كأنّ النورَ نارُ!!

كأنّ النورَ نارُ!!

روانُ القلبُ أضناهُ افْتكارُ

لأنَّ الصُبحَ مِنْ ليلٍ يَغارُ

وإنّ وَجيعَها يُدحى بخَلقٍ

تُهاضِمُهمْ أسائيسٌ صِغارُ

فلا أملٌ ولا فجرٌ عزومٌ

وما بَصَرَتْ , كأنّ النورَ نارُ

بأفْعالٍ وشائنَةِ ائْتثامٍ

وترْويجٍ كما اتَّجَهتْ يُدارُ

أضاليلٌ مُكللةٌ بأفْكٍ

يفنّدها التفاعلُ والمَسارُ

وإنَّ الكِذْبَ أصْدقهُ افْتراءٌ

وإنّ الصِدقَ مَمنوعٌ وعارُ

تَديَّنَ جَهْلها والدينُ جَهلٌ

فعمَّمَ بهتَها والنارُ دارُ

وأوْصَلها التسابقُ للخطايا

إلى سُبلٍ يُعبّدها العِثارُ

وكانتْ فوقَ آفاقِ ارْتقاءٍ

فأوْهَنها التباغضُ والصِعارُ

فهلْ رقدتْ بأجْداثٍ توارتْ

وهلْ عَجَزتْ وقدْ سارَ القِطارُ؟

أُسائِلها وما وَجَدَتْ جَوابا

ولا عَرفتْ إذا طلعَ النهارُ

تكالبَتِ الوحوشُ على رُباها

تُبَضّعُ ذاتَها فطغى انْهيارُ

روانُ العَصْرُ يَجلدُنا بضَيْمٍ

وتأكُلنا المَرابعُ والبحارُ

كأنَّ العُربَ أعداءُ اعْترابٍ

وأنّ عروبةً فيها انْدثارُ

بواقِعنا النواكبُ نازلاتٌ

ويوقِظها التشاحنُ والشِجارُ

وترفِدُها المَطامِعُ والنَوايا

ويوردُها إلى هَدَفٍ قرارُ

فئاتٌ في تفتّتها تمادتْ

يُسخّرُها الأغاربُ والجوارُ

سعيدٌ إكْتَفى بقِوى مُرادٍ

بلا جُهدٍ وقدْ حَضَرَ انْتصارُ!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here