمال الأطلسي أو الناتو تأسس في 4 / نيسان / 1949 ضد ما أسموه التوسع السوفيتي في أوربا الشرقية ويضم حاليا 29 دولة ورد الاتحاد السوفيتي بإنشاء حلف وارشو ضم ايضا الدول الشيوعية وذلك في مايس عام 1955 …

بلغت موازنة حلف الناتو عام 2018 ما يقارب 921 مليار دولار تحملت الولايات المتحدة 664 مليار دولار منها ولأن ترامب يتصرف بعقلية التاجر قبل أن يصبح سياسي أو رئيس فأن ذلك لا يروق له علماً أن الكثير من مصانع الانتاج الحربي التي تمد الحلف بالسلاح هي مصانع أمريكية غالبية أياديها العاملة من الأمريكان …

تأتي الكلمة بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحلف بحضور وزراء خارجية الدول الاعضاء ومجلسي النواب والشيوخ الامريكيين وأشار لستولتنبرغ وهو رئيس وزراء سابق للنرويج في كلمته إلى ( الوعد الرسمي ) الذي أطلقته الدول المؤسسة للحلف القائم على مبدأ ( الفرد للجميع والجميع للفرد ) لذا قال يجب الحفاظ على وحدة الدول الاعضاء في الحلف بعد الخلافات بين ترامب وحلفائه للوقوف بوجه ( التحديات الروسية غير المسبوقة ) كما ذكر ولكنه شدد على : لا نريد سباق تسلح جديد أو ( حرب باردة جديدة ) …

أن ما يقصده بالتحديات غير المسبوقة هو احداث شبه جزيرة القرم والموقف الروسي الصلب في سوريا وقد يقصد ايضا العلاقة الجيدة وصفقات التسليح مع ايران وربما احداث فنزويلا وكذلك الخلافات بين الاعضاء داخل الحلف ومنها أيضاً التوتر بين تركيا وأمريكا بسبب صفقة صواريخ منظومة أس 400 الروسية …

أشار أيضاً إلى أن الحلف متحد بخصوص مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وأن الحلف ملتزم بتدريب القوات العراقية وتطرق الى افغانستان كذلك …

ما يهمنا كعراقيين هو ما ذكره عن تدريب القوات العراقية لأن من المعروف أن مجموع ما انفق على عقود تسليح الجيش العراقي ( الذي دمرت القوات الامريكية معداته العسكرية وحتى الجديدة منها في تفجيرات لأكداس السلاح كانت تُسمع أنفجاراتها الهائلة في العاصمة بغداد وغيرها من المدن بعد الأحتلال في خطة رسمتها القوات المحتلة ل ( أمركة ) تسليح الجيش العراقي بدلا من السلاح السوفيتي الهائل الذي كان يملكه ) ما يقارب 149 مليار دولار حتى عام 2015 معظمها من الولايات المتحدة كما ان الكثير من الصفقات كانت تشوبها شبهات فساد ولم يصل بعضا منها للعراق اصلا وكل ذلك يجري تحت انظار الولايات المتحدة وسكوتها …

أن فراغ السلاح الذي تعرض له العراق بعد تدمير ما كان يملكه هو الذي شجع تنظيم داعش وما سبقها من تنظيمات باستغلال هذا الفراغ وتسلل الآلاف من الإرهابيين الى داخل البلد الذي لم يكن يجرأ عليه أحد سابقاً أذن الحلف بجميع دوله هو الذي يتحمل مسؤولية ظهور هذا التنظيم الوحشي في وادي الرافدين لهذه الاسباب …

كما أن الولايات المتحدة خصوصاً والحلف عموما هم الذين يتحملون وزر ما أصاب العراق من تدمير وقتل وخسارة عشرات الآلاف من الشباب الذين أصابهم العوق والأمراض النفسية والفقر المدقع لذا فأن ما يقوله الذين دمروا الوطن عن مساعدته ينطبق عليه المثل القائل : من لحم ثوره أطعمه .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here