خطيرة في المجتمع العراقي
حامد شهاب
مهمة أخرى غاية في الأهمية خاض غمارها اللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية والناطق بإسم قيادة عمليات بغداد، تتعلق بكيفية تأشير مخاطر مظاهر اجتماعية راحت تسود في المجتمع العراقي لم يألفها من قبل، وبخاصة بين الشباب ، مؤشرا من خلال محاضرات القاها مؤخرا في عدد من الكليات ، جملة ارشادات ونصائح لكيفية ايجاد معالجات لتلك الظواهر التي تعد الأخطر في تأريخ هذا الشعب، ويتطلب الأمر تأشير مواطن الخلل لغرض إيجاد معالجات تحاول قدر امكانها ان تقترب من تلك المشكلات، لكي لايؤدي استمرارها الى خسائر كبيرة في الارواح وتدهور أحوال شباب ضاقت بهم سبل الحياة.
وخلال محاضرات قيمة القاها اللواء الدكتور سعد معن في جامعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بغداد ، وخلال جولته الحالية في عدد من المحافظات العراقية وبخاصة محافظة واسط وفي كلية التربية الأساسية أشار الى تلك المظاهر السلوكية السلبية التي برزت في الاونة الاخيرة منها الابتزاز الالكتروني والعنف الأسري وحالات الإنتحار واتساع ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب ، وظهور سلوكيات شاذة أخرى لم يألفها المجتمع العراقي من قبل.
وأوضح مدير مكتب العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية ان هناك جملة أسباب تقف وراء ظهور تلك السلوكيات الضارة والخطيرة أبرزها التنشئة الاجتماعية وعوامل الوراثة ، يضاف لها العوامل الاقتصادية واتساع مظاهر البطالة وعوامل نفسية، والاكثر من هذا اتساع مخاطر التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا التي راحت تؤشر ملامح سلوكية خطيرة وبخاصة بين الشباب، وبعض المقاهي والمواقع الشبابية الاحتفالية التي انتشرت في بغداد والمحافظات والتي وجد في بعضها انها تتعاطى المخدرات والعاب الكترونية تغذي العنف ، وتغرس معالم سلوك القتل والجريمة ،الناجمة عن ترويج تلك المظاهر من خلال تلك الألعاب التي راح بعض الشباب يقلد مظاهرها السلبية دون وعي ، لكثرة ما يتداوله بين أوساط الشباب من العاب تحرض على العنف ومظاهر العزلة ، والاخطر من ذلك استغلال جهات لتلك الظاهرة لتوريط شباب ربما في الانغماس بأعمال ارهاب دون وعي، وبعد ان تستغل حاجة بعض الشباب للمال والظهور لتنخرط في عمليات توريط في ممارسات ضارة بالمجتمع وتؤدي الى كوارث مجتمعية لاتحمد عقباها.
ودعا اللواء سعد معن العوائل العراقية الى الاسهام مع الجهات الأمنية في عمليات مراقبة سلوكيات ابنائها لكي لاينغمسوا في مهاوي الابتزاز الالكتروني، وبخاصة للفتيات اللواتي يقع الكثير منهن للاسف الشديد لمظاهر ابتزاز من خلال وسائل السوشيال ميديا والفيسبوك والانترنيت ومختلف انماط التواصل التي انتشرت مؤخرا ، وشجعت مظاهر العنف الأسري والانتحار وتعرض بعض العائلات لمخاطر تعرض بناتها لابتزاز بعض الشباب الضائع الذي يبحث عن أية وسيلة لتوريط فتيات في مختلف الفئات العمرية وبخاصة في صفوف الجامعات وبعض المدارس الثانوية، والتي تم تأشير الكثير من شباكاتها وتم القاء القبض على كثير منها، ولكن هناك شبكات اخرى ما تزال تعمل وهي تمارس انماطا خطيرة في التخريب المجتمعي وهي تمعن في إيذاء الاخرين، ولها مخاطر لايمكن التغاضي عن سلوكياتها هذه، وهي مراقبة الان، من قبل مديريات وزارة الداخلية والجهات الأمنية الاخرى، لغرض القبض عليها وفرض أقسى العقوبات بحق مرتكبيها.
ويؤكد اللواء الدكتور سعد معن في كل تلك المحاضرات على إن خطوات من هذا النوع من وزارة الداخلية ، تحتاج الى أن تجد التعاون من الأسر العراقية أولا والمدارس والجامعات ومنظمات الشباب لكي تسهم كلها في تبيان مخاطر تلك المظاهر التي انتشرت في المجتمع العراقي، وهي تترك تأثيرات بالغة الخطورة على الأمن المجتمعي وتعرض حياة الكثيرين للمخاطر، ومن شأن محاضرات توعوية تسهم بها العوائل العراقية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والنخب الثقافية كل من موقعها، لكي يتم الحد من تلك المظاهر الى أقصاها، وهي مهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة ان تعاونت كل تلك المؤسسات المجتمعية والثقافية مع وزارة الداخلية في وأد آثارها وبالسرعة الممكنة لتجنيب شبابنا ومجتمعنا آثارها المدمرة على أكثر من صعيد.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط