هل إِرتكبَت واشنطُن جرائِمَ حَربٍ في المَوصلِ؟!

قنوات [بِلادي]و [حلب الْيَوْم] و [اليَوْم] الفضائيَّة عِبر خدمة [سكايب] ولـِ [الإِذاعةِ المَغربيَّةِ] بالهاتف؛
كُونُوا مِن خَياراتِ الرِّياض على حَذَرٍ!

نـــــــــــزار حيدر
أ/ لا أَحدَ يرفض حُسن الجِوار القائم على أَساس الشَّراكات الحقيقيَّة وتبادُل المنافع والمصالح بما يصبُّ في خدمةِ شعوبِ المنطقةِ وأَمنها واستقرارها ونموَّها الإِقتصادي!.
والجِدالُ ليس في هذا الأَصل وإِنَّما في مصاديقهِ.
الرِّياض الْيَوْم، مثلاً، لا يمكنُ أَن تكونَ من مصاديقِ هذا المبدأ لأَنَّها تنتهِجُ سياسات حوَّلتها إِلى بُؤرةٍ من بؤَر التوتُّر والعُدوان في المنطقةِ وهي بهذهِ المنهجيَّة تتَّبِع نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي كانَ يختلق المشاكل مع جيرانهِ دائماً!.
الرِّياض الآن لها مشاكل مع كلِّ دُول المنطقة تقريباً، فمشاكلَها عويصةٌ مع اليمنِ الذي تقُود ضدَّهُ عُدواناً عسكريّاً همجيّاً سافِراً دمَّر البلاد وقتل الأَبرياء وارتكبت بحقِّهِ من الجرائِم ما يرقى إِلى جرائمَ حربٍ!.
ومشاكلها باديةٌ للعَيانِ مع قطر والكُويت وسوريا ولبنان وإيران وتُركيا!.
إِلَّا [إِسرائيل] فإِنَّها تزحف لها زحفاً!.
حتَّى مع الفلسطينيِّين عندها مشاكلَ عويصةٌ!.
ومن الواضحِ فإِنَّ مثل هذا النِّظام لا يمكنُ أَن يتعاملَ معهُ العراق في إِطارِ سياسةِ الحَياد الإِيجابي لأَنَّ أَيَّة عِلاقة ثُنائيَّة بَين بغداد والرِّياض هي جزءٌ من منظُومةٍ إِقليميَّةٍ واسعةٍ!.
إِنَّها مُشكلة الرِّياض التي يجب أَن تُغيِّر منهجيَّتها في السِّياسة الخارجيَّة لتكونَ جُزءاً من الحلِّ الذي تسعى إِليهِ المنطقة أَمَّا الآن، وبهذهِ السِّياسة العُدوانيَّة التدميريَّة، فهي كلُّ المُشكلةِ!.
ب/ إِنَّ من شرُوط سياسة [الحَياد الإِيجابي] التي تبنَّاها العراق منذ قرابة ٣ سنوات ولحدِّ الآن؛
١/ أَن لا تأتي الإِتِّفاقات بين بغداد والرِّياض على حسابِ أَيَّة إِتِّفاقات مُماثلة مع دُول الجِوار الأُخرى وخاصَّةً طهران التي بينها وبين الرِّياض ما فعلَ الحدَّادُ!.
كلُّنا نعرف جيِّداً إِنَّ إِندفاع الرِّياض تجاهَ بغداد سياسةٌ مرسومةٌ في واشنطن في إِطار حرب الرَّئيس ترامب على طهران الغرض منها إِسقاط ذرائعَ العراق التي [يتحجَّج] بها للإِستمرارِ بتمتينِ وتوسيعِ علاقاتهِ مع طهران ورفض الإِلتزام بالعقُوبات الأَميركيَّة!.
٢/ أَن تكونَ الرَّغبة مُتبادَلة بنفسِ الحجمِ والإِندفاع، أَمَّا الرِّياض فلم تُبدِ رغبةً حقيقيَّةً بهذا الصَّدد، ففي كلِّ مرَّةٍ ومنذ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، تكون بغداد هي المُبادرة وهي المُندفعة من دونِ ردِّ فعلٍ مُساوٍ من الرِّياض!.
٣/ ولكي تُثبت الرِّياض حُسن نواياها تجاه العراق فإِنَّ عليها أَن تُبادرَ فَوراً إِلى تقديمِ تعويضٍ مُجزٍ لضحايا الإِرهاب الوهابي التَّكفيري والذي استمرَّ منذُ التَّغيير بقوَّة فتاوى التَّكفير التي كانت تصدُر من فُقهاء بِلاط [آل سَعود] وبتغطيةٍ مُباشرةٍ وحيويَّةٍ من قِبَلِ إِعلام البترُودولار!.
