ميناء الملك عبد العزيز بالدمام يعزز تطبيق استراتيجية التنويع في مناولة كافة

أنواع البضائع والخدمات

نجحت الهيئة العامة للموانئ في تشغيل الميناء بمنهجية 360 درجة، جعلت منه مركزاً بحرياً وملاحياً متكاملا، ومحطة توقف شاملة لكافة الخدمات التي تحتاجها الصناعة البحرية السعودية

المملكة العربية السعودية- الرياض- 28 أبريل 2019: يسجل ميناء الملك عبدالعزيز، أكبر موانئ المملكة العربية السعودية على الخليج العربي، أكبر قصة نجاح تزيد على أربعة عقود للميناء الشامل الذي يقود نهضة صناعية واقتصادية كبرى. فمن مجرد رصيف صغير قادر على استيعاب سفينتين فقط، ويرتبط بسكة حديدية أحادية يصل طولها 13 كيلو متر قبالة سواحل الدمام، إلى مجمع عملاق للموانئ وأحواض بناء السفن ومستودعات، وقاعدة لبنية متكاملة من المصانع والمرافق التي تضم مختلف الأنشطة البحرية والملاحية، وتحتضنه مدينة الدمام التي يقع على بعد كيلو متراً واحداً من قلبها.

حول هذه المسيرة من النمو والتطور لميناء الملك عبد العزيز، صرح المهندس وليد بن فارس الفارس، المدير العام للميناء قائلاً: “انطلق العمل في ميناء الملك عبد العزيز قبل أربعة عقود بشكل رئيس لخدمة صناعة النفط والغاز التي تزدهر بشكل كبير في المنطقة الشرقية من المملكة، ولكن رؤية القيادة في المملكة كانت تنظر إلى جعله مركزاً متكاملاً للصناعة البحرية. وهذا ما تم بالفعل، فلقد توسع الميناء بشكل مضطرد لتصل مساحته اليوم إلى قرابة 190 كيلو متر مربع، ليلتحم مع مدينة الدمام ويلامس قلبها الذي يبتعد عن الميناء كيلومتراً واحداً، وليشكل الرئة التجارية المتكاملة التي تربط المملكة بالعالم. لاسيما وأن موقعه المطل على الخليج العربي؛ يجعله مثالياً لتصدير البضائع إلى الأسواق المجاورة في آسيا وشبه القارة الهندية، وكذلك يمثل موقعه الذي يتوسط ساحل الخليج العربي وجهة مفضلة لخطوط الشحن العالمية المحملة بالبضائع التي تحتاجها المملكة، والتي تعد أكبر أسواق الخليج العربي”.

استراتيجية شاملة بمنهجية 360 درجة

وأوضح الفارس معلقاً على القدرات المتكاملة لميناء الملك عبد العزيز: “لا يوجد نوع من أنواع البضائع لا يمكن أن يتم التعامل معه في الميناء، الذي ينفرد بقدرات متميزة يندر وجودها في ميناء واحد، فهو يضم أربع محطات تديرها أفضل شركات إدارة وتشغيل الموانئ، منها محطتين للحاويات، الأولى بسعة 2.5 مليون حاوية نمطية وعمق يصل الى 16 متراً بعدد 10 أرصفة يصل طولها 2,160 متراً مزود بعدد 17 رافعة جسرية، منها 5 رافعات متطورة تعمل بالكامل من خلال التحكم عن بعد، وتديرها شركة خدمات الموانئ العالمية. والثانية بسعة 1.5 مليون حاوية نمطية، بعمق يبلغ 16.5 متراً، ورصيفين بطول 700 متراً مزود بعدد 6 رافعات جسرية، ويمتاز بساحة إضافة مساحتها 600 ألف متر مربع، وتديرها الشركة السعودية العالمية للموانئ. ويدعم عمل المحطات عدد كبير من الرافعات المتحركة على العجلات وحاضنات الحاويات”.

