أحمد الحسيناوي
ليس من المعقول ابدا و لا من المتعارف ان يمضي البعض الى دار حقه و الالتحاق بالقرب الإلهي دون ان
يحضر الى من بعده …
نعم… هكذا جرت الامور من عصر ابينا آدم ع و الى يومنا هذا… لان مسألة التحضير هي فطرة انسانية
اودعها الله في البشر لكي تستمر الحياة و يستمر الخير و يستمر دفع الشر في ذات الوقت.. للوصول الى الهدف المنشود من الخلق اجمع…
و الحقيقة ان للتحضير جانبان هما جانب الخير و جانب الشر كالاشياء الاخرى و ما يهمنا هنا هو جانب
الخير و نترك جانب الشر لفهم القارئ اللبيب…
و سأضيق الدائرة و اعطي نموذجين لارقى عملية تحضير في زمن الغيبة الكبرى و التي تعاصرنا حاليا …
النموذج الاول… هو عملية تحضير السيد (محمد الصدر) قدس سره من قبل ابن عمه السيد (محمد باقر الصدر)
قدس سره …
النوذج الثاني.. هو تحضير السيد مقتدى الصدر من قبل ابيه السيد محمد الصدر (رض)…
و لا اظن ان فكرة تحضير هؤلاء القادة خارجة عن تخطيط الامام الحجة ع في التمهيد لظهوره المبارك لانه
باختصار شديد مكلف و يعمل بكل طاقته و حسب ما تتطلبه المصلحة الالهية و حسب الظروف الموضوعية و الاحداث التي تجري على الساحة السياسية العالمية و الاقليمية…
ان اختيار آل الصدر الكرام لقيادة الامة لم يأتِ اعتباطا بل لما قدموه من تضحيات و اخلاص و امانة
و تفاني في خدمة هذا الدين العظيم و السير به نحو التكامل الاجتماعي و السياسي و الروحي الى اعلى المراتب…
و الشئ الآخر و الملاحظ في البين.. ان الساحة مفتوحة و الاختيار مفتوح في العمل من اجل العراق فاي
شخص يجد نفسه قادرا على خدمة الدين( باخلاص) و دون دوافع دنيوية كحب السلطة و حب المناصب و العناوين البراقة فله ذلك و لا تمنعه تقية او اي شيء آخر… حتى لا يعتذر بانه كان مضطهد و انه في تقية و يقول.. لو فسح لي المجال لكنت عملت و طبقت و ووو.
فها هي الساحة ايها المطبلون و المتمرجعون مفتوحة امامكم فهل انتم عاملون؟!
و له الحمد في الدنيا و الآخرة…
——————————————-
ا الشيخ احمد الحسيناوي
٣ شعبان ١٤٤٠
النجف الاشرف
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط