بعد أكثر من سبعين عام لابد لنا أن نَذْكُر بأن أول شهيد عراقي وطني

رقـم البيـان ـ ( 113 )

التاريخ ـ 25 / نيسان / 2019

بعد أكثر من سبعين عام لابد لنا أن نَذْكُر بأن أول شهيد عراقي وطني في تظاهرات

عام 1946 أمام السفارة البريطانية كان يهودياً

وكان ليهود العراق أدوار بارزة في تاريخ العراق وبنائه قبل وبعد تأسيس المملكة العراقية

كما كان للمسيحيين والصابئة المندائيين.

والشعب العراقي يؤلمه جداً إجتثاث هذا المكون الأصيل من جسد العراق

وجاء الوقت المناسب لنعتذر لما أصابهم وأصاب المسيحيين والصائبة المندائيين

من مآسي الظلم والقهر والقتل والتهجير

يا أبناء شعبنا الثائر ضد جرائم وفساد الأحزاب الطائفية والمنظمات التكفيرية المجرمة

1. إن من دواعي سرورنا نحن في الحزمة الوطنية العراقية أن نشاهد مع الشعب شخصيات وطنية عراقية أخذت تزور يهود العراق في اسرائيل بإستمرار، وهكذا زيارات تجري بروح عراقية سامية ووطنية صادقة وإنسانية الأبعاد لها أهمية كبيرة بما يتعلق بتاريخ اليهود الوطني في العراق، وتعيد ركائز البنية الأساسية لليهود في العراق، وإيجاد اليات حميدة للاعتراف بالحقوق الوطنية ليهود العراق في اسرائيل واينما هم في العالم، وحق التطبيع معهم ومع شعب اسرائيل الذي يبلغ نفوسه اكثر من 8.8 مليون يشكلون سكان الدولة من اليهود 6.5 مليون نسمة ومن الفلسطينيين 1.4% مليون نسمة ما عدى 300 الف من الفلسطينيين في القدس وأكثر من 20 الف سوري في جولان المحتلة وما يقارب المليون من أقطار متعددة من العالم.

2. إن مظلومية يهود العراق الذين يكنون الحب والتقدير لوطنهم الأم العراق كانت قاسية ولا يمكن لأي مواطن ماجد أن يزايد على وطنية يهود العراق وحبهم لوطنهم الأم من كبار السن والأولاد والأحفاد الموزعين في دول العالم فمنهم 000 500 من أصول عراقية في إسرائيل و 000 15 في أمريكا 000 6 في المملكة المتحدة. ولابد أن يفهموا أغبياء السياسة والوطنية في العراق بأن دوائر الإدعاء العام في العراق لم يسجل في ملفاته جريمة قتل واحدة إرتكبها يهودي عراقي على أرض العراق مقابل مئات الآلاف من شيعة العراق ذبحهم الخميني وعملائه تحت غطاء مظلومية الشيعة.

3. إن مشاعر الحنين الحقيقي للعراق تنمو بداخل كل يهودي من أصول عراقية ولذلك بقوا أوفياء لوطنهم الأم محافظين على العادات والتقاليد العراقية، لأنها من أصول ووظيفة المخلصين لأصولهم. في الوقت الذي لم يجرأ أحداً أن يحاول الإستفادة منهم لخير العراق لدوافع دينية ظالمة وعنصرية خبيثة.

4. عندما حصل العراق على إستقلاله من بريطانيا شغلوا اليهود مناصب في البرلمان والدولة ولعبوا دوراً مركزياً رائداً في تطوير التربية والتعليم العالي والنظام القضائي والخدمة البريدية.. وتميزوا بالأعمال الاقتصادية المختلفة، وكانت لهم علاقات تجارية وثيقة مع العالم. وإزدهر هذا الدور وتعاظم عندما تولوا رئاسة المصالح الإقتصادية والمكاتب الحكومية، وكانت لهم بنوك عديدة منها بنك زلخة وبنك كريديه وبنك إدوارد عبودي وغيرها، وكانت لهم عدة صناعات مهمة كالأقمشة والابسطة والأثاث والأحذية والأخشاب والأدوية والتبغ والجلود وغيرها، كما عملوا في معظم المهن الحرة كالتجارة والطب والصيدلة والصحافة والطباعة. بحيث بلغت مساهمة يهود العراق في الحركة

الاقتصادية أسموها قبيل الحرب العالمية الثانية، إذ كان أكثر من نصف الأعضاء الثمانية عشر بغرفة تجارة بغداد من اليهود وكان من بينهم الرئيس والسكرتير. ولكن عندما تولى رشيد عالي الكيلاني رئاسة الوزراء ورحب بالنازية في العراق اظهر كراهيته لليهود في العراق بدوافع عنصرية خبيثة.

