المرجع الخالصي: انفتاح العراق على العالم العربي والاسلامي امرٌ جيد…

ولكن ليس في سياق الخضوع للمشروع الامريكي

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)، الجمعة، على ان انفتاح العراق على العالم العربي والإسلامي امر جيد ولكن ليس في سياق الخضوع للمشروع الامريكي، مبيناً انه يجب ان يتم ذلك وفق قرار سيادي عراقي داخلي وليس خضوعاً للمؤسسات الاجنبية، موضحاً ان الذين يقفون مع قوى الكفر العالمي هم الذين يدفعون أعداء الاسلام للبطش بشعوبهم وقتل ابنائهم، فيما ادان سماحته الجرائم التي تحصل في القطيف والجزيرة العربية وغيرها ستجر الجميع إلى الخراب وستجلب غضب الله تعالى، فيما اعتبر ان تصرفات من يظهر الولاء الاهوج لدول الجوار ويدعّون الولاية سيشكلون وسيلة يستخدمها الاعداء لضرب وحدة الامة، معتبراً ان صفقة القرن هي محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية وضرب مراكز القوة في الامة.

وأكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 20 شعبان 1440هـ الموافق لـ 26 نيسان 2019م على ان مجابهة اليوم لا تختلف عن مجابهة الأمس، فهي أشد واقسى واقوى، وجمعت اطراف المعركتين التاريخيتين، معركة التنزيل ومعركة التأويل، وعلى الأمة ان تعرف موقعها فيها، فهل هي مع راية القرآن، مع راية الحق، مع راية التوحيد، مع راية محمد (ص)، مع راية علي وأهل بيته (ع)، ام انها مع راية الشرك والفساد والتلوث بعبادة الاصنام، وراية خيبر اليهودية، والتي ستنتهي هذه المرة ايضاً صريعةً على أيدي فرسان هذه الأمة ابطالها المجاهدين.

وأضاف: المنحازون اليوم إلى صف يهود خيبر عليهم ان ينتظروا قليلاً؛ لكي يروا النهاية ولكي يروا الفجيعة التي ستحل بهم كما حلت بمرحب وقبله كفّار قريش وطغاتها، والذين يظنون انهم سيقوون بالصهاينة يجب ان يعلموا انهم يحشرون انفسهم ضمن السفينة الغارقة، سفينة الظلالة وسفينة التيه، والذين يظنون ان ولاءهم لليهود سينجيهم في هذه المعركة، فهم سيرون النتائج المحتمة كنهاية مرحب وخيبر واتباع خيبر ومن يسير على نهجهم.

وتابع قائلاً: فالذين يقفون اليوم مع قوى الكفر العالمي ويحاربون الله ورسوله (ص) هم الذين يدفعهم اعداء الاسلام للبطش بشعوبهم وقتل ابناء هذه الشعوب واعدامهم، كما جرى في مجزرة الاعدامات الاخيرة في القطيف والحجاز، وهذا دليل آخر على خضوع هؤلاء الحكّام لمخططات الاعداء التي تستغل شهواتهم لقتل الناس وفي تعذيبهم وابادتهم.

وأوضح: قد يبدو للبعض ان البعد الطائفي هو الحاكم في هذه الامور؛ ولا يُنكر ان هناك حقداً طائفياً اعمى عند بعض هؤلاء العملاء والحكّام الجائرين، ولكنها ليست القضية الكاملة؛ فإنهم انفسهم يقتلون علماء الدين من نفس المذهب الذي يدعون الانتماء إليه وهو المذهب السلفي أو الوهابي كما يسمى، وسجونهم ملأى بعلماء الدين من اصحاب ذلك المذهب الذين يرفضون الخضوع لمخططات الحكّام، كما ان السجون ملأى بعلماء الشيعة وبقية المذاهب والمثقفين وخصوصاً العلماء الواعين والمعتدلين، والذين عُرفوا بتأريخهم الثقافي الوحدوي الذي يرفض الانجرار للصراعات الطائفية.

وتساءل سماحته (دام ظله): إلى متى تستمر هذه المجازر والمآسي، ومتى يستفيق علماء الدين؟!، وحتى المنتمون إلى تلك العائلة لمن لا يرضون بهذه الاعمال؛ ان هذه الجرائم ستجر الجميع إلى الخراب والويل والثبور وستسجلب غضب الله تعالى ، فدم المسلم هو اغلى ما يمكن ان يحاسب عليه الانسان او يكون سببا ً في الحقيقة لنزول العذاب والبلاء.