وأضاف الفارس: “كما يمتلك الميناء محطة للبضائع العامة والسائبة في الجهة الشرقية التي تشغلها شركة الخدمات البحرية العالمية، وتضم 9 أرصفة بطول 1,740 متراً وعمق يتراوح بين 12 إلى 14 متراً، وتحتوي على مستودعات مغطاة بمساحة تبلغ 56 ألف متر مربع وساحات تخزين مكشوفة بمساحة تصل 342 ألف متر مربع. أما محطة البضائع العامة الوسطى والتي تشغلها الشركة الفنية الدولية المحدودة، فتضم 13 رصيفا بطول 2,465 متراً، وعمق يتراوح بين 9 إلى 14متراً، ومساحة للمستودعات المغطاة تزيد على 44,800 متر مربع، كما تضم ساحات مكشوفة للبضائع تصل مساحتها إلى 372 ألف متر مربع، وتمتلك كلا المحطتين كمية وفيرة من معدات مناولة البضائع. وبذلك، فإن الميناء يعتبر وجهة مثالية للسفن الضخمة والعملاقة التي تستطيع الرسو على أرصفة الميناء المتعددة ذات الأعماق الكبيرة. كما أن مدة انتظار

السفن لتفريغ حمولاتها يكون في حده الأدنى بسبب التجهيزات النوعية والتي تضم مختلف معدات المناولة المتطورة، والقدرة على حفظ البضائع السائبة والعامة في مستودعات مغطاة تحميها من العوامل الجوية والتلف”.

وإضافة إلى المحطات الأربع الرئيسة، فإن الميناء يضم محطة لتصدير الإسمنت الأسود والكلنكر، تبلغ مساحتها 33,600 متر مربع، تضم صومعة لتخزين الإسمنت الأسود بطاقة تخزين 30 ألف طن، أخرى لتخزين الكلنكر بطاقة تخزين تبلغ 40 ألف طن. وتمتاز هذه المحطة بوجود شريط متحرك لنقل الإسمنت من الصومعتين إلى السفن مباشرة تبلغ قدرته في صومعة الإسمنت الأسود 800 طن في الساعة، وفي صومعة الكلنكر 700 طن في الساعة. كما يضم الميناء محطة للإسمنت الأبيض مساحتها 16 ألف متر مربع، ومعززة بصومعتي تخزين بسعة 8 آلاف طن. ويتوافر في الميناء أيضاً محطة لمناولة الحديد الخام بمساحة 60 ألف متر مربع، بطاقة تصل إلى 3 مليون طن سنويا، ومعدتي تفريغ قنطرية بطاقة 800 طن في الساعة لكل منهما. كما يتوفر في الميناء محطة للحبوب والأعلاف تبلغ مساحتها 113 الف متر مربع تحتوي على صوامع ومستودعات لتخزين الحبوب والأعلاف، مجهزة بمعدات حديثة قادرة على مناولة الحبوب بالشكل المطلوب.

تلك الاستراتيجية في تنويع قدرات الميناء وقدراته في المناولة للبضائع بمختلف أنواعها، والتي تشمل الحبوب والزيوت والمواد الغذائية وبضائع الدحرجة كالسيارات والعربات، وغيرها من مختلف أنواع الحاويات، تمثل جوهر القيمة التنافسية للميناء. كما يعزز الميناء هذه المكانة من خلال توفير خدمات تزويد السفن بالوقود والمؤن الغذائية وكافة المستلزمات الأخرى.

بيئة مثالية للاستيراد والتصدير ورسو السفن

حول قدرات الميناء في مجال الاستيراد والتصدير ودعم الاقتصاد البديل عن القطاع النفطي، أفاد الفارس: “يمتلك ميناء الملك عبد العزيز بنية متطورة جداً تساعد القطاع السعودي الصناعي والتجاري على ممارسة أعماله بكل سهولة ويسر. حيث تبلغ مساحة منطقة الإيداع وإعادة التصدير في الميناء 351 ألف متر مربع، تضم 22 مستودعاً معزولاً حرارياً، منها 6 مستودعات مكيفة، كما تضم مستودعاً للمعاينة، ومستودعين لتفريغ الحاويات. وقد اعتمدت المصانع السعودية بشكل كبير على قدرات الميناء في الوصول ببضائعها إلى الأسواق العالمية، وبذلك يشكل الميناء شريكاً رئيساً في دعم القطاعات الاقتصادية البديلة عن قطاع النفط.

ومما يجعل الميناء مثالياً في أداء هذه المهمة ارتباطه بشبكة طرق متطورة وسريعة تربطه بكافة مدن المنطقة الشرقية في المملكة، فضلاً عن ارتباطه بسكة الحديد التي تصل مباشرة إلى الميناء الجاف في مدينة الرياض، قلب السعودية الاقتصادي والصناعي. وبذلك فإن الميناء يمثل الخيار المفضل للمصانع والشركات العاملة في التجارة العابرة للحدود، والتي تبني اقتصاد المملكة الذي يعد من الاقتصادات الأقوى عالمياً.

