رئيس حزب منضوي في “مسد”: شرق الفرات نحو”كيان خاص” وتوافقات جديدة للحد من التمدد الإيراني

فلا أحد في إدارتها يدّعي الانفصال

أكد طلال محمد الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكوردستاني المنضوي في مجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) إن منطقة شرق الفرات متجهة نحو نوع من الكيان الخاص بالمكوّنات المختلفة، لافتا إلى وجود توافقات جديدة للحد من التمدد الإيراني في المنطقة.

كيان خاص لمكونات المنطقة:

طلال محمد قال في حديث إن: “منطقة شرق الفرات متجهة نحو نوع من الكيان الخاص بالمكوّنات المختلفة من شعوب شرق الفرات، لكن ضمن سوريا واحدة ، فلا أحد في الإدارة يدّعي فكرة الانفصال عن سوريا ” ، مضيفاً ” وهذا ما لا يستطيع النظام السوري استيعابه للأسف، وهو أحد أسباب عدم قبوله بالحوار”.

مؤكداً ، أن ” أمريكا ولاعتبارات إقليمية ودولية معروفة لا تريد أن تكون منطقة شرق الفرات كياناً خاصاً، لكن تمارس سياسة النفس الطويل في معالجة القضايا؛ بالإضافة إلى تحقيق مصالحها في المنطقة ” .

وقال :« إن إبقاء 200 جندي أمريكي؛ بالإضافة إلى الجنود الأوروبيين المقترحين إبقائهم في شرق الفرات، هذا الطرح وحده سيكون نوع من الكيان الذي تم طرحه ” ، مبيناً ” أما أن تتحول المنطقة إلى كيان خاص بالكورد وبقية المكونات؛ فهذا لا زال طي المستقبل؛ الذي لا يستطيع أحد التكهن به».

محاكم دولية لمحاكمة عناصر داعش:

طلال محمد أوضح أن « الأوضاع في شرقي الفرات تتجه نحو إنشاء محاكم دولية لمحاكمة عناصر داعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقد طالبنا كإدارة ذاتية بإقامة هذه المحاكم في مناطقنا، لكن هذه الفكرة لا تحظى بالقبول، لأن الإدارة الذاتية غير معترف بها دولياً».

وأضاف أن« أمريكا عازمة على إبقاء جزء من قواتها في شرق الفرات ليس فقط من أجل المنطقة الآمنة، لكن لمطاردة فلول داعش والخلايا النائمة، لأن إنهاء داعش عسكرياً لا يعني إنهاءه إيديولوجيا»، مشيرا إلى أن «المصالح الدولية هي التي دائماً ماتحدد المسارات السياسية وحتى العسكرية، وعلينا نحن كإدارة أن نستفيد من هذه التناقضات، لنوجه المسار حسب التوجه الديمقراطي الذي نريد».

واستدرك محمد قائلا : « قد لا نكون موضوعيين فيما لو قلنا إن الأوضاع تتجه في شمال شرق سوريا نحو الانفراج، لكن كل المؤشرات تدل على أن ما يحصل هو لصالح شرق الفرات ، لأن المصالح الدولية دائماً تقف عائقاً أمام التكهنات، ما حدث من ردود فعل في أمريكا والكثير من دول أوروبا، بعد القرار الأمريكي بالانسحاب، كان كردّ جميل لقسد، ونتائجه ستستمر حتى بعد أن تم القضاء على داعش».

الحد من التمدد الإيراني ومكافحة الإرهاب:

الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكوردستاني المنضوي في مجلس سوريا الديمقراطية ، تابع بالقول : « كلُّ ما يجري بخصوص إنشاء المنطقة الآمنة هو مجرد مقترحات قد تكون أو لا تكون، لكن ما يجري في سوريا بشكل عام قد يفرز تحالفات جديدة تؤدي بدورها إلى توافقات جديدة، فالكثير من المؤتمرات التي تعقد في مختلف الدول، تهدف إلى الحد من التمدد الإيراني ومكافحة الإرهاب»، مستدركا : «حتى ما يتعلق بملف الغاز في البحر الأبيض المتوسط، قد تكون بذرة لايجاد هذه التحالفات. أما التكهن الدقيق بوجود توافقات حول المنطقة الآمنة، فلا يمكن الآن، بسبب الاعتبارات الدولية والإقليمية التي تفرض نفسها على سوريا بشكل عام؛ وشرق الفرات بشكل خاص».
على النظام أن يخرج من الصندوق:

وبين طلال محمد أن الإدارة الذاتية الديمقراطية (يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) طرحت لأكثر من مرة طرق للتواصل والحوار مع النظام ، لكن للأسف النظام السوري لم تتغير ذهنيته خلال كامل سنوات الأزمة السورية ، فهو لا زال يفكر بعقلية ما قبل عام 2011، ويريد أن يعيد – وهذا واضح في كل تصريحاته – سوريا إلى ما قبل الأزمة السورية».

وأردف أن« هذا ما لن يحصل أبداً، ليس فقط بسبب رفض الإدارة الذاتية لذلك، بل لأن الوعي المجتمعي بمجمله تغير نحو الديمقراطية، ورفض القمع، فإن قبلت الإدارة بذلك؛ لن تقبل شعوب شرق سوريا بالعودة إلى تلك الأيام».

وشدد محمد ، بالقول « المشكلة أن النظام السوري لا زال يعيش ما يسمى أمجاد الحركة التصحيحية التي عفا عليها الزمن، النظام تفكيره واحد وشمولي منذ أكثر من أربعين سنة ، وكنا نتوقع أن يتغير هذا التفكير في ظل كل التغيرات التي حصلت على الصعيد الإقليمي»، مضيفا أن« الشعوب التي ذاقت طعم الحرية أو تعرفت عليها، لن تقبل بوجود ذهنية شمولية، وآخر الأمثلة ما حدث قبل أيام في السودان”.

وختم طلال محمد الرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكوردستاني حديثه بالقول:« أيام الدكتاتوريات قد ولّت، وعلى النظام السوري أن يخرج من ذلك الصندوق، حتى يكون قادراً على الحوار. النظام لا يستطيع أن يتخيل النجاح الذي حققته الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، لذا يرفض الاستحقاقات التي أنجزناها».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here