ترامب أخطر و أذكى رئيس أمريكي على الإطلاق !

بقلم مهدي قاسم

أخذ الرئيس الأمريكي الحالي ترامب يتميز عن جميع الرؤساء
الأمريكيين السابقين برؤيته و تكتيكاته السياسية الجديدة و المتجسدة أصلا بتحقيق المصالح الأمريكية في العالم بأقل خسائر ممكنة ، و لا سيما في منطقة الشرق الأوسط ، بمجرد توجيه تهديدات برفع الحماية عن بعض الأنظمة ، وهوالأمر الذي ــ ربما ــ قد يؤدي إلى سقوط تلك
الأنظمة من خلال افتعال اضطرابات أو انتفاضات شعبية عارمة ، هذا بالنسبة للأنظمة ” الحليفة أو الصديقة ” لأمريكا ، أما بالنسبة للأنظمة العدّوة أو المعادية ــ كالنظام الإيراني مثلاـــ فقد ابتكر أو بالأحرى تطوّر ترامب مستويات سياسة فرض الحصار الاقتصادي الخانقة
، كأقوى سلاح فتّاك ومدمر بطيئين لزعزعة النظام الخصم أو المعادي بهدف إضعافه اقتصاديا و إفقار المجتمع و حرمانه من مقومات الحياة الضرورية و العصرية ، بغية تأليبه و دفعه إلى غليان شعبي هائج ، قد يؤدي ــ فيما بعد ــ إلى سقوط النظام المستهدف لهذه الغاية تحديدا
وقصدا ، بذلك يكون ترمب ــ بصفته رجل الأعمال و الاستثمار بالدرجة الأولى و الأخيرة ــ قد طوى مراحل و فصول التدخل العسكري المباشر ــ مثلما كانت سائدة حتى الآن ـــ لغرض إسقاط هذا النظام المعادي أو ذاك المعارض و المهدِد للمصالح الأمريكية في أية بقعة من بقاع العالم
، بذلك يكون ترمب قد جنّب الشعب الأمريكي سقوط آلاف قتلى ومئات آلاف من جرحى ومفقودين من أبنائه ــ مثلما حدث في العراق أبان الغزو الأمريكي ومن خلاله ــ هذا فضلا عن توفير مئات مليارات من أموال لخزينة الاتحاد ، كنفقات حرب افتراضية ، في الوقت الذي حقق ــ في فترة
قياسية ــ نجاحات ملموسة ومثمرة باهرة ، سواء ماليا أو على صعيد ترسيخ المصالح الاقتصادية و الأمنية والاستراتيجية الأمريكية في هذه المنطقة أو تلك ، طبعا بدون خوض حرب أو تدخل عسكري مباشر ..

فضلا عن إقدامه على تقليل أو سحب القوات الأمريكية من
مناطق ذات بؤر ساخنة وصراعات دموية متأججة ــ في سوريا مثلا ــ ، بعدما وجد الأمر ميؤوسا منه أو لا يستحق كل هذا الحجم من التضحية بأرواح الجنود الأمريكيين و إراقة دمائهم ، و إهدار أموال طائلة بلا معنى أو هدف سوف لن يُكلل في كل الأحوال بنجاح محقق أو أكيد ..

أعتقد بأن الفضل يرجع في هذا إلى العقلية البراغماتية الفعّالة
لترمب كرجل أعمال و ليس رجل مبادئ أو عقائد ، و الذي ينظر إلى مجريات الأمور السياسية و الاقتصادية و كذلك إلى العلاقات الدولية و غيرها من منظور المال و الاستثمار فحسب ، بل تثمين كل دولار أو سنت تثمينا عاليا وعدم صرفهما أو إهدارهما على مشاريع غير مثمرة أو ناجحة
اقتصاديا .

كما أنه يُعد من أفضل الرؤساء الأمريكيين وطنية ، وحرصا
على المال العام الأمريكي وتحقيق المصالح الأمريكية في العالم بأقل خسائر ممكنة ــ مثلما أسلفنا !..

( و بالمناسبة فقد خطر على بالي أثناء كتابتي السطور الأخيرة
عبد الله المؤمن ، نقصد نوري المالكي كتاجر أو بائع ” سبحة ” سابق وفاشل ــ حسبما أُشيع عنه ــ وكيف أن مائة دولار كانت حسرة عليه ، و إذا به بين ليلة وضحاها ــ و بفضل رعونة بوش الأبن وطيشه ــ تصبح تحت تصرفه ــ أي المالكي ــ مئات مليارات دولارات و إذا به يهدرها
و يبذلها بل ويبذرها بين مظاهر فساد و نثريات ومضاربات يمينا و يسارا )

فقلت مع نفسي :

ــ أي و نعم ! . ترمب رجل أعمال و كذلك نوري المالكي كان
رجل أعمال !!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here