الفساد يتفاقم والفاسدون يزدادون قوة ونفوذ

نعم الفساد يتفاقم ويزداد حتى اصبح هو الغالب وهو السائد وبشكل علني وبتحدي بل اصبح من الامور التي يعتز بها الشخص ويفتخر والتي تمنحه قوة ونفوذ وعزة ويجعل الآخرين يطأطئون اليه الرؤوس وممجدين به ومهللين لقدومه حتى اصبح لا مكان للشرف والأمانة في العراق والويل لمن يتصف بالشرف والأمانة اما ان يبعد او يقتل او يسبح في بحر الفساد بكل انواعه

وهكذا اصبح الفاسدون هم القوة الغالبة والمتنفذة والتي لها اليد الطولى والآمرة الناهية التي لا يطالها قانون ولا قوة الا اذا كانت هناك عصابة اكثر قوة واوسع نفوذ

المشكلة الخطرة التي تواجهنا اننا نواجه عصابات مختلفة ومتنوعة كثير ما تكون هذه العصابات متشابهة في الشكل لكنها مختلفة في الجوهر حتى اصبحنا في حيرة من امرنا كيف ننقذ انفسنا لا ندري

صحيح كنا في زمن الطاغية المقبور تحكمنا عصابات وحشية مختلفة لكنها كلها خاضعة وموجهة من قبل الطاغية ويمكن للمواطن تجنب الوقوع في مصائدهم اما بعد قبر الطاغية كثر عدد العصابات وعدد المصائد واصبح المواطن الشريف لا قدرة له على انقاذ نفسه مهما كان ذكائه

كما زاد عدد الفاسدين حتى اصبحوا يشكلون الاغلبية الساحقة من العراقيين بل اصبح العراق يطلق عليه بلد الفساد والفاسدين فالجميع فاسدة لان الذي يرى الفساد ولم يتحرك ضده فهو فاسد بل اشد فسادا من الفاسد الذي يرى اللص يسرق ويسكت فانه اكثر لصوصية من الذي يسرق لانه منح اللص الفاسد القوة وفي نفس الوقت فتح المجال للفاسد ان يزداد فسادا وللص ان يزداد سرقة

لهذا يتطلب من اهل الشرف والامانة ان يتوحدوا فانهم ليس اقلية ابدا بل انهم الاكثرية وانهم الاقوى وعليهم ان يفهموا ان الفاسدين اللصوص هم الاقلية وهم الاكثر ضعفا لكن وحدتهم وخططهم الماكرة الغادرة مكنتهم من تحقيق مآربهم الخبيثة وفرض سيطرتهم وبالتالي تمكنوا من افساد كل شي ومن سرقة اموال العراقيين

فهذه الرواتب العالية والأمتيازات والمكاسب التي لا شبيه لها ولا مثيل في كل الدنيا التي يحصل عليها المسئول في الدولة في البرلمان في الحكومة في رئاسة الجمهورية ومن حولهم مجالس المحافظات والمحافظ ومن حولهم مجالس البلديات ومن حولهم اموال هائلة لا يمكن عدها ولا حصرها بل تصبح ثروة العراق دولة العراق ابناء العراق نساء العراق في خدمته ومن اجله والويل لمن يقل اف

اموال الدولة لهم ولعوائلهم ولمن حولهم وظائف الدولة لهم ولعوائلهم ولمن حولهم مشاريع الدولة عقود الدولة مرافق الدولة ارض الدولة لهم ولعوائلهم ولمن حولهم فقط لا يسمح لغيرهم ابدا وهكذا اصبحت ثروة العراق او كما سموها الكعكة ملك خاص بهم وحدهم

وهذا يعني لا تجد ابن مسئول أخ مسئول قريب من مسئول يشكوا البطالة يشكوا السكن يشكوا العلاج والدواء كل شي جاهز وحسب الطلب

لهذا نرى اللصوص والمجرمين والقتلة والمزورين والفاشلين في الحياة واهل الرذيلة اخذوا يرشحون انفسهم للوصول الى البرلمان الى مجالس المحافظات او يتقربون من هؤلاء المسئولين لانهم على يقين ان كل ابواب القوة والنفوذ والمال والشهادات العليا وفي كل المجالات وبدون جهد ولا عناء ولا حتى الوصول الى الجامعة بل الجامعة نفسها تأتي اليه وتقدم له الشهادة التي يرغبها

من هذا يمكننا القول ان العراق تحكمه وتسيطر عليه عصابات تملك قوة ونفوذ تبدأ بالبرلمان الوطني ومجالس المحافظات والمجالس البلدية كلها تتحرك وفق خطة متفق عليها مسبقا لسرقة ثروة العراقيين غذائه دوائه تعليمه عمله وهكذا اصبح العراقيون يشكون الجوع والمرض والجهل والبطالة لهذا انتشرت حالات الكفر والظلم لان الفقر كما قال الامام علي كفر

المعروف جيدا ان المسئول عن حالة الفقر اي الكفر هو المسئول ثم رجل الدين

منذ 16 عاما والفساد يتفاقم والفاسدون يزداد عددهم ويزدادون قوة ونفوذ رغم ما نسمع من عبارات وصرخات ضد الفساد والفاسدين والعجيب ان صرخات الفاسدين واللصوص هي الاعلى والاكثر ضجيجا

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here