ترجمة/ حامد أحمد
في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الإثنين إيقاف استثناء عدد من الدول من العقوبات المفروضة على إيران، فإن وزارة الكهرباء العراقية تستعد لزيادة استيراداتها من الغاز الطبيعي من جارتها لسد الطلب المتزايد خلال فترة فصل الصيف على الطاقة الكهربائية .
ولا يستورد العراق “نفط خام ” من إيران، ولكنه يستورد الغاز الطبيعي لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، لكن من الممكن ان يشكل عائقاً للحصول على استثناء إضافي من العقوبات المفروضة على إيران لاستيراد الغاز بعد ان تنتهي مدة الاستثناء في حزيران القادم .
سيعتمد ذلك على حالتين، فيما إذا تدرك واشنطن المشاكل القاسية التي يمكن أن تسببها انقطاعات التيار الكهربائي في العراق جراء انقطاع الغاز المستورد من إيران لتشغيل محطات التوليد، وأن ترى بغداد وهي تجري خطوات تجاه تقليل اعتمادها على إيران .
مصعب المدرس، المتحدث باسم وزارة الكهرباء قال في تصريحات له على هامش مؤتمر الطاقة في بغداد: “بالنسبة لنا في العراق، ليس لدينا أي خيار ثانٍ في الوقت الحاضر .” وقال إن معدل الطلب على الطاقة الكهربائية في العراق خلال موسم الصيف يصل الى 24,000 ميغاواط حتى لو صاحب ذلك خططاً حكومية بإغلاق مصانع تديرها الدولة ومحاولات أخرى لتقليص الاختناق الحاصل على معدل الاستهلاك، مشيرا الى ان الطلب على الكهرباء يزداد بنسبة 7% سنويا.
يذكر ان احتجاجات على نقص تجهيزات الطاقة الكهربائية وغياب خدمات أساسية أخرى غالباً ما تندلع في فصل الصيف. في السابق تم إعفاء وزراء للكهرباء رداً على تلك الاحتجاجات. وفي العام 2018 تحشد متظاهرون أمام بنايات حكومية وحقول نفطية. ولهذا فانه من المحتمل جدا ان يكون الوضع هذه المرة أكثر سوءا في بلد مثل العراق مايزال هشاً سياسياً في حال قطع تجهيزات الغاز الإيرانية للعراق .
وقال المدرس في تصريحاته “نحن نستورد حالياً من إيران بحدود 28 مليون مترمكعب من الغاز يوميا وهو يكفي لتوليد 2800 ميغاواط، هذا بالاضافة الى استيرادنا 1500 ميغاواط اخرى عبر الحدود من خلال خطوط نقل الطاقة، لهذا فانها ستكون مجتمعة اكثر من 4,000 ميغاواط من الغاز والطاقة الكهربائية المستوردة .”
واضاف المدرس ان استيرادات الغاز ستزداد مؤقتا خلال الصيف لتبلغ 35 مليون متر مكعب باليوم حيث ستضيف 700 ميغاواط أخرى من الطاقة الكهربائية المولدة عبر الدعم الايراني في هذا المجال.
مع ذلك، فان العراق يتحرك قدما ضمن ستراتيجيات لتهدئة واشنطن. فهو يتفاوض بشأن خطة مع ايران تفضي بان يتم التسديد بالدينار العراقي بدلا من الدولار مع ضمان صرف المبلغ عبر مصرف عراقي داخل العراق، كل هذه تعتبر اجراءات مهمة فنيا لتحاشي انتهاك العقوبات الاميركية المفروضة على ايران .
من جانب آخر يسعى العراق لمصدر بديل لاستيراد الطاقة. الاسبوع الماضي وعبر سلسلة اجتماعات قيادية واقتصادية في الرياض، وقع العراق مع السعودية مذكرة تفاهم لنصب خطوط نقل طاقة محتملة يتم خلالها استيراد الكهرباء من السعودية .
وقال المدرس ان مذكرة التفاهم هي تمهيد لإعداد دراسة جدوى لإنشاء خطوط نقل تربط منظومة الكهرباء العراقية بالمنظومة السعودية. واضاف بان الوقت المستغرق لإعداد الدراسة لن يكون طويلاً حيث ستكتمل خلال شهر او شهر ونصف، ولكن ربط خطوط النقل ما بين منظومة البلدين قد تستغرق عشرة أشهر الى سنة، حيث سيكون بمقدورها نقل اكثر من 1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية للعراق .
وأكد المدرس بان الخيار الوحيد الآخر هو ان يصبح العراق مكتفياً ذاتياً بإنتاج الغاز لتطوير طاقة إنتاج كافية من الكهرباء التي تحتاج لوقت أطول .
واضاف قائلا “يجب ان يكون لدينا اكتفاء ذاتي بكمية الغاز المنتج لاستخدامه في قطاع محطات توليد الطاقة وذلك في غضون أربعة أعوام عندما نكمل تطوير حقولنا الغازية .”
عن: وكالة بلاتس الأميركية