إيزيديون احتفلوا بعيد رأس السنة.. لكن فرحتهم لم تكتمل

جمع مئات الايزيديين في معبد لالش المقدس عندهم شرق دهوك، للاحتفال بعيد السنة الايزيدية الجديدة.
وزغردت النساء اللواتي ارتدين أزياء تقليدية، بينما حمل محتفلون شموعاً ومشاعل البرافين، حول برج المعبد المقدس في مدينة شيخان.
ويشعر كثير من الايزيديين بأن للاحتفال بالعيد هذا العام مذاق مختلف وسعيد، بعد عامين من طرد مقاتلي تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية” من العراق.
وقالت فتاة ايزيدية مشاركة في الاحتفال تدعى منار فهد (19 عاماً) “أجواء العيد هاي السنة تكون أحسن من قبل، قبل أربع سنوات كنا بضيم (بظلم)، كنا يعني بشيء ما كان متوقع لنا، وكنا، يعني داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) ما ينوصف لنا. هاي السنة الحمد لله والشكر أحسن، العيد أجواؤه أحلى، تفاصيل العيد هاي السنة أكثر”.
ويحتفي الايزيديون في هذا العيد أيضاً بالتقاليد القديمة، بما فيها تلوين البيض، الذي يمثل الأرض وبداية الخلق في ثقافتهم. كما يضع الناس أيضاً الورود على أبواب بيوتهم.
لكن بالنسبة لآخرين، لا يخلو العيد بأجوائه الاحتفالية من غصة في الحلق. من هؤلاء كاترين عامر التي تحتفل بسعادة، لكنها ما زالت تدعو من أجل أولئك الذين لا يزالون رهائن لدى متشددي التنظيم المتطرف.
وقالت كاترين عامر “اليوم إحنا الايزيديين، شاركنا هذا العيد. مثل ما يقولون فرحانين وهم زعلانين على مخطوفاتنا الباقين، وهاي السنة الحمد لله والشكر يعني هواي (كثيرات) من بناتنا رجعوا، وإن شاء الله كليتهم يرجعون ونبقى بخير وسلام”.
وقال ايزيدي مشارك في الاحتفال يدعى خلف أبو زيد “عيد رأس السنة الايزيدية يعني كل شيء قديم، أقدم عيد عندنا عيد رأس السنة الايزيدية. (في هذا العيد) يقومون الناس بتلوين البيض. البيضة هي عبارة عن خلية، يعني كرة أرضية، بداية الخليقة هي البيضة، فيلونون بها الباب مع ورود ويلصقوها بالبيبان”.
في الثاني من آذار (مارس)، تم لم شمل مجموعة من النساء والأطفال الايزيديين مع آبائهم وأقربائهم وأصدقائهم في دهوك، عقب عودتهم إلى العراق من سوريا، التي قضوا فيها أكثر من أربعة أعوام رهائن عند التنظيم الإرهابي.
وقال شهود عيان إن المجموعة ضمت ثلاث نساء و18 طفلاً. وعادت النساء والأطفال للعراق بعد أكثر من أربعة أعوام على شن متشددي “الدولة الإسلامية” هجوماً على سنجار معقل اليزيديين، في الثالث من آب (أغسطس) 2014.
ورحبت مجموعة من سكان دهوك ومخيمات الايزيديين التي تحيط بالمدينة بالعائدين، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والدموع.
وقتل المسلحون بالرصاص أو قطع الرأس أو الحرق، أو خطفوا أكثر من تسعة آلاف ايزيدي، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه حملة إبادة جماعية ضد أبناء تلك الطائفة الدينية الذين يعدون أقلية في العراق.
ومنذ طرد التنظيم من سنجار في تشرين الثاني(نوفمبر) 2015 تم اكتشاف نحو 70 مقبرة جماعية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here