مبادرات جماعية تعويضا عن رعاية الدولة الكسيحة

بقلم مهدي قاسم

يُقال أن كل مبادرة تبدأ فردية ، ثم شيئا فشيئا ، تأخذ
طابعا جماعيا متزايدا بأعداده الكبيرة والكثيرة

و هذا ما يمكن ملاحظته في العراق وبكل فرح وسرور و أمل
مبشر بروح إيجابية مستقبلا ..

إذ بعدما يأس العراقيون من رعاية الحكومة والدولة ( اللتين
يقودهما ساسة ومسؤولون فاسدون و فاشلون ) على صعيد تقديم الخدمات والاهتمام بالبيئة ، فأخذ بعض العراقيين على عاتقهم و ضمن مبادرات تطوعية جماعية بزرع الأشجار و تنظيف الأرصفة و الأنهار والشواطئ الموبؤة بالنفايات ..

أن عملية القيام بأمور مهمة كهذه ، لهي دلالة على نمو
الوعي الوطني ــ وأن كان على نطاق ضيق حتى الآن ــ وبتواز مع تزايد الشعور بالمسئولية عند هذا الفرد العراقي ، أو ذاك و الذي يحس بأنه يجب عليه أن يبادر بتحسين بيئته بنفسه ، ومع آخرين من أمثاله من أصحاب الوعي الوطني و العراقي الأصيلين ، دون اعتماد على الحكومة
أو الدولة شبه كسيحتين اللتين هما بحاجة إلى رعاية وعناية لتقفا على رجليهما في يوم من الأيام !! ..

و كم سيكون رائعا ومبعث فرحة و افتخار لو اتسعت دائرة هؤلاء
العراقيين الحريصين على بلدهم ليزدادوا عددا وآلافا مؤلفة ، وهم يقومون بأعمال تطوعية لتنظيف الأنهار و الأرصفة والساحات المكتظة بالنفايات ، أو بزرع أشجار و نباتات لتوسع الأحزمة الخضراء داخل و محيط مدنهم وبلداتهم وقراهم ، ليصبحوا قدوة و مثالا لغيرهم ، بغية اثارة
الشعور بالشهامة الوطنية و الحرص العراقي عند أولئك الذين لا زالوا ينظرون بلامبالاة و عدم اكتراث إلى بلدهم العراقي وهو يخرب و يتدمر و يتقهقرإلى الخلف على أيدي الطغمة السياسية الفاسدة من عصابات السرقة واللصوصية المشرعنة و النهب المنظم للمال العام .

بينما نحن من جانبنا ككتاب وإعلاميين وما علينا إلا أن
نشجع هؤلاء العراقيين و نحسّسهم بأهمية مبادراتهم الوطنية كنوع من عمل اجتماعي نافع ومفيد ليس لهم و غيرهم فقط ، وإنما للأجيال العراقية القادمة أيضا .

فيما يلي ربط صورة لمتطوعين بصريين يقومون بأعمال تنظيف
طوعية :

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here