ضرورة و أهمية محاربة داعش إعلاميا على جبهة عالمية متماسكة و شاملة !

بقلم مهدي قاسم

بعد هزيمة عصابات داعش في كل من العراق و سوريا ، فأنها
فقدت وجودها الميداني المصحوب بارتكاب ضروب من فظائع ذبح و حرق و سحق و غرق ورمي من فوق سطوح عالية لأناس أحياء أبرياء و زهق أرواحهم بقسوة ، و ذلك بهدف نشر أجواء متوترة من خوف وترويع وفظائع سادية بين الناس لغرض تضخيم وجودها الهمجي بهذه الطريقة الوحشية وفرضه
على من لا يستسيغه أو لايقبل به ، فضلا عن كسب عطف كثير من المسلمين المتعصبين والحالمين بالجنة و الحسناوات الشقراوات ، أو تجنيدهم إلى صفوفها ، ولكن قبل هذا و ذاك السعي إلى كسب إعلامي على نطاق عالمي لتثبيت هذا الوجود الهمجي في الأذهان على نحو أنها ــ أي عصابات
داعش ــ قوة لا تُقهر، لى الرغم من هزيمتها الميدانية هنا و هناك ، و أنها قادرة ليس فقط على البقاء فقط ، إنما على الهجوم في أي مكان أو بقعة تُشاء من العالم ، و ذلك تأكيدا على وجودها الإجرامي ، و هذا يعني أن خوض الحرب على الجبهة الإعلامية لداعش قد أضحت أهم هدف
رئيسي الآن ، بل على رأس أولويات أهدافها الأخرى ، و من أي شيء آخر* ، لتبقى لوجودها الإرهابي نفس الأصداء الإعلامية المدوية السابقة ، ذات الفظائع الشنيعة والرهيبة و المثيرة للتقزز و الغثيان و المتسمة بالتفنن السادي و ذات القسوة المطلقة ، لذا فمن الأهمية بمكان
، و بالدرجة الأولى ، ضرورة تشكيل تحالف إعلامي عالمي جدي ومتماسك في آن ، لمحاربة كل نوع أو صنف من وسائل أعلام عصابات داعش ومقاطعتها بشكل نهائي ، سواء عبر وسائل النت الإعلامية بكل أنواعها المختلفة ، أومن خلال الصحف المطبوعة أو المرئية و المسموعة ، ومن ثم الاكتفاء
بأرسال تلك البيانات الصحفية أو روابط فيديو الداعشية الإعلامية إلى أجهزة مخابرات ـــ في كل دولة ـــ لتحليلها و تقييمها حسب معطياتها وفوائدها الأمنية ، ومنع تسريبها إلى الصحف ووسائل الإعلام اللاهثة وراء الإثارة الإعلامية ، و إذا تحقق هذا التحالف العالمي لمقاطعة
الإعلام الداعشي مقاطعة عامة و كلية وصارمة فسوف تتلقى عصابات داعش ضربة قاصمة أخرى بالصميم و هزيمة موجعة ، قد لا تقّل أهمية و حجما عن هزيمتها الميدانية المميتة والشاملة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here