موقف المرجعية الدينية من الاسلام الامريكي -1

د.فخري مشكور

في مواجهة ظاهرة الاسلام الامريكي الذي بدت طلائعه في المدن المقدسة نرى من الضروري ان نعيد نشر فقرات من مقال سابق كمقدمة للبحث في سلسلة مقالات حول موقف المرجعية الدينية من الاسلام الامريكي.

في مقال سابق قلنا:-

” من اوليات شروط العمل الناجح: التخطيط.

ومن شروط التخطيط معرفة الواقع الذي نريد العمل فيه وله.

ولا تتم معرفة الواقع الا بالدراسة الميدانية؛ لأن الواقع لا يمكن معرفته بالتأملات اوبسؤال بعض الاتباع والتلاميذ “.

” بعد دراسة الواقع توضع الخطة التي تحدد الطاقات المطلوبة من كادر بشري وميزانية مالية وادوات تنفيذية

….كل هذا يجب ان تقوم به المؤسسة الدينية وهو من صميم واجباتها، والا كان العمل الديني عشوائياً تقليدياً تكراياً لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا ينتج الا بضعة عشرات من الملتزمين الذين لا يؤثرون في الميزان الديني للمجتمع ” .

” المؤسسة الدينية تملك كل الامكانيات للقيام بالدراسة الميدانية ووضع الخطط العلمية للعمل الديني ولا تشكو ابداً من نقص الكادر البشري ولا من نقص الموارد المالية “.

” ان العمل الديني بوضعه الفعلي (حيث لا دراسة ميدانية ولا خطة عمل) مصاب بالانفاق الخيالي غير المثمر، والتخلف الناتج من عدم استثمار الطاقات العلمية والفنية العصرية المتوفرة بكثرة في الملايين من اتباعها المؤمنين بها لكنهم مهمّشون بسبب اكتفاء المؤسسة الدينية بالطلبة والقريبين منها جغرافياً او اجتماعياً او عائليا ” .

” ترى كم هو عدد الكتاب والادباء الشيعة في العالم الاسلامي؟ وهل استثمرت المؤسسة الدينية رُبعهم اوعُشرهم؟

وكم هي الطاقات الأدبية والفنية والعلمية المؤمنة؟ وهل استفادت المؤسسة الدينية من واحد بالمائة منهم؟

ان الدراسة الميدانية للواقع الديني للامة ووضع الخطة العلمية للعمل الديني واستثمار طاقات الامة ا لعلمية والادبية والفنية كفيل ان يحقق قفزة في العمل الديني نلمس آثارها بسرعة في هذا الجيل قبل الجيل القادم، مما يحقق هزيمة للفكر الغربي الذي ينشر سمومه في الغالبية الساحقة من الامة بينما يتوجه خطابنا الى اقلية ليست اساساً معرّضةً لخطر الانحراف ” .

***

” هل تملك المؤسسة الدينية (بالارقام) كشفاً باسماء الطاقات العلمية والادبية والفنية في الامة ؟

هل هناك تواصل بين المؤسسة الدينية وبين هذه الطاقات؟ أو على الاقل هل هناك برنامج للتواصل مع هذه الطاقات؟

هل تملك المؤسسة الدينية (بالارقام) مسحاً دينياً للامة يبين الحالة العامة للالتزام الديني او المعرفة العقائدية للامة حسب الدول والمدن والطبقات الاجتماعية؟

لا اظن احدأ يدعي الاجابة بنعم على اي سؤال من هذه الاسئلة

بالتالي يحق لنا ان نتساءل: اذاً على اي اساس يقوم العمل الديني بدون معرفة واقع الامة في امراضها وبدون معرفة طاقاتها وكفاءاتها؟ ” .
——————————

يتبع…..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here