(( إن الحسنات يذهبن السيئات ))

د . خالد القره غولي

رغم أني لست متدينا كثيرا .. كوني أصلي الفروض وأصوم رمضان ولم احج وليس لدي ما أزكي به .. لكني أحب أن أدخل الجنة كأي مسلم وغير المسلم من المؤمنين بالله الواحد الأحد.. ودخول الجنة حق طبيعي جدا ومكافأة مجزية للمسلمين الذين وعدهم
الله العزيز الكريم في كتابه الكريم ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.. والإنسان خلق والخير والشر يتصارعان في قلبه كي يفوز أحدهما بصدارة التفوق لخلق هذا الإنسان أو ذاك .. وأعظم البشر رسلهم وأنبياؤهم وهم بشروا بالجنة من الله الذي أرسلهم وبعثهم لنشر مبادئ العدل
والمساواة ومحاربة الظلم والعبودية فكانوا حاملين لآيات الوحدانية وعبادة الله العلي العظيم.. ومنهم من سقط شهيدا ومنهم من قطع إربا وآخرون حرقوا وغيرهم جلدوا حتى الموت وأنواع لاتعد ولا تحصى لتضحياتهم حتى نشر الله عدله وتحققت للعاقلين من بني البشر أكاليل الوحدانية
الخالدة ودفن رفات الشرك بلا رجعة.. هؤلاء عليهم السلام كان أول نبي بينهم هو أول بشر.. سيدنا آدم وإختتمت الرسالات السماوية والنبوات بأن بعث الله نبيه الأمين محمدا خاتما للأنبياء والمرسلين.. ورسول الرحمة والإنسانية لطالما كان يحمل البشرى والتوبة في قلبه الكريم
حتى بقيت أبواب التوبة وقبولها مفتوحة حتى لحظات الإحتضار الأخيرة أو قبل قيام الساعة بلحظات حين يضرب الأرض مذنب كبير فيغير شروق الشمس من المشرق إلى المغرب وهو أمر بعيد الحدوث بإذن الله! بمعنى تفاؤلي أدق مازال الباب أمامنا مفتوحا كي ندخل الجنة مطمئنين مع من نحب
.. الأمر الحاسم في هذا الموضوع يجب أن يعتمد على نقطتين أساسيتين فقط الأولى أن نموت موحدين ونؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.. والثانية وهي النقطة العملية في الموضوع أن يكون عدد حسناتك أكثر من سيئاتك ! فمهما كان عمر الإنسان العاقل لابد أن يحمل في حقيبة أعماله
سيئات عن أعماله السيئة وحسنات عن أعماله المشرفة .. في يوم الحساب يتم وضع حسناتنا في كفة وسيئاتنا في كقة أخرى ليتخذ القرار العادل من الباري عز وجل وحكمه بعد أن ترجح إحدى الكفتين .. فإذا رجحت كفة الحسنات ذهبنا إلى جنات الخلد بإذن الله وإذا رجحت كفة السيئات (
لا قدر الله ) إما أن نذهب صاغرين إلى جهنم أو ننتظر رحمة الله كي يتحذ بنا قرارا في حينها .. في جعبتنا الآن حسنات وسيئات.. لابد أن نعمل كي نزيد كفة الحسنات.. ولتحقيق هذا الأمر في العراق علينا أن نتبع بعض الخطوات النظرية والعملية .. النظرية هي عدم التفكير حتى
يوم القيامة بأن نصبح مسؤولين في هذه الدولة أو أعضاء في مجلس النواب أو مجلس المحافظة أو وزراء أو وكلاء أو مدراء عامين أو سفراء أو قادة أحزاب أو كتل سياسية أو مالكي قنوات فضائية أو رؤساء تحرير صحف أو مدراء مصارف أو يتجاوز راتبنا الشهري الخمسة ملايين دينار أو
سيارتين أو بيتين أو مول وما شابه ! والتطبيق العملي بسيط جدا وهو التأكد بأنك تنام وليس في ذمتك ظلم لأحد من الناس وحسب ففي كل ليلة تتضاعف حسناتك ويقل عدد السيئات.. بسم الله الرحمن الرحيم

(( إن الحسنات يذهبن السيئات)) .. ولله ……. الأمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here