الوضع المادي و التعليمي لإرهابيي  سيرلانكا يفنّد مزاعم الفقر و الجهل

بقلم مهدي قاسم

في محاولة دائمة  لتبرير الطابع الديني للإرهاب ” الجهادي ” دأبوا على القول أن أسباب الإرهاب ذات الطابع الديني دوافعها كامنة في مظاهر الفقر و الجهل المعشعشة بين طبقات وصفوف فئات وشرائح اجتماعية فقيرة أو معدمة ، و أنه لولا هذه المظاهر من الفقر و الجهل لما انخرط بعض الناس في أعمال إرهابية ؟!!، على أساس أن  الدين الإسلامي هو بالأساس دين محبة وتسامح وسلام ، غير أن عدد الضالعين في تفجيرات الهجوم بالطائرات المدنية المختطفة ضد المركز التجاري الأمريكي ، و الذين كان غالبيتهم من أبناء عائلات سعودية ثرية ، إضافة إلى أبناء عائلات عربية ميسورة من بلدان عربية أخرى و الذين كانوا جميعا يدرسون في جامعات أمريكية على نفقاتهم الخاصة ،  وهي مكلفة جدا ! ، هذا دون وجود حاجة للإشارة إلى زعيم القاعدة الإرهابي المليونيرأسامة بن لادن وإلى الزعيم الحالي للقاعدة الطبيب الظواهري ، الذي هو الآخر يُعد من عائلة مصرية ميسورة ، فضلا عن إبراهيم البغدادي زعيم عصابات داعش الذي كان ضابطا في الجيش العراقي أولا ومن ثم إمام جامع أو خطيب ــ بحسب ما نُشر عنه ــ أي هو الآخر لم يكن لا فقيرا ولا جاهلا..

و الآن ـــ و امتداد لهؤلاء الإرهابيين الأثرياءــ كُشف النقاب عن أن غالبية الإرهابيين المتضلعين  في تفجيرات سيرلانكا الإرهابية *ضد كنائس و فنادق ومؤسسات سياحية أخرى ، معظمهم من أغنياء أو ميسوري الحال  وعلى مستوى عال من تعليم و دراسة ، بل حتى يوجد بينهم وزير ” مسلم ” يخضع لعملية التحقيق معه للاشتباه بضلوعه ـــ بشكل من الأشكال ـــ في هذه التفجيرات الإرهابية المورّعة ، و التي أودت بحياة مئات من الأبرياء  من عبادالله و سواح و رجال أعمال بين قتيل و جريح ، ومع وجود أطفال عديدين بين هؤلاء الضحايا الأبرياء ..

بطبيعة الحال نحن لسنا هنا بصدد التأكيد على أن الدين الإسلامي  هو دين إرهابي ، لأكوننا ضد التعميم أو اعتبار كل المسلمين إرهابيين أولا ـــ  فتهمة كهذه ستكون ضربا من حماقة ـــ و لأن ” الدعوة إلى القتل وسفك الدماء” موجودة في كل  الأديان السماوية ( والتي جرت عملية تصقيل و تهذيب بعضها فيما بعد ) ثانيا ، إنما قصدنا هو تفنيد مزاعم تُشير إلى  وجود مظاهر فقر وجهل كدوافع رئيسة للعمليات الإرهابية ، و التي تحاول من خلال ذلك تبرير أو تبرئة الدين من الطابع الإرهابي ، بينما عدد المتورطين  المتزايد ، يوما بعد يوم ، ومعظمهم من أثرياء أو ميسوري الحال و ذات مستوى جيد من التعليم ، فضلا عن دعم بعض من أثرياء الخليج للأعمال الإرهابية ، علاوة على انضمام الجيل الثالث من أبناء المهاجرين في دول أوروبية إلى صفوف هذه العصابات وهم في وضع مادي و تعليمي جيد ،  فكل هذا يثبت أن الفقر والجهل ليسا السبب الرئيسي للإرهاب ” الجهادي ” مثلما يزعمون ويدعون ، إنما الإيمان العميق و الراسخ ، وذات دوافع و مشاعر دينية مؤثرة بهذا الإرهاب من قبل عدد كبير من المسلمين ( وصلت أعداد الملتحقين إلى صفوف عصابات داعش إلى مئات آلاف من مقاتلين من دول مختلفة ) ، و حيث أن التقرير التالي و المنشور في ” إيلاف ” يضفي مصداقية أكثر لما قلناه أعلاه :

هامش ذات صلة

(

عبداللطيف جميل محمد درس في بريطانيا ثم غادر لأستراليا

معلومات جديدة عن العقل المدبر لتفجيرات سريلانكا

نصر المجالي

لقطة لبعض الانتحاريين قبل تنفيذ عمليتهم الاجرامية

لقطة لبعض الانتحاريين قبل تنفيذ عمليتهم الاجرامية

نصر المجالي: كشفت تقارير عن تفاصيل جديدة حول عبد اللطيف جميل محمد، طالب سابق في المملكة المتحدة، المشتبه بتورطه بتنفيذ تفجيرات انتحارية في سريلانكا.

