الزيارات الخارجية للسيد عادل عبد المهدي

سالم سمسم مهدي

خلافاً للتوقعات السابقة التي ذكرت أن السيد عبد المهدي سوف لن يغادر العراق إلا بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة وأنه أتفق مع السيد برهم صالح بالقيام بهذه المهمة وفتح صفحة جديدة مع دول الجوار إلا أن عبد المهدي شد الرحال صوب مصر في 23 / من الشهر الماضي وفتح أبواب التعاون الاقتصادي مع القاهرة تعززت بزيارة العاهل الأردني وطرح أقامة مشاريع تعاون عربية مشتركة كما زار بغداد مؤخراً وفد سعودي كبير الحجم …

ومع أننا نرحب بأي تقارب مع الدول المجاورة وغيرها ونميل للتهدئة مع الاطراف كافة إلا أن لكل ذلك شروط وتبعات وهناك مصلحة وطنية يجب أن تحسب بدقة ووضوح وأن لا يكون العراق رهناً لرغبات الآخرين وكان من المفروض أن يسبق كل الإجراءات الأخيرة اتفاقات أمنية على أعلى المستويات يتم خلالها تشخيص ما مر على العراق من ويلات مصدرها الدول المجاورة والتي كان ورائها رجال الدين المتطرفين المهووسين بالقتل والمدعومين من السلطات الرسمية في بلدانهم …

لقد كلف حقد وتهور رجال الدين هؤلاء العراق خسائر باهظة بين بشرية ومادية ولكننا لم نسمع من أي مسؤول من هذه الدول كلمة اعتذار من مواطنيننا وخصوصاً ضحايا جرائم الفتاوى البعيدة عن الدين أو حتى توجيه توبيخ لهؤلاء الذين كانوا يحرضون على قتل العراقيين مع أننا نعرف أنهم ليس أكثر من وعاظ سلاطين ويتمسحون بأحذية ملوكهم وأمرائهم …

أن في العراق اليوم أجيال من اليتامى والأرامل والثكالى ممن تصعب عليهم لقمة العيش وهم في بلد غني موازنته تفوق المائة مليار دولار ولكن لا يستطيع الملايين منهم حتى الحصول على ماء صالح للشرب ويفترش أطفاله مدارس طينية نتنه لا يوجد مثيل لها حتى في مجاهل أفريقيا التي تحلم دولها بموازنة لا تتعدى المليار دولار …

لذا فأنني أعتبر تخطي آلام ضحايا الإرهاب من أجل رضى مصالح مؤقت ينتهي بانتهاء هذه المصالح يُعد جريمة بحق الشعب العراقي والدليل ما تعرضت له الفنانة ألهام شاهين مؤخراً من نقد وتجريح وهجمة حادة لا لسبب ولكن لأنها زارت العراق والعتبات المقدسة فيه وهذا يعني أن الجانب الرسمي للدول التي نطمح للتعاون معها لم تبذل أي جهد لتغيير النبرة المعادية للعراق مما يدل على أن شعبنا سيظل هدفاً لسهام الغدر والتي ما زالت بعض عناصرها الشاذة من الارهابيين من العربان والأجانب تقتل العراقيين وهي متمركزة في جبال مكحول وتخوم كركوك والموصل والانبار وديالى …

لقد آن الأوان أن يشعر العراق دولة وأفراد بكرامتهم وأنهم محل احترام وليس مجرد خان لتصريف بضائع الغير الجيد منها والرديء لذا فأن من أولويات تطبيع العلاقات مع الدول العربية أو دول الجوار الأخرى أعادة حقوق الشعب المرهونة منذ زمن النظام السابق وحتى اليوم سواء تلك التي ذابت في بنوك بعض الدول وهي بالمليارات أو تلك التي أشترك العراق فيها على شكل شركات عربية وغير عربية ضمن اتفاقيات التعاون الاقتصادي العربي ساهمت أموالنا بتمويلها وهي أكثر من ثلاثين شركة موزعة من فيتنام وحتى موريتانيا ولم يطالب بها أحد حتى الآن …

ونبقى نقول حسنوا العلاقات مع الجميع ولكن مع احترام حقوقنا ومصالحنا وصون دماء أبنائنا وأموالنا والاعتذار من ضحايا المعتدين القتلة وما أكثرهم في وطننا لأن في الاتفاقيات غير المتعادلة إهانة للشعب والوطن .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here