أَتفهُ الأُمَمِ هِيَ الَّتي تَنسى!

لِقناتَي [آي نيوز] و [الرَّاصد] الفضائيَّتَين؛

نــــــــــــزار حيدر
١/ [١٣] أَلف سيَّارة مُفخَّخة انفجرت في العراق من التَّغيير في [٩ نيسان ٢٠٠٣] ولحدِّ نِهاية العام الماضي [٢٠١٨].
[٧٠٪؜] منها فجَّرها [إِرهابيُّون سَعوديُّون] حرَّضتهُم فتاوى التَّكفير التي ظلَّت تصدُر عن فُقهاء بلاط [آل سَعود] وبتمويلٍ ماليٍّ وتغطيةٍ إِعلاميَّةٍ من ماكينتهِم الدِّعائيَّة الجهنَّميَّة.
[٥] آلاف إِرهابي إِنتحاري فقط من رعاياهُم والَّذين حرَّضتهم فتاوى التَّكفير وموَّلتهُم الرِّياض بالبترودولار للهجرةِ إِلى العراق لقتلِ الأَبرياء وتدميرِ البلد! ومَن يُقتَلُ منهُم بشَّروهُ بحضورِ مأدُبةِ عشاءٍ مع رَسُولِ الله (ص) في الجنَّة!.
أَمَّا عشاءهُم في الدُّنيا فدماءُ الأَبرياء من العراقيِّين وأَشلاء الضَّحايا وأَجساد النِّساء والأَطفال التي ظلَّت تتطاير في الإِتِّجاهات الأَربعة بعد كلِّ عمليَّةِ تفجيرٍ إِنتحاريَّةٍ إِرهابيَّةٍ!.
٢/ هل نسيَ العراقيُّون كلَّ ذَلِكَ؟! هل نسيَ السياسيُّون تلك الأَيَّام الدَّامية التي حفرت نهراً ثالثاً يمتدُّ من أَقصى إِلعراق الى أَقصاه إِلى جانبِ نهرَي دجلةَ والفُرات إِسمهُ [نهر الدَّم]؟! هل يُعقَلُ أَنَّ العراقيِّين لم يحتفظُوا بصُورِ أَشلاءِ ضحاياهُم في ذاكرتهِم؟!.
إِذا كانُوا قد نسُوا كلَّ ذَلِكَ فتلكَ مصيبةٌ ما أَعظمها من مُصيبةٍ! وإِذا لم يكونُوا قد نسُوا فلماذا لا يبنُوا على ذاكرتهِم سياساتهُم الجديدة؟!.
على الأَقلِّ يُطالِبونَ بتعويضاتٍ مُجزيةٍ من قَتَلتِهم! ويطالبونهُم باعتذارٍ علنيٍّ، صريحٌ وواضحٌ!.
إِنَّ النِّسيان أَو التَّناسي يُحرِّض ويشجِّع على تكرار المآسي! ولذلك فليسَ اعتباطاً قَالَ العظيمُ في مُحكمِ كتابهِ الكريم {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
أَمَّا الظَّاهرة التي تنتشرُ هذهِ الأَيَّام، والتي تزامنت مع هذه التَّقارير وكأَنَّها مدفوعةِ الثَّمَن أَو على الأَقلِّ مُتَّفقٌ عليها، وهي حديثهُم عن العفو والتَّجاوز والصَّفح وما إِلى ذَلِكَ من الشِّعارات البرَّاقة التي انتشرت في هَذِهِ الأَيَّام فهي لتبريرِ الجريمة للتَّجاوز على الدَّم! الأَمرُ الذي ينبغي الإِنتباه لَهُ جيِّداً، فليس هُنا محلّاً للعفوِ والصَّفح! وإِنَّما هُنا يتجلَّى القَصاصُ أَو الديَّة بأَوسعِ وأَعمقِ مفاهيمِها!.
لو كانُوا قد فقدُوا إِصبعاً لعزيزٍ جرَّاء الجرائِم الإِرهابيَّة لأَقامُوا الدُّنيا ولَم يُقعِدُوها! ولكن، وكما قيل قديماً فإِنَّ [الذي يدهُ بالنَّارِ ليسَ كالَّذي يدهُ بالماءِ]!.
لماذا يَجِبُ على العراقِ أَن يدفعَ التَّعويضات عن آخر خطأ إِرتكبهُ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين ولَم يدفعُ أَحداً سنتاً واحداً للعراقيِّين تعويضاً عن ضحاياهُم بسببِ جرائمهِم؟!.
إِنَّ السكوتَ عن ذلك إِهانةٌ للعراقيِّين وتجاوزٌ على حقوقهِم!.
٣/ قرار الرَّئيس ترامب الجديد بشأن طهران دليلٌ واضحٌ على فشلِ كلِّ العقوبات وسياسات الحَصار التي مارستها واشنطن لإِركاعِها وإِخضاعِها لإِرادتِها!.
٤/ كما أَنَّ للولاياتِ المُتَّحدة أَمناً قوميّاً عابراً للقارَّاتِ تبذلُ كلَّ جُهدها وما في وسعها لحمايتهِ! حتى إِذا كانَ ذلك على حسابِ كرامةِ الآخرين واستقرارهُم وخيراتهُم وأَمنهُم! كذلكَ فإِنَّ للدُّوَل الأُخرى، ومنها طهران، أَمناً قوميّاً تسعى لحمايتهِ!.
٥/ لم يعُد يخفى على أَحدٍ بأَنَّ السِّياسات التي ينتهجها الرَّئيس ترامب هدفها أَمرَين إِثنَين لا ثالثَ لهُما؛
أ/ حماية أَمن [إِسرائيل].
ب/ حلب ضَرع البقرة الخليجيَّة وتحديداً الشَّقيقات الثَّلاثة الإِرهابيَّات [الرِّياض والدَّوحة والإِمارات].
وطهران هي الملفِّ الوحيد المتبقِّي أَمامهُ لتحقيقِ هذَين الهدفَين! ولهذا السَّبب لا أَعتقدُ أَنَّهُ سيبادرُ بهذهِ السُّهولةِ لإِغلاقهِ بالمُستوى المنظور! لأَنَّهُ سيُورِّط نفسهُ في أَزمةٍ من العسيرِ عليهِ الخروج منها بِلا خسائر! وإِذا كانَ العراقيُّون يظنُّون أَنَّ بإِمكانهِم أَن يلعبُوا دوراً لتجسيرِ العلاقةِ بَين واشنطن وطهران أَو بَين الرِّياض وطهران على إِعتبار أَنَّ لهم حضوةً عِنْدَ هَذِهِ العواصم، فإِنَّهم واهمُون!.
لينشغلُوا بأَنفسهِم بدلاً من الإِنشغال بهذا الأَمر الشَّائك والمُعقَّد والذي ليسَ فِيهِ أَيَّة نتيجة إِيجابيَّة تُرتجى!.
٦/ الرَّئيس ترامب يسعى جاهداً للإِنتقامِ من الفشلِ الذَّريع الذي مُنيَ بهِ هو وبقرتهُ الحلوب [الرِّياض] في العِراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الملفَّات في المنطقة والتي دسَّت فيها [الرِّياض] أَنفها لتجُرَّ بعدَ حينٍ أَذيال الخَيبةِ وقد قُضِمَ بعضُ أَنفِها!.
٩ نيسان ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here