إرفع رأسك فأنت جلّاد!

ساهر عريبي
[email protected]

ليس عيبا او عارا في عراق اليوم إن كنت يوما عضوا في حزب البعث او سليل رفيق او رفيقة بل وحتى جلادا في أجهزة الأمن الصدامية السيئة الصيت , او أن النياشين كانت تعلو صدرك تكريما لبطولاتك في حروب صدام العبثية وفي حفر المقابر الجماعية , فكل ذلك هو مدعاة للفخر اليوم بل إنه المفتاح السحري وكلمة السر التي تؤهلك لولوج عالم السياسة والتغلغل مرة أخرى في مؤسسات الدولة من اوسع أبوابها. فما عليك إلا ان تطيل لحيتك أو تغير لقبك أو تتبنى خطابا طائفيا أو تتغنى بمدح القائد السياسي الفلاني والعلاني او ان تعرض نفسك في سوق العماله فتحصل على ماتريد.

ولايغرنك الخطابات الرنانة والشعارات الكاذبة المنددة بالبعث وبالنظام المجرم, فتلك لتسويقها لعقول السذج السفهاء لغرض غسل أدمغتهم ومنعهم من التذمر وانتقاد الوضع الحالي والحديث عن فساد السياسيين, لأن العهد السابق كان إجراميا وهؤلاء يستغلون إجرامه لتبييض صفحتهم السوداء الكالحه. فكم من وزير ونائب ومسؤول كبير لدينا تاريخه بعثي أسود لكنه عرف من أين تؤكل كتف عباد الكراسي فدخل تحت عباءتهم عبدا طائعا.

واما من فاته قطار التملق والنفاق وركوب الموجه أو أنه كان جبانا اعتراه الخوف ظانا بان هؤلاء الذين تلهج السنتهم بلعن صدام سيعاقبوه فانزوى, فإن الحكام الجدد لم ينسوه بتكريمه بالعطايا التي ورثوها عن آباءهم وهم الذين كانوا حفاة عراة أيام المعارضة يخافون أن يتخطفهم الناس في شتى بقاع الأرض ويعيشون على مساعدات هذه الدولة او تلك. فقد أصدروا عشرات القرارت لتكريم هؤلاء المجرمين ومنهم منتسبي الأجهزة القمعية الصدامية.

فقد وقع بصري اليوم على خبر مفاده( الرابط في الأسفل) ان وزارة الدفاع دعت منتسبي الأجهزة الأمنية المنحلة الى مراجعة مكاتبها لغرض الترويج لرواتبهم التقاعدية , طالبة منهم ان يجلبوا معهم كافة المستمسكات التي تثبت إنتسابهم لتلك الأجهزة الإجرامية! ولعل أحدهم فقد مستمسكه لكنه سيؤكد لهم مثلا بأن عددا من الضحايا يعرفونه عندما عذّبهم وسيطلب منهم ان يدلوا بشهاداتهم فمن يكتم الشهادة آثم قلبه!! ولربما سيقدم احدهم سيرته الذاتيه وفيها انه عذّب الشهيد السعيد محمد باقر الصدر أو ساهم في تعذيب آل الحكيم أو في التخطيط لإغتيال الصدر الثاني!

ومما يثير الأسى ان هذه الدعوة صدرت بعد يوم واحد من اعتقال سبعة من المجاهدين الذي قاتلوا في صفوف قوات بدر ايام المعارضة, لأنهم تظاهروا أمام مقر منظمة بدر في الجادرية مطالبين بحقوقهم التقاعدية التي حرموا منها بزعم ان ملفاتهم ضاعت ! بالرغم من معرفة قادة بدر بهم وبتاريخهم الجهادي وبعضهم لهم مواقف مشهودة في ساحات الصراع. فمن الأ ولى بالتكريم ياأيها الناكثون والمارقون؟ هل هؤلاء المجاهدين الذين قضوا زهرة شبابهم في مقارعة النظام الصدامي , ام هؤلاء الذي قضوا حياتهم في تعذيب المعارضين الشرفاء؟

شاهت وجوهكم ذلا فقد حطمتم كافة الأرقام القياسية في الخسة والنذالة والجشع وحب الكرسي وضياع القيم فلم يحدثنا التاريخ عن حاكم أكرم جلاديه واهان مناضليه حتى أصبح شعاره إرفع رأسك فأنت جلّاد!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here