الذئب والنسر وعيون المدينة

حيدر حسين سويري

ما بين نسرها وذئبها، أضاعت المدينة ابنائها، ليستخدمها(قادر بيك) و(اسماعيل جلبي) كاوراق ضغط، يستخدماها ليضغط أحدهما على الآخر، والمتضرر الوحيد هو الشعب.

جلس قادر بيك في إحدى مقاهي المنطقة الخضراء(يضرب نركَيله ويتذكر ايام رئاسة الوزراء والميزانيات الانفجارية)، واذا بغريمهِ اسماعيل جلبي يُقبل من بعيد ليتخذ لهُ مكاناً أمامهُ، ينظر إليهِ بنظرات كُلها حقد، فقد كان السبب في خسارتهِ للولاية الثانية وتشتيت قائمته؛ فاشاح قادر بيك بوجههِ نحو(العربنجي ابو عطيه) ونادى عليهِ ان ارجع بي الى القصر، فغمز لهُ(للعربنجي) اسماعيل جلبي وكان قد اتفق مع ابو عطيه ان يذهب بهِ الى حسنية خاتون، فغادر قادر بيك واقنعهُ ابو عطية ان يمر ويرتاح قليلا عند حسنية، وماهي الا لحظات حتى وصل قادر بيك الى بيت حسنية خاتون، استقبلته كعادتها كحية تتلوى وتفح سُماً زعافاً…

دخل قادر بيك وطلب الجلوس في الصالة، وخرج ابو عطية وترك الباب مفتوحاً، حضر اسماعيل جلبي الى البيت ودخل، كانت حسنية خاتون تُعد الشاي في المطبخ، لكنها على علم بحضور الجلبي.

دخل الجلبي الصالة رافعاً الستار، ليفاجئ البيك، لكن البيك لم يتفاجئ لان غفوري افندي اخبره باللعبة، فقهقه وقال: اجلس اسماعيل اجلس

– باعك ابو عطية وباعني غفوري افندي

– نعم، مثل ما بعتك اني وبعتني

– الظاهر هي الدنيا بيع وشراء

– وهاي لعبتنا، فخل نتفق احسن

فدخلت حسنية خاتون حاملةً صينية الشاي، وقالت:

– اي هيج واكَعدوا واتفقوا وخل نرجع مثل الاول ونشبع مقاولات وكومنشنات، وبلكي بدربكم وزارة

انزلت اكواب الشاي وجلست ثالث ثلاثة، ووضعت قدماً على قدم، فتحدث البيك وهو ينظر اليها باستغراب:

– اي حسنية هيج كَمتي تكَعدين ويانه وتطلبين وتناقشين وتحطين رجل على رجل؟

– اي بيك الدنيا اتغيرت واحنا مثل ما يكَول المثل(في الهوى سوى) وارسلت ضحكتها العاهرية

فقال اسماعيل الجلبي:

– آتِ ما عندك قادر……. بيك

– ولو ثكَيله البيك بلسانك، بس ميخالف احنا بنفس السفينة، اني اريد منصب النائب لرئيس الجمهورية

– اهلا! واني شتسفيد؟

– شتستفيد؟ اني رئيس الحزب واعيد للحزب مكانته بعد ان ضيعتوها!

– قدوري! لك بطل سوالفك، اني رايح وراح افتح الملفات وخل حسنية اتفيدك

بقي شئ…

لا تفهموني غلط، وسنكمل في حلقات لاحقه

…………………………………………………………………………………….

حيدر حسين سويري :[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here