لماذا ساعدت بريطانيا في انجاح الثورة الايرانية عام 1979

[email protected]

في تصريح هو الأول من نوعه، قال الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدي نجاد، إن الثورة الإيرانية التى قادها آية الله الخمينى 1979 كانت مدبرة من الخارج وأن بريطانيا هى من قامت بها.
هذا الخبر لم يفاجئني اطلاقا,رغم انه جاء من قبل احد اقرب المقربين الى الامام الخميني,وكذلك من المرشد الحالي,اضافة الى انه يعتبرمن المتشددين,
لكن تصريح السيد نجاد بالاشارة الى دوربريطانيا في ايصال الخميني الى السلطة وبالرغم من دقته الا انه لايعني ان,الامام كان متعاونا أومتواطئا معهم,او,أنه كان عميلا بريطانيا,

وهنا رب من يسأل:-مافائدة بريطانيا من وصول زعيم اسلامي راديكالي متشدد الى زعامة ايران,واستبداله بالشاه المتعاون مع الغرب,والذي يحرس له مصالحه في المنطقة؟الجواب سهل ومنطقي واصبح معروفا لكل ذي بصيرة,وهو أن
البريطانيين ساندوا حملته الاعلامية وبالغوا في رسم هالة من القدسية حول شخصيته,وسهلوا له مهمته بالاستيلاء على السلطة في ايران,من اجل مصالح ستراتيجية وفائدة متوخاة منه,لبريطانيا وحلفاء لها
اخرين,من اللوبيات العالمية المعنية بتجارة الحروب,حيث كانوا قد راقبوا الخطاب السياسي المعلن للامام الخميني قبل تسلمه السلطة,واستفادوا من نمط تفكيره وطموحاته في تزعم عالم اسلامي,عن طريق تصديرثورته الى باقي الدول الاسلامية,وطبعا قصد منها دول الجوارالغنية والقوية,لقدتوقعوا(وكانوا صائبين) انه عندما سيعلن عن تصدير ثورته,سوف يجابه بردود افعال عنيفة من قبل الانظمة المعنية,وامكانية حدوث نزاعات بين ايران وجيرانها العرب,الاغنياء والاقوياء,ثم اشتعال حروب طاحنة,لتكون فرصة ذهبية للدول الغربية ومنها بريطانيا,ولتعمد الى تغذيتها وعدم السماح لاي طرف بالانتصارعلى الاخر
لقد كان واضحا ان مخطط بريطانيا هو تشجيع الخميني على اشتعال حروبا طويلة,فتستهلك خلالها اسلحة بمليارات الدولارات ,حتى يتم استنزاف كافة ثروات المنطقة واسقاطها في ديون طائلة في المستقبل تؤدي الى رهن واردات دول الشرق الاوسط جميعها,لتضمن اعادةأموال واردات النفط الى خزائن الغرب,كسدادا للديون المتراكمة,وبالاضافة الى جني الارباح الطائلة من بيع الاسلحة المتطورة,بالاضافة الى استفادة مصنعي السلاح من استغلال الحروب المجنونة لادخال انواع جديدة من الاسلحة ,وامكانية جعل المنطقة مختبرات لتجربة اسلحة خبيثة وفتاكة
وهذا ماحدث فعلا
فالخطاب الساذج للامام الخميني بان ثورته لن تقتصر على الداخل الايراني بل هي معدة للتصدير الى الخارج,هو الذي دفع بريطانيا الى العمل على انجاح الثورة التي كان يقودها الخميني في ايران والعمل بكل الوسائل على تسهيل وصوله الى سدة السلطة
ومصائب قوم عند قوم فوائد
كما وان هناك اهداف اخرى جعلت بريطانيا خاصة والغرب عامة يخططون لمساعدة الخميني على الوصول الى قمة السلطة,ستكون موضوع مقالة اخرى

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here