في الزمن العراقي الرديء : التابع المأمور كعبد مبيوع : عادل عبد المهدي مثلا

بقلم مهدي قاسم

فقط في العصر السياسي ” الشيعي ” الحالي اكتسبت أصناف التبعية
والعمالة والخيانة الوطنية و التخادمية الذليلة للمصالح الأجنبية طابعا علنيا وسافرا مموجا ، بلغ حد المباهاة و الاعتزاز !!، وهو الأمر الذي لم يحدث في أية بقعة من بقاع العالم لا قديما ولا حديثا ، ولم يفعله ساسة لا من المتدّينين ولا من العلمانيين ..

ففي سابق الأزمان كان العملاء و الخونة يحرصون قدر الإمكان
على إبقاء هذه العمالة و الخيانة قيد الكتمان والسرية لتبقى مقبورة في غياهب النسيان ، حرصا على سمعتهم وسمعة عائلاتهم و أبنائهم و أحفادهم ، لأنه كان ولا زال عارا وعيبا و شنّارا مخزيا أن يكون الشخص عميلا وخائنا بحق وطنه وهو يخدم مصالح دولة أجنبية بضد من مصالح
بلده ، لذا فكان العملاء والخونة يبذلون قصارى جهدهم ليبقوا خلف الظلال وعتمة الظلام بعيدا عن عيون الفضوليين و هوس الأعلام والصحافة و الملأ الأوسع ، ولكن ما ان وصلت أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية ” إلى سدة الحكم والسلطة ــ بفضل حماقة وغباء بوش الأبن ــ حتى
انتقلت هذه السرية الصارمة إلى صراحة مهلهلة وعلنية مزلزلة مصحوبة بآيات التباهي و الافتخار ليصبح هؤلاء العملاء و الخونة ملكيين أكثر من الملك ، أي مدفعين عن مصالح إيران أكثر من إيرانيين أنفسهم !!..

ربما أن ثمة قارئا عزيزا قد يضيق ذرعا بما نكتبه الآن من
إنشاءات ناسين جوهر الموضوع ، ليقاطعني قائلا بضيق صدر و انزعاج :

ــ طيب يا أخي ! ، نعرف كل هذا ! ، فما هو جديدك في هذا
الأمر فزودنا إذا يوجد شيء من هذا القبيل ؟ ..

طيب : جديدي هو هذا اللامعقول في منطق خامنئي السياسي
الشاذ وهو يتحدث بلهجة آمرة إلى رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي مطالبا إياه بطرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقية !! …

إلا أن أبسط تحليل لهذا الطلب ، الآمر ، يوضح لنا بأن
خامنئي يتعامل مع رؤساء الحكومة العراقية من ” الأحزاب الشيعية ” على أنهم ليسوا أكثر من أتباع أو عملاء له ، ينفذون أوامره و أهدافه السياسية ليس إلا ..

و إلا فأن وجود القوات الأمريكية في العراق أمر داخلي وسيادي
تحديدا ، يخّص الحكومة العراقية بالدرجة الأولى و الأخيرة ، وليس لخائمني ولا لغيره من الأجانب حقا في التقدم بمثل هذا الطلب ، لا سياسيا ولا دبلوماسيا ولا في أية صورة أو طريقة أخرى ، وإلا أنه يعتبر تدخلا فظا في الشأن الداخلي للعراق ..

نقول كل هذا ، مع علمنا بأنه و بفضل هؤلاء الخونة والعملاء
لم يبق للعراق أية سيادة أو هيبة أم اعتبار..

و إلا فكان ينبغي على الحكومة العراقية أن تحتج ضد هذا
التدخل السافر احتراما لنفسها أولا و لهيبة العراق ثانيا ،على الأقل ..

هيبة العراق في وسط هذا الرهط الكبير من عملاء و خونة بكل
صراحة و خساسة ؟! ..

هامش ذات صلة :

*(
خامنئي يطلب من عبد المهدي طرد القوات الامريكية من العراق

طالب المرشد الايراني اية الله علي خامنئي يوم السبت رئيس مجلس الوزراء
القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي بضرورة خروج القوات الأمريكية من العراق بأقرب وقت ممكن.

ووصل عبد المهدي في وقت سابق من اليوم الى العاصمة طهران برفقة وفد سياسي
واقتصادي رفيع تلبية لدعوة رسمية لرئيس الجمهورية الايرانية حسن روحاني.

وقال خامنئي خلال استقباله عصر اليوم عبد المهدي والوفد المرافق له،
انه “إذا كانت الحكومة والمسؤولين العراقيّين تابعين لأمريكا فلن تمانع (أمريكا) ذلك”.

واضاف ان “الحكومة والبرلمان العراقي ومجموع الناشطين السياسيّين الحاليّين
في هذا البلد غير مرغوب بهم من قبل الامريكيين ولذلك فإنّهم يخطّطون لإزاحة هذه المجموعة من المشهد السياسي العراقي نقلا عن صوت العراق ”.) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here