ومضات خاطفة : الديكتاتورالسوداني يلتحق بالقافلة

مهدي قاسم

1ــ ذبابة الخيل

تعتبر ذبابة الخيل من أشرس و أسوأ فصائل الذباب
إطلاقا : أزيزها مزعج وكذلك لسعتها ، بحيث تدفع الخيول إلى إطلاق أصوات الخوار و النفخ تعبيرا عن استيائها و تذمرها من هذه الحشرة الطفيلية المزعجة ، غير أنه توجد ذبابة خيل بشرية أيضا ، وهي تدب بمسكنة في البداية لتستدر العطف و الشفقة ، حتى تتسلل بشكل غير ملحوظ
في وسط جمع بشري ، لتمارس ــ فيما بعد ــ من هناك نفس سلوك ذبابة الخيل أزيزا عاليا و لسعة واخزة، وهي تتباكى في الوقت نفسه نائحة مظلوميتها المزعومة !! و المثير في هذا الأمر العجيب أنها تطالب الآخرين بالدفاع عن حقها المغبون بينما هي المهيمنة والمسيطرة على الوضع
برمته ..

و إلا و إلا ؟!!.

فيبدو ــ و الحمد لله وللعقول النبيلة و النيّرة
أيضا ــ لقد جرت عملية كش بعض من هذه الذبابات المزعجة بعيدا و إلى حيث ألقت رحلها ..

2 ــ للحقيقة و العدالة وجوه كثيرة يا أصحاب
الضمائر العوراء

أصحاب الضمائر العوراء هم وحدهم يرون الحقيقة
والعدالة على مقياسهم ومساطرهم وقوالبهم هم والتي يصنعونها لأنفسهم ، و لكن بشكل الذي تناسب تصوراتهم و أهوائهم المشوشة وقناعاتهم المشوّهة والباطلة ، بحيث يصبحون عاجزين عن رؤية مظلومية غيرهم وحقوقهم المغبونة ومدى الظلم الذي تعرضوا ويتعرضون له على أيدي أتباع
هؤلاء أو أولئك ، إذ بالنسبة لهم لا توجد حقوق إلا حقوقهم ولا عدالة إلا عدالتهم ، اما الأخرون فهم لا يعدون في نظرهم سوى أعداء و خصوم عقائديين ! ، فيجب بطشهم وتنكيل بهم و سحقهم حتى أخر فرد فيهم ، بل أنهم لا يكتفون بذلك إنما يرون فشلهم وعجزهم في وجود زيد و عمر
، لذا تجدهم يرددون على مدار اليوم أنه لولا عمر أو زيد لكنا الآن أسعد الأقوام على الإطلاق !!..

بينما في واقع الأمر للحقيقة عدة وجوه فيحتاج
المرء ليس فقط إلى عينين حادتين لكي يراها بوضوح وشروق ، إنما إلى شعور عميق بالعدالة و يقظة الضمير الحي حتى يرى حقوق الآخرين أيضا و العدالة التي تحمي و تضمن هذه الحقوق ..

فالمساطر قد تصلح لأي شيء آخر ماعدا أن تكون
مقياسا للحقيقة والعدالة ..

3 ــ الدكتاتور السوداني يلتحق بالقافلة :

مصير
الحكام العرب ــ عموما ــ فغالبا ما ينتهي مصيرهم فجأة من كرسي الرئاسة الذهبية والفخمة إلى خلف زنزانات معتمة ووسخة ، فها هو الديكتاتور السوداني البشير يلتحق بالقافلة كآخر ما تبقى من بقايا من الديناصورات الرئاسية و الذي ما أن يتشبث بالكرسي الرئاسي حتى يبقى متعلقا
به بأسنانه و أظافره ، بحيث لا يمكن قلعه حتى بالرافعة الصلدة ، ولكن بنهاية مصير معلوم مقدما ، إذ فنادرا ما يموت الرئيس العربي موتا عاديا أو يتقاعد لعيش أيامه الآخيرة براحة و أمان و سكينة ، والعجيب في الأمر هم يكادون أن يدركوا نهاية مصيرهم المفجع والمهين هذا
، ولكن مع ذلك لا يخطر على بالهم إلا بعد فوات الآوان ، وهم يشقون طريقهم ــ مكبلين بقيود ثقيلة ــ أما إلى الزنزانة أو إلى المشنقة .

رابط ذات صلة :

Geplaatst door Mahdi Kasim op Zaterdag 20 april 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here