وقد ركزت الهيئة العامة للموانئ على تبسيط الإجراءات الخاصة بمناولة البضائع، إذ يصل الزمن اللازم لتخليص الحاوية 24 ساعة، وهو ما جعل الميناء مركزاً لعمل أكبر شركات الخدمات اللوجستية في العالم. ومما تفضله الشركات المشغلة للسفن في ميناء الملك عبد العزيز سهولة الإجراءات الخاصة بنزول البحارة والطواقم البحرية من السفن، وإمكانية التجوال في المدينة والاستمتاع بمرافقها الترفيهية ومعالمها السياحية.

حاضنة للأعمال والصناعية البحرية السعودية

يتعدى ميناء الملك عبد العزيز كونه مجرد أرصفة ورافعات لتحميل وتنزيل البضائع، فالميناء يضم مجموعة من أفضل مرافق التصنيع البحري في منطقة الخليج العربي. وأوضح الفارس حول قدرات الميناء الصناعية، قائلاً: “فالميناء يضم مجمع حوض الملك فهد لإصلاح السفن الذي تشغله مجموعة البلاغة القابضة، والذي يتكون من حوضين عائمين لإصلاح السفن والمنصات البحرية ويقع على مساحة تبلغ 147 ألف متر مربع. كما يضم مجمعاً لإصلاح وبناء القطاع البحرية بإدارة وتشغيل شركة الزامل للخدمات البحرية، حيث بلغ حجم أسطول السفن الذي تم بناؤه في هذا الحوض 70 سفينة وقطعة بحرية متنوعة. كما تم إجراء عمليات الإصلاح والصيانة لأكثر من 360 قطعة بحرية من مختلف الأحجام

والأنواع، التي تشمل الحفارات الضخمة أيضاً، وبذلك فإن الميناء يمثل بالنسبة للسفن محطة توقف شاملة تستطيع أن تنطلق منه لتجوب بحار العالم بكل ثقة وضمان لكفاءة العمل”.

وإضافة إلى القدرات التي يوفرها الميناء في مجال بناء وإصلاح السفن والأحواض العائمة، فإن الميناء يمتاز بوجود منطقة لتصنيع وتركيب المنصات البحرية البترولية، بإدارة وتشغيل شركة الطاقة والرشيد للأعمال البحرية “ستار”، وتتخصص المنطقة في تصنيع وتركيب المنصات البحرية والمعدات الصناعية المساندة لقطاعي البترول والغاز، وتبلغ مساحتها 500 ألف متر مربع، قامت من خلالها ببناء أكثر من 72 منصة بحرية لصالح شركة أرامكو السعودية والدول المجاورة، كما تحتوي على ورش متخصصة لأعمال اللحام والدهان.

ويوفر الميناء أيضاً العديد من المساحات المكتبية للشركات اللوجستية وتلك العاملة في الخدمات البحرية وإدارة السفن، وتمتاز تلك المرافق بتوافر الإنترنت عالي السرعة، وسهولة الحصول على خدمات الكهرباء والماء القادرة على تلبية كافة احتياجات الشركات، بما فيها تلك التي تمتلك مرافق صناعية كبرى.

نسبة حالات التلوث صفر لأن “الإنسان أولاً”

حول الاهتمام بالعنصر البشري وتدريب وتطوير الكفاءات السعودية في القطاع البحري، أفاد الفارس: “يجب أن تحتل المملكة مرتبة الصدارة في القطاع اللوجستي ضمن الرؤية 2030، ومن أجل ضمان ذلك لابد من توافر الكادر البشري السعودي المؤهل والمحترف، والقادر على إدارة وتشغيل مرافق الميناء بكافة أنواعها. وعليه، فقمنا بإنشاء أكاديمية بحرية في الميناء للتدريب، وتعاقدنا مع إحدى أكبر الجهات العالمية في مجال تدريب المشرفين البحريين، ونستعد حالياً لتخريج أكثر من 90 مشرفاً بحرياً، كما نقوم بتدريب الكوادر العاملة في الميناء على تشغيل الرافعات وإدارة المرافق والتعامل مع البنية الذكية المتطورة التي تجعل من الميناء نموذجاً للجودة والتشغيل”. وأضاف الفارس: “ونفخر في الميناء أن نسبة حالات التلوث بلغت صفراً، بسبب كفاءة فريق العمل والخبرات النوعية للعناصر البشرية التي يضمها الميناء”.

