مؤتمر الدعوة العام بين الإنعقاد والتأجيل :مخاوف الإنشقاق

غسان مرتضى

يبقى الحديث عن عقد حزب الدعوةالاسلامية مؤتمره العام مفتوحا في خضم التكهنات التي ترى صعوبة إيجاد مخرجات للمؤتمروالاتفاق على أساسيات المؤتمرمن قبيل انتخاب القيادة، والإبقاءعلى منصب الأمين العام من عدمه،وإستراتيجيات تحالفات الحزب ضمن قائمتي إئتلاف دولة القانون بقيادةالسيد نوري المالكي وإئتلاف النصر بقيادة الدكتورحيدرالعبادي.

ولعل ماجرى من تنسيق بين أعضاء قيادةالدعوة قبل الاحتفال السنوي للدعوة بذكرى شهادة السيدمحمدباقرالصدر،كشف عنه القيادي في الحزب عبدالحليم الزهيري،لعله يكون بارقة أمل باتجاه الدفع لعقدالمؤتمربعد شهررمضان المبارك، الأمرالذي يتطلب تطمينات عالية المستوى لقواعد الدعوة التي باتت لاتحتمل على مايبدو إخفاقات قياداتها في تقريب وجهات النظربين قطبي الدعوة،المالكي والعبادي.

وفيما ينظرللمالكي في انه الحليف الأوضح لطهران بقربه من تنظيمات موالية لها،يبدوالعبادي بلاحليف دولي بعد عدم فوزه بولاية ثانية،وفي حواراته الأخيرة كشف انه عراقي في استقلالية محوره وتحالفاته،وهوماأعطاه زخما من تأييدالقيادات السياسية مؤخرافي البلاد،وتنظرأوساطاً كثيرة داخل الدعوة ان توجهات العبادي الأخيرةهي الأقرب لفكرالدعوةالحقيقي في تبني استقلالية القرارالعراقي،وهومايعطي العبادي زخماجديداأيضا لصعود تياره داخل حزب الدعوة الذي عرف عنه عدم التأثربالقرارات الإيرانية أيام( المعارضة) ،وعدم انصياعه للمحورالغربي رغم إقامة الكثيرمن قياداته في دول أوربية متعددة.

وتعمل مفاصل الحزب حالياعلى التحضيرللمؤتمرالقادم الذي يتطلب إعدادات لوجستية وفنية بالإضافة للاتفاق على الاسماءالمدعوة لحضورالمؤتمر،ويحاول محورالمالكي حسب مصادرقيادية داخل الحزب زيادة أعداد الدعاة المؤيدين للمالكي داخل المؤتمر،والتأثيرعلى اللجنة التحضيرية للمؤتمربإبعاد أعضاء يحسبون على تيارالعبادي،وهومايؤخرحسم توجيه الدعوات للأعضاءالمشتركين في المؤتمر.

ويطالب المالكي وانصاره بإزاحة قيادات تأريخية لم تتفق معه في اصراره على المضي بدورةثالثة،وتحريك مجموعة يطلق عليها( النخبة) للترويج بين أوساط الدعاة لهذاالتوجه،فيما ترى كوادرليست قليلة داخل الدعوة ان هذاالتوجه سيفضي الى تسليم الدعوة للمالكي،وهوالخطرالذي تحذرمنه تلك الكوادر،في حين تهتزمصداقيةالحزب لأكثرمن مرة في فسح المجال لقيادات شابة تعطي لونا جديدا

يتصالح مع المناخ العام الذي يتحرك به الحزب،في ظل احتكار فاضح من قبل اسماء معينة ظلت تحتكرعمل اللجان في مختلف المناطق.

ان تأخيرانعقاد المؤتمرالعام للدعوة يعكس خوفا من انشقاق سيحصل فيما اذا تم الانعقاد بدون الاتفاق على آليات ومخرجات للمؤتمرالذي طال انتظاره،فهل سيكون انعقاده انطلاقة جديدة للدعوة بإطارموحد؟أم سيحمل الاخبارعن آخرالانشقاقات في عمرها؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here