5. نعم، كانت لليهود إداراتهم المدنية المستقلة ومحاكمهم الدينية الخاصة، خلال الحكم الإسلامي. وكان لهم في عموم العراق العديد من مدارس دينية واكثر من 200 كنيساً. وقد تمتعوا بجميع حقوقهم وحرياتهم وأن علاقاتهم مع كافة مكونات الشعب العراقي كانت مليئة بالمحبة والاخلاص للغاية، وأنهم لم يشهدوا الذي شهدته طائفتهم في الغرب من ظلم وقهر وإبادة. كما تطورت اللغة العبرية في قواعدها وألفاظها طبقاً للغة العربية، بل إستخدم اليهود اللغة العربية في شتى الأغراض الدينية والدنيوية على عكس موقف اليهود من اللاتينية في أوروبا. وتمتعوا بنفوذ كبير وبحرية دينية واقتصادية غير منقوصة في العراق. ولم تكن الشدائد والصعاب التي مرت بالعراق في بعض فترات تاريخه لتميز بين مسلم ويهودي ومسيحي وصابئي. وقد انعكست هذه العلاقات الطيبة في أدبيات يهود العراق كما نجده عند الكاتب والمعلم والروائي العراقي الشهير المعروف في العالم العربي سامي مورية، والقصاص أنور شاؤول وسمير نقاش وإسحاق بار موشيه الذي كتب مذكراته عن بلاد الرافدين والعديد من اليهود المنحوتين في تاريخ العراق القديم والحديث.

6. ان هجرة يهود العراق الى اسرائيل، لن تطوي صفحتهم ما دام هناك شعب قد فتح من جديد صفحات تجعل العراق أكثر إشراقاً وإزدهاراً للاجيال القادمة، لأن كل عراقي محب لأمته العراقية يؤلمه إستمرار فصل اليهود عن عراقهم وهم المكون الأصيل الذي يؤكد التاريخ مساهمتهم في بناء وتعزيز ثقافة وحضارة بلاد الرافدين سواء في القديم أو الحديث. فلليهود يبقى لهم مع استمرار الحياة في عمر الزمن مكان واسع في قلوب العراقيين. لأنهم كانوا أهل ثقة وإخلاص في تعاملهم مع شعبهم. وبزياراتهم المستمرة للعراق تعود العلاقات الاجتماعية والأيام الحلوة، ويشاركون في بناء وإعمار وتقدم وطنهم العراق.

7. فمن اليوم يجب ان نعتذر لما أصاب اليهود والمسيحيين والصائبة المندائيين من ظلم وقهر وقتل وتهجير والإعتراف بحق عودتهم، وبصورة خاصة عودة الذين أجبروا على ترك عراقهم وهجرو قسرا تاركين ممتلكاتهم بسبب الأنظمة الظلامية الظالمة المتعاقبة. وبالتاكيد هنالك الكثير من اليهود يحلمون بزيارة وطنهم العراق، لإستعادة ما سلب منهم من ممتلكات وحقوق مشروعة، كما ان هناك من أبناء المهجرين يأملون رؤية عراق آباؤهم وتاريخ أجدادهم في بلاد الرافدين والعمل على إحياء جذورهم المغروسة في تربة وطنهم ليبدأ العراق باستعادة شيء من توازنه الديموغرافي الذي إختل بشدة بسبب الأحزاب والحكومات التي هجرت اليهود سابقاً، ومع احتلال العراق عام 2003 باعت المكونات التابعة لملالي ايران المارقين العراق لعلي خامنئي وقامت مليشياتها الدموية بتهجير المسيحيين والصابئة واليزيديين. ليحلوا محلهم الملايين من أوباش ايران خامنئي والتابعين لها يعتقدون بان شعب العراق لا يمكن ان ينهض لاستعادة قدراته لكنه سينهض ليسحق باقدامه جميع الرؤوس التي باعت العراق وظلمت وقهرت شعبه.

الحزمة الوطنية العراقية

***********

ملاحظة لابد منها /

إن “التكرار في بيانات الحزمة الوطنية العراقية” كما يجدونه الاخوة المتابعين الأفاضل، تتكرر بصورة تتناسب مع التوسع الذي يحصل من أحداث جديدة في عالم السياسة عموماً، وتتكرر الكلمة أو الجملة أكثر من مرة لزيادة التأكيد والتنبيه والإفهام، ولا نعتقد بأن هكذا تكرار غير مطلوب أو لا قيمة له قط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here