خضير طاهر
يخضع نظامنا العقلي الى قانون العلة والمعلول / السبب والنتيجة ، وفق تسلسل منطقي واضح يسري على الحياة وعموم الكون ، وهذا القانون يتعارض مع الإيمان بالغيب والمعتقدات الدينية بخصوص وجود الله .
فلا يمكن عقليا التصديق بوجود الرب خارج الزمان والمكان بلا بداية ولانهاية وجد هكذا بدون ان يخلق أو يكون خالقا لنفسه ذاتيا .
والإعتقادات الدينية حول الخلق وتشكل الكون أشبه بحكايات الجدات العجائز للتسلية ، فالأمر لايمكن هضمه ، وليس من المنطق القول ان العقل غير قادر على إدراك الله ، فإن وجد الخالق فهذا يعد تقصيرا منه في برمجة العقل بهذا الشكل القاصر عن إدراك اللازمان واللامكان والأبعاد الأخرى وطبيعة الرب.
ثم كيف يكون رب الكون والقادر على كل شيء ويحتجب عن مخلوقاته ويتركها في حيرة وغموض نهبا لخرافة الأديان ؟!
مشكلة البشر ونظامهم العقلي لايستطيعون تصور الرب إلا على شكل إنسان عملاق يتمتع بصفات خارقة ، بينما المؤكد إن وجد الرب فهو على غير هذه الصورة .
وبحسب نظامنا العقلي وبرمجته المحدودة ليس مطلوبا الإيمان بوجود خالق واحد لهذا الكون ومافيه من مخلوقات ، ولعل الأسلم والأفضل هو إتباع مذهب (( اللاأدرية )) من باب التواضع العقلي ، وكذلك حفاظا على سلامة العقل من خرافات الأديان .
Read our Privacy Policy by clicking here