قانون الحكم الأمريكي للعالم

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحكمة الجنائية الدولية برد سريع و قوي في حال اتخذت المحكمة أي إجراء يستهدف بلاده أو إسرائيل وغيرهما من حلفاء واشنطن .

هذا القرار لم يأتي من فراغ وليس وليد اليوم ، بل نهج يتوافق مع مرتكزات السياسية الأمريكية ، وقانونها التي بنيت عليها عظمتها من مستعمرة إلى سيدة العالم الأولى،لتتربع على العرش دون منازع ، لقد اعتمدت على نظرية الحرب الاستباقيه في إستراتيجية الهيمنة والنفوذ والسلطة على العالم باستخدام عدة أدوات لأنهم يؤمنون بمبدأ واحد الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت الثمن و عدد الضحايا ونوعها الوحشي ، والأدلة العسكرية هي في مقدمتها إما للردع أو للاحتواء 0

بهذا النهج الدموي إي بمعنى أدق قانون حكمها للعالم أصبحت صاحبة القوة والنفوذ ( نظرية القطب الواحد ) بعد ما عملت على إضعاف الخصوم ، وأدخلهم في دوامة من المشاكل وخلق الصراعات والأزمات لهم ، لتكون نتيجتها للطرف الأخر حالة من الضعف وعدم الاستقرار في كل المجالات والجوانب، وتجويع وتهجير الشعوب،والعمل على التفرقة بينهم من خلال أثارة الفتن الطائفية ، والاقتتال بينهم لتدعم طرف ضد طرف أخر ، وتهيئه كل الأمور لنجاح ذلك , والدلائل كثيرة على ذلك ، وإحداث الجارية اليوم تؤكد هذا الأمر ، وعندما وجدت أمريكا في وقتنا الحاضر ملامح تغير تلوح في الأفق ، وخصوم الأمس بدأت تعود إلى الساحة وبقوة ، و أركان عرشها بدأت في الانهيار بين من أوقف عجلة تقدمها لتحقيق غاياتها المرسومة منها لتحقيق أهدافها ، وضرب أدواتها المدعومة منها ، ووقف بالمرصاد لمخططها ، وافشل غالبيتها,’ وما يجرى من صراع وقتال محتدم في سوريا خير دليل ، وبين من رفض قراراتها رفض قاطعا ، بخصوص الملف النووي

الإيراني ، والقدس عاصمة لإسرائيل ، ونقل سفارتها، وهي سابقه غير معهودة لهم في اغلب الأوقات السابقة 0 ليدق جرس الإنذار لهم، لتظهر أمريكا على حقيقتها ، وينضح الإناء بما فيه ، لتعيد ترتيب أمورها من جديد ، وتعيد النظر بفريقها الحكومي ليكون المتشددين هم الحاضرين، وتبدأ بطريقها نحو الزعامة وسط شدة الصراع مع الآخرين وبدأت حربها ضد خصومها، بين آلة الحرب والاقتصاد ، والتهديد والوعيد ، ليكون المشهد معقد للغاية ، لا يخلو من أزمات وصراعات ، ليكون الكل يعيش وسط هذا الدوامة التي لا تنتهي , وضحايا بلغت بالملايين ، ومدننا تدمر وحضارات تفجر ، وأكذوبة حقوق الإنسان مجرد تبقى شعارات ، و حريات الشعوب مجرد عناوين ومسميات ، ومسالة محاسبتها عن جرائمها أمر مرفوض في القانون الأمريكي .

قد يكون حديثنا لا يعطي الصورة الحقيقة لهم , لكن جرائهم في اليابان سابقا ، والعراق وسوريا اليوم ومناطق أخرى ، خير دليل على حقيقتهم ، وسراب من يعتقد أنهم ليسوا سبب كل مشاكل الكرة الأرضية بأسرها ومن يقف ورائهم، وقانونهم يقتل ويدمر ويحاكم الشعوب ، وفي المقابل يستثني نفسه وعملاء من المسالة والعدالة عن جرائهم التي لا تعد ولا تحصى .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here