وتابع: متى ستتوقف الجرائم في اليمن وفي البحرين وفي ليبيا وفي السودان وفي بلاد الشام وفي العراق؟!، وإلى متى سيبقى هذا الخضوع والتنازل للمخطط الامريكي الاسرائيلي؟!، وهذا التنسيق الذي يظهر علنياً في قتل هؤلاء الاخوة الذين لو لم يكن الامر الامريكي لما تجرأ هؤلاء على اعدامهم، وكما حصل للصحفي الذي قتلوه وضج العالم من اجل قتله، ولكن امريكا ورئيسها الحاكم وقف بوجه العالم ودافع عن الجناة والمجرمين.

اما قضية فلسطين وقضايا المسلمين الاخرى، فالنسبة للعراق نقول: ان محاولة الانفتاح على العالم العربي وعلى العالم الاسلامي محاولة مطلوبة وجيدة؛ ولكن لا تكون في سياق الخضوع للمشروع الامريكي، فالحكّام والساسة يخضعون للمشروع الامريكي فينفتحون على الجوار او يحرضون ضد بعض الجوار لأسباب تتعلق بالإرادة الامريكية، فهذه مسألة يجب تكون واضحة بأن الانفتاح المطلوب وهو بقرار سيادي عراقي داخلي وليس خضوعاً للمؤسسات الاجنبية.

وأضاف: لذلك لا نفهم كيف تُرسل قوة إلى سجن عراقي وتستخرج منه عدة اشخاص من المطلوبين لقضايا الاجرام والارهاب، ثم يسفرون ويطلق سراحهم وينقلون إلى جهة بعيدة خصوصاً إلى جهة الحكّام في الحجاز الذين يريدون ان يعبثوا ويعيثوا في الارض فساداً.

وتابع قائلاً: من مآسي هؤلاء الحكّام ما قرأته حول ان احد هؤلاء التابعين لهم قال: ان الشعب العراقي كله يكن المودة والمحبة لهؤلاء الحكّام!!، ونقول لهم: انتبهوا لمن يخدعكم، ولمن يورطكم، ولمن يستدرجكم إلى الهاوية؛ هؤلاء كذابون منافقون يريدون ان يأخذوا بعض فتات الموائد التي انتم تعيشون على اطرافها بالنسبة إلى العالم الذي يسرقكم، فلا أحد في العراق يحب هؤلاء الحكّام، ولا احد يهتم بأمرهم، حتى من كان مخدوعاً بهم بالأمس عرفهم اليوم على حقيقتهم؛ فما عاد قادراً على الدفاع عنهم.

كذلك بالنسبة لمن يظهرون الولاء الاهوج لأطراف اخرى من دول الاقليم والذين يدعون الايمان بالولاية، فعليهم ان يتوقفوا عن هذه الاثارات السيئة وهذا التشويه الصارخ لصورة الولاية وصورة العلاقة بين ابناء الامة الواحدة، بل وصورة التفاهم من داخل المذهب الواحد، فهؤلاء يجب ان يعلموا ان تصرفاتهم هي الوسيلة التي يستخدمها الاعداء لضرب مراكز الاسلام، ومراكز الامة، ومراكز القوى الثورية التي تلاحمت على مبدأ اقامة الدولة الإسلامية، ولكن جاءت هذه المخططات لإفشال هذه المحاولة.

وفيما يتعلق بصفقة القرن؛ قال سماحته (دام ظله): هذه صورة عامة لكل ما يجري؛ صفقة القرن هي محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، وهي محاولة قديمة وليست بجديدة، وهي ايضاً محاولة لضرب مراكز القوة بالأمة لتشتيتها أكثر حتى تبقى خاضعة لإرادة الاعداء، فهنا حصار وهناك حرب، وهنا انفجارات اجرام ويطلبون من الامة ان تستسلم وان تخضع للمخططات الاجنبية، ومن أبى فهم مستعدون لفرض الحصار عليه بل وشن الحروب من أجل احتلال الارض وتمزيق الشعوب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here