تميز عالمي وتقدير دولي

جدير بالذكر أن الميناء، وبما يمتلكه من قدرات بحرية متكاملة ومرافق لوجستية متطورة، حصد العديد من الجوائز الدولية في مجال الملاحة، منها حصول الشركة السعودية العالمية للموانئ، مشغل محطة الحاويات الثانية بالميناء/ على جائزة “المحطة الأكثر ابتكاراً لعام 2018” وجائزة “المحطة الأفضل في خدمة العملاء لعام 2018″، والتي تقدمها جوائز “إنترناشينال فاينانس”، كما حصلت شركة خدمات الموانئ العالمية على جائزة “أفضل محطة حاويات لعام 2017″، وحصلت “الشركة السعودية العالمية للموانئ” على جائزتي “أفضل مشغل” و “أفضل بنية تحتية للقطارات لعام 2017”.

كما حصلت ميناء الملك عبد العزيز بالدمام مؤخراً من العام الحالي 2019م على جائزة التميز الدولية لإدارة الجودة International Quality Management Award (IQM) الفئة الماسية، والتي تعتبر من أهم الجوائز في مجال إدارة الجودة على المستوى الدولي المقدمة من منظمة Business Initiative Directions التي قامت بالتعاون مع عدة مهندسين وعلماء مختصين بالرياضيات والاقتصاد لتصميم نموذج الجودة الشاملة QC100 الذي نتج عنه العديد من الأدوات الأكثر شمولاً وفعالية لإدارة الجودة في وقتنا الحاضر. ومنذ إنشاء المنظمة في عام 1986م في الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، كانت مهمتها الرئيسية هي الاعتراف بثقافة الجودة والتثقيف بها وتعزيزها بين المنظمات البارزة دولياً. حيث تقوم كل عام بتنظيم 7 مؤتمرات دولية خاصة بإدارة الجودة الشاملة في كبرى العواصم الأوربية والولايات المتحدة.

أن الحصول على مثل هذه الجوائز الدولية يساهم في تعزيز أسم وسمعة الموانئ السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما له من الأثر الإيجابي الساعي لتقدم المملكة بتقرير ومؤشر التنافسية العالمي ومؤشر الخدمات اللوجستية، مما ينعكس على مكانتها الدولية لتكون منصة لوجستية مميزة بين القارات الثلاث وذلك تحقيقاً لأهداف ورؤية المملكة 2030.

—انتهى—

عن الهيئة العامة للموانئ:

أنشئت الهيئة العامة للموانئ (المؤسسة العامة للموانئ سابقا) في العام ١٣٩٦هـ لتؤسس منظومة عمل متخصصة تشيّد وتدير الموانئ السعودية بكفاءة عالية, حيث للموانئ السعودية بتنوع تخصصاتها دور استثنائي في تطوير أعمال التجارة البحرية الإقليمية والدولية ونقل الركاب وخصوصاً زائري البقاع المقدسة من الحجاج والمعتمرين. أصبح عدد الموانئ السعودية الآن تسعة موانئ، ستة منها تجارية وميناءان صناعيان بالإضافة إلى ميناء رأس الخير المخصص للتعدين. وتضمن الهيئة أهلية جميع الموانئ لدعم الاقتصاد الوطني بتنوعه ومواجهة جميع المتغيرات والتحديات بجسارة وثقة مصحوبة بأفضل الأساليب والنظم وأحدث التقنيات اللازمة لاستقبال جميع وسائل النقل البحرية مهما بلغت مراحل تطورها. تتبنى الموانئ السعودية نظرة شمولية للاستقرار والاستدامة الاقتصادية في الأسواق المحلية إدراكاً منها لأهمية القطاع الذي تمثله ودوره الحاسم في دعم عجلة النمو الاقتصادي في مجالات مختلفة، وهو ما أكسبها أهمية قصوى كركيزة أساسية تعتمد عليها الدولة في إنجاز خططها التنموية المتعاقبة كونها العامل الرئيسي في العملية التبادلية التجارية والصناعية بين المملكة ودول العالم .وبجانب موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، تميزت موانئ المملكة على المستوى الدولي بمحاكاتها للتطور والنمو في جميع القطاعات الاقتصادية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here