آية الله الخالصي: يحذر من الحرب الناعمة التي تشن على الاسلام، ويؤكد ان المطالبة بالأقاليم ليس حلاً ابداً

أكد آية الله الشيخ هادي الخالصي (اعزه الله)، الجمعة، بأن أهم اهداف الاحتلال هو الحفاظ على اسرائيل ونهب ثروات العراق ، فيما حذر من الحرب الناعمة التي يشنها الاحتلال على الاسلام، مبيناً ان مشاريع الاحتلال مركزة على انتزاع الاسلام من نفوس الناس ليفقدوا القدرة على مواجهة الاحتلال، مؤكداً بان موقفنا من الاحتلال بسبب اعمالهم ضد الامة الإسلامية، لافتاً إلى ان الدستور العراقي ملّغم ويهدف إلى تفتيت الامة، ومنها مسألة الاقاليم المطروحة اليوم، موضحاً ان تقسيم العراق سيجعله متناحراً متضارباً وسيحول كل اقليم عدو للإقليم الآخر، مؤكداً بأن المطالبة بالإقليم ليس حلاً، وإنما الحل لكل اهل العراق بالعمل على اصلاح العملية السياسية برمتها وجعلها في اطارها الإسلامي الوطني الخالص.

وقال سماحة آية الله الشيخ هادي الخالصي (اعزه الله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 6 شعبان المعظم 1440هـ الموافق لـ 12 نيسان 2019م: نستذكر في هذه الأيام ذكرى احتلال العراق والذي تم في 9 نيسان 2003م، مبيناً ان هذا الاحتلال لا يتوقف فقط على الهجمة العسكرية، فبعض الدول تقوم باحتلال دول اخرى من أجل مغانم معينة، وعند الانتهاء من حصد المغانم ينهي المحتل تواجده ويرحل، ولكن في العراق ما جرى لم يكن عفوياً او غير منظم، وانما الاحتلال دخل العراق بمشروع مدروس ومدبّر، واهم أهداف الاحتلال هو الحفاظ على الكيان الصهيوني اللقيط، ونهب كل ثروات العراق من النفط وغيرها، وشن الحرب على الاسلام.

وتابع: من أجل ذلك ايها الاخوة وتحقيقاً لأهداف الغزاة والمحتلين يقومون الآن بتطبيق “الحرب الناعمة” على الاسلام؛ والحرب الناعمة كما هو معروف لا يستخدم فيها السلاح، وانما يستخدم فيها الاعلام وتظليل الناس وخداعهم ليحققوا اهدافهم في تشويه الاسلام.

ولفت (أعزه الله) قائلا: يعتقد المحتلون والاعداء بانصياع الامة الإسلامية لمخططاتهم وأساليبهم البالية؛ ولكن نحن على يقين بأن الامة الاسلامية -بدينها، وبإسلامها، وبقرآنها، وبعترة أهل بيتها، وبالأئمة الهداة المهديين (ع)، وبالأصحاب الكرام- سيقفون بوجه هذه المخططات بكل ايمان وصلابة.

واضاف: ولذا نرى ان الاعداء يركزون كل جهودهم في مشروعهم هذا على انتزاع الإيمان من قلوب الأمة الإسلامية، فتارةً يشككون في القرآن الكريم، وتارة يمزقون القرآن الكريم، وتارة يشيعون الفساد والفحشاء والشهوات والخمور والمخدرات في الامة الإسلامية، وتارة يشيعون الأفكار الكافرة الملحدة من الافكار الشيوعية والعلمانية والديمقراطية والليبرالية والأفكار المدنية، وكل هذه الافكار والمشاريع هدفها انو انتزاع الإسلام من النفوس، واحلال الخواء محل هذا لتتحول النفوس إلى نفوس خاوية تتلقى كل شيء يأتِ به الاحتلال، وليفقد القدرة على مواجهة ومقاومة هذا الاحتلال، وعلى هذا الحال تتحول الامة إلى إمعة، وقد نهانا رسول الله (ص) أن نكون امعة في قوله (ص) : (لا تكونوا إمعة تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن أساؤا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا، وإن أساؤا أن لا تظلموا).

وقال: وقوفنا وموقفنا ضد الاحتلال بغزوه العسكري وبكل مخططاته التي قوم بها الآن والدعم الذي يقدمه للعملاء والخونة، انما هو لأعمالهم ضد الامة الإسلامية وإعلان الحرب على الإسلام، مؤكداً ان هذا كله يصب في خدمة المحتلين وعملائهم.

واوضح: من أساليب الاحتلال في عدائها لهذه الامة انشاء دستور مسنون تحت اشراف المخابرات الأمريكية والصهيونية، وقد سمعنا ممن تعامل مع الاحتلال وعلى شاشات التلفاز بان هذه النسخة من الدستور عرضت عليهم في نيويورك قبل الاحتلال، وإنما جاؤوا هنا لوضع البصمة عليه.

وأشار إلى من اهداف هذه الدستور الملغم هو تفتيت هذه الأمة، ومنها مسألة الأقاليم التي يروج إليها اليوم، فتقسيم العراق الواحد الموحد إلى اقاليم سيجعله متناحراً متضارباً، وسيتحول كل اقليم إلى عدو للإقليم الآخر، وتستنزف طاقاتهم إلى هباء منثور.

وأردف قائلاً: نحن نعلم أن اهالي البصرة عندما اقدموا على هذا الموضوع انما يريدون التعبير عن مظلومية يعيشونها، وفساد مستشري عندهم، ونقص في الخدمات وغيرها، ولكن ليس الحل في الاقاليم ابداً، وانما يكون الحل بإصلاح العملية السياسية برمتها وجعلها في اطارها الاسلامي الوطني الخالص، حتى يأخذ كل ذي حق حقه، ويحق الحق للجميع بدون استثناء تحت خيمة الوطن الواحد الجامع، وتقسيم الثروات لكل ابناء العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لتتحقق المساواة والعدالة.

وختم قائلاً: رسالتنا إلى اهالي البصرة الفيحاء الغراء: نحن نشعر بكم وبمظلوميتكم وعناؤكم للحصول على الافضل، ونقدر تماماً تحملكم وصبركم على الاهمال والصبر والفساد حتى أدت إلى تعطيل المشاريع الانتاجية والخدمية، ومنها مشاريع تحلية المياه التي سرقت مخصصاتها في محافظة البصرة، ولكن ايها الاخوة الأحبة ليس الحل بالمطالبة بالأقاليم ابداً، وليس الحل بأن تعتبروا انفسكم جزءاً منفصلاً عن العراق، انتم ابناء العراق واهله، دافعوا عن العراق كله، وعن مصلحة العراق، وقفوا بوجه الاستبداد والاستهتار، وقفوا بوجه الفساد اينما كان، وبذلك تتحقق مطالبكم واهدافكم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here