الأصدقاء غير المتوقعون للرئيس الأسد

أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية عضو مجلس النواب التشيكي ستانيسلاف غروسبيتش في بداية كانون الثاني عام 2019 أن سورية تمتلك الحق بالدفاع عن نفسها أمام الإرهاب. يعتقد العديد من الخبراء أن الإرهاب لا يهدد سورية فقط، ولكن أوروبا كلها. على خلفية هذه المناقشات يعبر البرلمانيون من عدد من الدول الأوروبية عن الضرورة دعم زعيم البلاد بشار الأسد.

ليس السر أن الرئيس السوري يتمتع بدعم أغلبية المواطنين السوريين وتثبت هذا نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سورية عندما فاز رئيس الدولة بأكثر من 90 بالمائة من أصوات جميع الناخبين.

كذلك يشير اللقاءات والمفاوضات العديدة التي اشترك فيها المسؤولون السوريون خلال السنة الماضية إلى أنه فشلت المحاولات البريطانية والأمريكية بعزل سورية من المجتمع الدولي على العكس استضعفت عزل في الوقت الأخير.

لكن لا تعتبر الاتصالات الدولية دليلا وحيدا فقط لعودة البلاد إلى الساحة العالمية. منذ عدد أيام قال الرئيس التركي عن استعداد تركيا ل”تولي الأمن في منطقة منبج السورية” بسبب مقتل 4 الأمريكيين هناك. من الممكن أنه تلعب هذه الأعمال دور الحافز وتجبر الغرب على نسى حول محاولات عزل سورية لأنه تثير أعمال أنقرة مخاوف جدية بين اللاعبين الإقليميين الآخرين.

في كانون الاول عام 2018 جار الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “موساد” يوسي كوهين مع مسؤولين كبار من السعودية والإمارات ومصر. وتم الاتفاق باستعادة عضوية سورية في جامعة الدول العربية وإعادة عمل سفارات الدول العربية في دمشق. بحسب المعلومات من مصادر مطلعة لعب أمر وجود الاتصالات القريبة بين رئيس تركيا وحزب العدالة والتنمية التركية الحاكمة والحركة الإسلامية الطائفية “الإخوان المسلمون” دورا هاما في اتخاذ هذا القرار.

من المعروف أنه عبّر الزعيم التركي مرارا وتكرارا عن دعم هذه المنظمة ما أثار غضب الدوائر الحاكمة في السعودية والإمارات ومصر حيث تعتبر أعمال الحركة غير شرعية. وفي هذه الظروف المساعدة لبشار الأسد هي بديل معقول لطموحات تركيا المرتفعة.

كذلك تعتبر المفاوضات بين الحكومة السورية والشيوخ الأكراد من عوامل زيادة نفوذ الأسد على سير العمليات السياسية الإقليمية. ويحاول الأكراد البحث عن دعم رئيس سورية لمواجهة التهديد التركي. من الممكن قد فقدت للولايات المتحدة الثقة من قبل الاكراد ابدا. فعملية غصن الزيتون في منطقة عفرين هي أفضل من البراهين. ويفهم الأكراد أن التعاون مع الولايات المتحدة سيادي إلى مرحلة التفاقم الجديدة في البلاد.

من الواضح أن سياسة العزل التي يطبّق الغرب تجاه سورية تفشل في المستقبل القريب. لقد أصبحت ضرورة إعادة تقييم الأزمة السورية واضحة للعالم. وفي هذه الحالة لن يكن الخيار امام تركيا سوى إعلان انتهاء العملية العسكرية وسحب قواتها من سورية. وفي الحالة الأخرى سيواجه اردوغان الضغط من الدول الحلفاء العربية والأوروبية للجمهورية العربية السورية.

عبد الله السامر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here