٤/ على العراقيِّين أَن يحذرُوا جيِّداً فتجاربهم مع الرِّياض لا تشجِّع على الإِنفتاح والتَّعاون بالطَّريقةِ التي يتحدَّثُونَ عنها!.
ج/ إِنَّ أَحد أَهمِّ الأَسباب التي تدفع واشنطن إِلى أَن ترفض رفضاً قاطِعاً فتح ملفَّات جرائِم الحرب التي ارتُكبت في حربِ التَّحالف الدَّولي على الإِرهاب في العراق وسوريا واليمن وأَفغانستان والعديد من الدُّول الأُخرى هو سعيِها لحمايةِ جنودِها من أَيَّة مُساءلة أَو مُلاحقة قانونيَّة.
في المَوصل، مثلاً، يتحدَّث مسؤُولون أَمنيُّون كثيرُون عن أَنَّ واشنطُن مارست سياسة الأَرض المحرُوقة عندما كانت تقصف المدينة، وتحديداً المدينة القديمة، وهي تُساعد العراقيِّين بالغِطاء الجوِّي في حربهِم ضدَّ الإِرهاب!.
د/ من الضَّروري بمكانٍ أَن يفتحَ العراقيُّون مِثْلَ هَذِهِ الملفَّات لتبرِئة ساحة القوَّات المُسلَّحة والحشد الشَّعبي الذي ساهمَ بشَكلٍ فعَّالٍ في حربِ تحريرِ المَوصل من أَيَّة شُبهة يُطلقُها الإِعلام المُعادي عندما يتَّهمها بارتكابِ جرائمِ حربٍ في عمليَّات التَّحرير! ومن أَجلِ أَن يتحمَّلَ التَّحالُفُ الدَّولي واجباتهِ القانونيَّة والأَخلاقيَّة إِزاء الضَّحايا الأَبرياء إِذا ثبُت بالفعل أَنَّهُ ارتكبَ جرائمَ حربٍ!.
هـ/ تحلم القوَّات التي تُقاتل الإِرهاب في سوريا بدعمٍ أَميركي [صنيعة واشنطُن] إِذا ظنَّت أَنَّ واشنطن تمتلك خُطَطاً إِستراتيجيَّة لدعمِها وحمايتِها إِلى الأَبد! فهي تتعامل بشَكلٍ يوميٍّ مع التطوُّرات من دونِ أَيَّة إِلتزامات إِزاءها! ولذلكَ فإِنَّ من مصلحةِ كلِّ الأَطراف التي شاركت في الحربِ على الإِرهاب في سوريا أَن تفتحَ قنوات حوارٍ خلفيَّةٍ مع الدُّول الإِقليميَّة المعنيَّة بالملفِّ السُّوري فضلاً عن الحكومةِ السُّوريَّة نفسها وذلكَ قَبْلَ فواتِ الأَوان! فإِذا تركتها واشنطُن في العراءِ مكشُوفةَ الظَّهر لم يعُد بإِمكانِها التَّفاوض مَعَ أَحدٍ وإِنَّما سيلزمها الإِستسلام فقط!.
و/ مشكلةُ بعضِ أَنظمةِ المنطقة أَنَّها تثِق بواشنطن كثيراً وتعتمد عليها أَكثر في حمايةِ نفسِها! في الوقت الذي ينبغي عليها أَن تعتمدَ أَكثر فأَكثر على سياسةِ الإِنفتاح والتَّعاون والتَّنسيق الإِقليمي كمنهجيَّةٍ تحمي كلَّ دُول المنطقةِ وتُساهم في إِستقرارِها وتنميتِها ونهوض شعوبِها.
ز/ لا أَحدَ يُجادلُ في أَنَّ كلَّ [دُول الصِّراع] وظَّفت الإِرهاب كأَداة من أَدواتِها السياسيَّة، فواشنطن والرِّياض وأَنقرة فعلت هذا الشَّيء بشَكلٍ واسعٍ! وقد لا تشذُّ طهران عن هَذِهِ القاعدة! وهي أَقلُّها، إِلَّا أَنَّ هناك تضخيماً للأَمرِ الْيَوْم في إِطار سياسات الحرب التي يشنُّها الرَّئيس ترامب ضدَّها لصالح أَمن [إِسرائيل] ولحبِ ضَرعِ البقرةِ الحَلوب في الخليجِ وتحديداً الرِّياض!.
طهران جنَّدت عناصر [إِرهابيَّة] لإِختراق التنظيمات الإرهابيَّة التي صنعتها واشنطن والرِّياض والدَّوحة وأَنقرة وغيرها! وهذا هو الفارقُ الكبير!.
١٨ نيسان ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here