لماذا تعثر أتمام الحكومة

اي نظرة موضوعية للواقع السياسي يتضح لنا بشكل واضح وجلي ان سبب تعثر أتمام تشكيل الحكومة هو تحالف الفتح وسائرون فهذا التحالف انطلق من منطلقات مصالحهم الخاصة ومنافعهم الفئوية بالضد من مصلحة ومنفعة الشعب

فالشعب العراقي كان يرغب في حكم الكتلة الاكبر اي حكومة الاغلبية السياسية اي الاغلبية تحكم والأقلية تعارض وهذا يعني الغاء حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة ورفض الطائفية والعنصرية والعشائرية والعودة لحكم القانون والمؤسسات القانونية اي العودة للعراق والعراقيين لكن تحالف فتح وسائرون حال دون ذلك

وهكذا كان تحالف سائرون والفتح المفاجئ والغير متوقع جاء ضربة قاضية لتوقعات العراقيين ورغباتهم فخابت آمالهم وتلاشت احلامهم وعادوا الى المحاصصة التي كانت سببا في أستشراء الفساد وسوء الخدمات والارهاب وكان انتصارا للفاسدين واللصوص والدواعش والصدامين والغريب ان الكثير من الدواعش والصدامين واللصوص والفاسدين بعد اعلان هذا التحالف دخلوا بغداد نعم دخلوا بغداد واستقبلوا فيها استقبال المنتصرين الفاتحين وكان شعارهم أطمئنوا ايها اللصوص ايها الفاسدين كل شي على ما يرام ستحصلون على كل ما كتنتم تتمنون وترغبون وفي نفس الوقت كان هزيمة منكرة للعراقيين واذلال لكل الشهداء للدماء التي ذهبت هدرا للارواح التي زهقت ظلما للأعراض والحرمات التي هتكت لا لشي سوى انهم عراقيون يحبون العراق

الغريب ان الدواعش الوهابية والزمر الصدامية اخذوا يشترطون شروطهم والحكومة تسرع الى تنفيذها وهي صاغرة مثل عودة الدواعش الى كركوك والاعتراف بأقليم الشمال دولة مستقلة وبغداد تابعة له ومن الشروط الاخرى حل الجيش الصفوي وحل الحشد الشعبي لانه مليشيات محتلة وعودة الدواعش والصدامين وتكريمهم والاكثر غرابة نرى تحالف سائرون والفتح اي تحالف العامري والصدر اذن من طين واذن من عجين كأن الامر لا يهمهم ولا يعنيهم

الامر الذي يهمهم والمهمة التي كلفوا بها هي تأخير تشكيل الحكومة الى فترة اطول وتستمر الخلافات والصراعات وهذا كله يصب في مصلحة الدواعش الوهابية والصدامية لانه يخلق اجواء مريحة لعودة الارهاب الداعشي المسلح خاصة بعد عودة جناحه السياسي الى الدولة في البرلمان في الحكومة في مرافق الدولة الامنية والمدنية وعلى كافة المستويات ومن القمة الى القاعدة كلها تنهش بالمواطنين الابرياء الذي لا حول لهم ولا قوة

لا شك ان تحالف العامري والصدر تحالف مريب غامض ورائه مصيبة وكارثة على العراقيين ان يكونوا في يقظة وحذر و كشفه والوقوف ضده

اي نظرة موضوعية لهذا التحالف يتضح لنا بشكل واضح انهما غير متفقان ولا متوحدان على هدف معين بل انهما مختلفان متضادان وان احدهما يستهدف أكل الآخر لكنهما شعرا ان الكتلة الاكبر وحكومة الاغلبية السياسية اي حكم الشعب حكم الدستور والمؤسسات الدستورية سيؤدي ذلك الى تلاشيهما الى افلاسهما لهذا توحدا وقررا الغاء ارادة الشعب من خلال الغاء البرلمان وفرض شخص مستقل تخلى عن العمل السياسي وهو السيد عادل عبد المهدي وفرضوه وقالوا له انت رئيس الحكومة ولم يبق امامه الا الخضوع للامر الواقع لا ادري ما هو السبب الذي دفع العامري والصدر الى ترشيح السيد عادل عبد المهدي رغم انه غير مؤهل لرئاسة الحكومة وخاصة في هذه الفترة التي تتطلب شخصية حازمة وصارمة قوية لا تخاف من احد ولا تجامل احد لا تأخذه في الحق لومة لائم والحقيقة ان السيد عادل غير مؤهل لذلك نعم السيد مؤهل ان يكون مستشارا في الحكومة وليس رئيسا في الحكومة

وبدأت عمليات المساومة والمقايضة وعملية البيع والمزايدة ودخل الدواعش والصدامين واخوتهم في الحكومة الجديدة وهكذا تحولت كتلة الاصلاح الى كتلة الفساد وكتلة البناء الى كتلة التدمير

وبدأت الحكومة تساوم وتجامل على كرامة العراق والعراقيين على شرف العراق والعراقيين على سيادة العراق والعراقيين مما فتح المجال امام كل اعداء العراق ان يتدخلوا في شؤون العراق الداخلية وفي كل المجالات ويؤسسوا لهم مجموعات واحزاب تتحرك وفق اوامرهم وخططهم وبالضد من مصلحة العراق والعراقيين وبشكل علني وسافر

وهكذا تحول السيد عادل عبد المهدي الى اداة شطرنج بيد السيد الصدر والسيد العامري ينقله العامري الى مكان فياتي الصدر ليعيده الى نفس المكان وهكذا منذ اكثر من تسعة اشهر وهو يراوح بمكانه لا حول له ولا قوة

فوصل العراقيون الى قناعة ان الكتلة الاكبر وحكومة الاغلبية السياسية اصبحتا بالمشمش كان مجرد شعار لتضليل وخداع الشعب العراقي المسكين لعبة لعبها الجماعة لضمان عودة الدواعش الوهابية والصدامية واللصوص والفاسدين

وتجاهل شهداء شعبنا وضحاياه الذين ذبحوا بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والذبح على الهوية منذ تحرير العراق مرورا بغزو داعش الوهابية والصدامية التي وصلت حدود بغداد وهي رافعة شعار لا شيعة بعد اليوم وحتى بعد هزيمة داعش الوهابية الصدامية

وهكذا اصبح البرلمان مجرد مجموعة من العصابات كل عصابة تريد ان تحصل على الهبرة الاكبر من ثروة العراق التي اطلقوا عليها اسم الكعكة

لهذا على العراقيين الاحرار ان يوحدوا أنفسهم ويخرجوا من شرنقة العشائرية والطائفية والدينية والقومية ويصرخوا صرخة عراقية واحدة في كل مناطق العراق

لا لحكومة المحاصصة نعم لحكومة الاغلبية الأغلبية تحكم والاقلية تعارض

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here