ليكن السلام هو الخيار الاول بالشرق الاوسط،

نعيم الهاشمي الخفاجي
عاشت دول الشرق الاوسط التي رسم حدودها المحتل البريطاني والفرنسي بعد هزيمة الدولة العثمانية بالحرب العالمية الاولى وتوزيع تركاتها وفق مقاسات بريطانيا وفرنسا صراعات منذ مايقارب المائة عام، قتل ملايين البشر وسرقت وبددت ثروات طائلة لو انفقت في المجال الاقتصادي والخدمي لعاشت تلك الشعوب عيشة رفاهية ورخاء، قتلت الشعوب العربية تحت شعارات ثبت الواقع انها شعارات خاوية لاتستحق ان تقدم تلك التضحيات لاجل تلك الشعارات القومية والاسلامية التي جلبت الويل والدمار لشعوب تلك المنطقة، قتلنا في اسم محاربة الصهيونية وتحرير فلسطين، وبعد مضي سبعين عام على نشوأ دولة اسرائيل تغيرت المواقف واصبح هناك دولة فلسطينية وان كانت في الاسم لكن هناك دولة وقيادة تمثل الشعب الفلسطيني معترف بها من الشعب الفلسطيني ومن دول العالم، اصبح وجود الدولة اليهودية امر واقع ولايمكن للعرب تحرير فلسطين بظل الترسانة النووية الاسرائيلية والدعم الامريكي اللامحدود للدولة الصهيونية، وهناك حقيقة الاديان ومنها الاسلام ليس صناعة بشرية وانما كلام الله عز وجل، وردت اشارات لدولة بني صهيون وعلوها في الارض، ووردت احاديث متواترة عن رسول الله محمد ص تحدث عن حالة ضعف الامة العربية المسلمة وكيف تتداعى الامم لنهب الثروات وهذا ماحدث على ارض الواقع، رسول الله ص قال يوم تتداعى عليكم الامم كآكلة قصاعها، وقيل يارسول الله ونحن قلة، قال لا انتم كثيرون لكنكم كغثاء البحر، يعني كزباد الابيض الذي يطفوا على مياه البحر، عبارة عن فقاعات لاقيمة لها، الامام علي ع تحدث كثيرا عن المهدي بن الحسن وانه هو من يقيم دولة العدل ويفتح بيت المقدس بطريقة سلمية بعيدة كل البعد عن سفك الدماء، ثبت كذب شعارات المقبور جمال عبدالناصر وزيف شعارات صدام الجرذ الهالك، وخواء شعارات الحركات الاسلامية كالاخوان المسلمين قادة العالم الاسلامي والعربي السني، وثبت تعاونهم مع الدولة الصهيونية، بعد كل هذه الاحداث بات من المنطق البحث عن السلام والكف عن الشعارات، لننظر لثورات الربيع العربي والتي تم توجيهها خارجيا وتحويلها لجحيم استهدفت الدول العربية التي كانت تزعج امريكا بشعارات انظمتها، بعد تدمير اليمن وليبيا وسوريا اتجهت الانظار لسحق السودان والجزائر، اما العراق فسحق بفضل قادة الصدفة الذين تسللوا للعملية السياسية وبالذات الذين مثلوا المكون الشيعي بسبب رفضهم لتفاهمات المعارضة العراقية التي وقعت مع امريكا وبريطانيا وافضت لاسقاط صدام والبعث، عودة الثورات، للمنطقة العربية من جديد والمطالبة في الانتقالالسلمي بسلام وإنهاء انظمة ، وهذه المرة الأحداث وقعت في نطاق جغرافي متقارب، السودان وليبيا والجزائر، في السودان الذي يشهد خروج عمر البشير الاخواني القومجي يعتبر حدث مهم لمعسكر امريكا، البشير استسلم للامريكان وشارك بقتل الشعب اليمني لكن بطبيعة الامريكان يستغلون الفرص للخلاص من كل نظام وقف ضدهم في يوم من الايام لننظر كيف تدخلوا في فنزويله وكيف ترمب صرح وقال سوف نسقط الانظمة الشوعية في امريكا الجنوبية مثل كوبا رغم كوبا وقعت ميثاق سلام مع امريكا،
امريكا طلبت من الدول الخليجية الثرية مثل
السعودية والإمارات إلى دعم الخرطوم سياسيا واقتصاديا حتى يتم القضاء على نظام البشير وللابد، لننظر لوضع ليبيا بعد ان تركوا قادة الميليشيات للاحتراب الداخلي كل هذه السنين التالية لسقوط نظام القذافي في فوضى مخطط لها لاسقاط هيبة الاحزاب الاسلامية، وتم تحريك الجنرال حفتر ، تحت شعار في ان الجيش تدخل اضطرارا في اسم الجيش الوطني في محاولة حسم الانقسام والفوضى الداخلية بالقوة العسكرية وسحق الساسة وميليشياتهم وابقاء حفتر كحاكم واحد للشعب الليبي، الجزائر تعيش اضطربات بظل تضائل دور حزب بومدين وبوتفليقه وصعود ساسة جدد للحكم مدربين جيدا في ايجاد علاقات جيدة مع امريكا، الحصار على ايران الشديد هي رسالة بهيمنة امريكا على العالم، وغاية محاصرة ايران اجبار الحكومة الايرانية للتفاوض مع امريكا والتخلي عن شعارات مرك بر امريكا واسرائيل، من الافضل الى ايران تغليب المصلحة العامة وعدم تبني قضايا العرب اكثر من العرب نفسهم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here