مهرجان الفن التشكيلي بمناسبة الذكرى الـ 85 لتأسيس الشيوعي العراقي

المهرجان السنوي للفن التشكيلي العراقي المعاصر، المقام في العيد الخامس والثمانين للحزب الشيوعي العراقي. افتتح عصر السبت (13 نيسان 2019) على قاعة كولبنكيان في بغداد في حفل كبير بمشاركة حشد كبير من المبدعين التشكيليين ومن محبي الفنون والثقافية .

وقد افتتح الحفل الرفيق مفيد الجزائري بكلمة (ننشر نصها في أدناه). فيما قص شريط الافتتاح الرفيق حميد مجيد موسى.

واختتم الحفل بتوزيع شهادات تقديرية على الفنانات والفنانين الـ 14 المشاركين في المعرض الكبير. سلمها اليهم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب وقياديون آخرون. وجرى ذلك وسط الاعمال التشكيلية التي زاد عددها على 150، وازدانت بها جدران وفضاءات اثنتين من قاعات صرح كولبنكيان الكبير.

كلمة افتتاح المهرجان التشكيلي السنوي يوم أمس في مناسبة العيد الـ 85 للحزب الشيوعي العراقي*

نهضة جديدة مرتقبة للحركة التشكيلية

وضرورة موقف منصف من مطالب التشكيليين المشروعة

طاب نهاركم، ومرحبا بكم في مفتتح مهرجاننا السنوي للفنون التشكيلية، الذي نقيمه اليوم احتفالا بالذكرى الخامسة بعد الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وهي الذكرى التي نجعل منها كل سنة مناسبة للاحتفاء بالابداع العراقي في ميادين الفن والادب والفكر، وبالقامات العالية للثقافة العراقية.

نقيم مهرجاننا التشكيلي هذا للسنة العاشرة على التوالي، ونحتشد في مناسبته للمرة الرابعة في قاعات هذا الصرح الفني المميز، الذي كبُرت اهميته في السنين الماضية، ارتباطا بالواقع المحزن للمرافق الفنية والثقافية في بغداد وبقية المدن العراقية.

فقد انقضت ست عشرة سنة طويلة على سقوط النظام الدكتاتوري، من دون بناء ولو مرفق ثقافي واحد يُعتد به: مسرحٍ او مكتبة عامة او صالة موسيقى او غيرها، فبقيت شبكة البنى التحتية للثقافة العراقية على حالها، بلا اضافة ولا تطوير. لا بل وظل ما هو مدمر فيها ومخرب ومتآكل، بسبب الحروب وسياسات النظام السابق، او بسبب التجاهل والاهمال في السنين التالية، من دون ترميم وإعمار. وحال مسرح الرشيد في بغداد هو الدليل الصارخ على ما نقول.

ويشمل هذا بالطبع المنشآت ذات الصلة بالفنون التشكيلية، ونعني بالذات قاعات عرض الاعمال التشكيلية. فلم يحدث خلال السنين الفائتة، وبضمنها سنةُ بغداد عاصمة الثقافة العربية التي خُصص لها حوالي نصف مليار دولار، ان انشات قاعة جديدة واحدة لمعارض الفنون التشكيلية.

فاذا اضفنا الى ذلك ما شهدته السنوات الماضية ذاتها من اغلاق اضطراري لأكثر من قاعة عرض أهلية، وهي قاعات معدودة اصلاً في بغداد .. لو اضفنا هذا الاغلاق الناجم عن غياب الاهتمام الحكومي بالفنون التشكيلية ومبدعيها وبقاعات العرض نفسها، لادركنا مشروعية شكوى فنانينا التشكيليين من الظروف الصعبة المحيطة بعملهم، وبعرض نتاجاتهم، وبمعيشتهم، ثم مشروعية مطالبتهم بتغيير هذا الواقع وانصافهم، من خلال تأمين مستلزمات نشاطهم الفني وتطمين احتياجاتهم الحياتية المختلفة.

من الطبيعي في اطار هذا الواقع الذي لا يُسرّ، لصالات العرض التشكيلي في بغداد، ان تبرز اهمية قاعة كولبنكيان الكبيرة العامرة، التي تجمعنا اليوم في معرضنا المهرجاني هذا، والتي لا نجد في بغداد ما يضاهيها بدرجة او بأخرى، سوى قاعة جمعية التشكيليين في المنصور، ومن القاعات الاهلية القليلة جداً قاعة حوار في الوزيرية.

لكن هذا الواقع لا يمكن ان يستمر، في الوقت الذي يتنامى فيه نشاط فنانينا التشكيليين في المحافظات جميعاً، ويتطور ويتسع، ويعود يحقق في السنوات الاخيرة نجاحات ملحوظة، يعكسها تزايد المعارض المقامة وتنوعُها (وبضمنها معارض اعمال الفنانات التشكيليات ونتاجات الفنانين الشباب) كذلك الارتفاع المضطرد لمستوياتها الفنية.

ولهذا ايضا نضم صوتنا الى اصوات فنانينا التشكيليين، وهم يطرحون مطالبهم العادلة سابقة الذكر، مضافاً اليها المطلب الملح بإنشاء قاعات عرض جديدة، ليس في بغداد وحدها، وانما في مراكز المحافظات الاخرى ايضا، التي يمكن ان نتوقع نهوضاً جديداً فيها جميعاً، للحركة والابداع التشكيليين.

فناناتنا وفنانينا

اسمحوا لنا ان نعرب عن الامتنان لمشاركتكم الواسعة في معرضنا هذه السنة، والتي تجسد التزايد المستمر سنة بعد سنة، للرغبة في عرض النتاجات التشكيلية في اطاره، كمهرجان سنوي للفنون التشكيلية.

وبالنسبة الى معرضنا هذا، يسرنا ان نشير الى ان عدد الفنانات والفنانين المساهمين فيه، وهم من مختلف الاعمار والمدارس الفنية، وصل الى 114 فنانا، جاؤوا من مختلف المحافظات العراقية، حاملين أكثر من

150 عملا بين رسم ونحت وخزف، تحتل الآن مواقعها على جدران القاعتين الفسيحتين وفي فضائها. وان بين هؤلاء المشاركين 43 فنانة تشكيلية، و45 من الفنانين الشباب ذكورا واناثا، يتصدون موهوبين خلاقين لحمل راية الحركة التشكيلية العراقية.

لكم الشكر جميعاً ايها المبدعون

والامتنان كذلك لكم، يا محبي الفن والثقافة وجمهورَهما الوفي، الحريص على البقاء قريباً منهما ابدا، وعلى مواكبة الجديد الجميل فيهما على الدوام.

ختاما .. نتمنى لكم سويعة حافلة بالمتعة والجمال في قاعة المهرجان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القاها الرفيق مفيد الجزائري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here