وقالت قناة (سكاي نيوز) البريطانية إن المشتبه به كان سافر إلى المملكة المتحدة في 1 يناير 2006 وعاد إلى سريلانكا في 29 سبتمبر 2007 ، ثم قام برحلة أخرى إلى بريطانيا في عام 2008.

وظهرت صور CCTV جديدة تظهر عبداللطيف جميل محمد خارج فندق تروبيكال إن في دهيوالا قبل تفجير عبوته يوم الأحد الماضي.

وأعلن يوم الأربعاء، أن حصيلة القتلى ارتفعت في فندقين وعدة كنائس، بعدة مدن في البلاد، إلى 359 قتيلا، إضافة إلى 500 جريح.

يذكر أن نائب وزير الدفاع السريلانكي روان وجيويردين كان كشف في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء، أن عبد اللطيف جميل محمد، الذي تم تداول صوره وأخبار عنه في وسائل إعلام بريطانية، هو أحد المتورطين بالتفجيرات.

وكان موقع (العربية نت) قال إن عبداللطيف درس بين 2006 و2007 هندسة الطيران لعام واحد في جامعة كينغستون بجنوب غرب لندن، ثم سافر إلى مدينة ملبورن الأسترالية، في دورة دراسات عليا بإحدى جامعاتها.

تفجيريون متعلمون

وقال الموقع: وهذه المعلومات تدعم ما ورد في المؤتمر الصحافي عن أن الانتحاريين الذين تعرفت السلطات إلى 8 منهم، بينهم امرأة قتلت نفسها بقنبلة حين داهمت الشرطة منزلها، من أنهم متعلمون ومن عائلات ميسورة.

كما نشرت الشرطة صوراً للمشتبه بهم الذين بدا أنهم في العشرينات من العمر، لكنها لم توضح كيف تورطوا.

ويبدو أن الاستثناء في الثراء العائلي بينهم، هو أفقرهم زهران هاشم الذي اقتحم فندق شانغري -لا Shangri-La مع انتحاري آخر اسمه إنشان سيلفان المالك لمعمل بضاحية ديماتاغودا قرب العاصمة كولومبو.

وذكر موقع (Leaders on Line) الإخباري الماليزي أن سيلفان هو “العقل المدبر” للهجمات، وفجر نفسه بنزلاء الفندق مثل زهران. أما التفجيرية الأخرى التي قتلت نفسها بالقنبلة فهي زوجته، ومعها قتل الانفجار شقيقته أيضاً.

وزير مسلم

وقال الموقع الماليزي، في خبر آخر بارز، إن الأمن السريلانكي بدأ يحقق مع وزير مسلم، لم يرد اسمه، اشتباهاً بتورطه في الهجمات.

وكانت صحيفة (التايمز) اللندنية قالت يوم الربعاء، إن عدد المعتقلين، كان 60 تم الإفراج عن 28 وبقي 32 معتقلاً، بينهم وفق مصادر سريلانكية وهندية، محمد يوسف إبراهيم، المعروف كتاجر توابل ورجل أعمال “ثري جداً” وأب لابنين هما: إمساث أحمد البالغ 33 وإلهام الأصغر سناً بعامين، وهما من فجرا نفسيهما أيضاً، الأول في بوفيه الإفطار الصباحي بفندق سينانون غراند- Cinnanon Grand والثاني في فندق شانغريلا، أي أن العائلة ربما “تدعوشت” بأكملها وتحولت إلى الحقد.

تنظيم داعش

وبحسب ما نقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية، عن مسؤول سريلانكي، فإن السلطات ترجح أن يكون الهجوم الإرهابي مستلهما وممولا من تنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات.

وأضاف المسؤول السريلانكي أن أغلب المتورطين في الهجمات لديهم روابط دولية، أي سواءً أقاموا في الخارج أو درسوا به لفترة من الزمن.

وأضاف: “معظم منفذي التفجيرات، استفادوا من تعليم مهم، وينحدرون من طبقات متوسطة وميسورة وعائلاتهم مستقرة من الناحية المادية. هذا هو العامل المقلق في الأمر”.

وأشار المسؤول إلى أن بعض منفذي الهجمات حاصلون على شهادات وتخصصات جامعية مرموقة من الخارج مثل القانون.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here