الآن ثمة أمل في تحسين خدمة الكهرباء

بقلم مهدي قاسم

يمكن القول أن الإنجاز الوحيد و الجدي لحكومة عادل عبد
المهدي حتى الآن هو زيارته لألمانيا الاتحادية والتوقيع عقد مع شركة سيمنز لتطوير و تنمية القدرة الإنتاجية للكهرباء في العراق ، علما كنتُ قد كتبتُ مقالة في هذا الصدد قبل شهور ماضية شجعتُ و دعمتُ فكرة عقد اتفاق مع شركة سيمنز وحدها و ليس مع غيرها وذلك لإيماني
بجدية الألمان و نزاهتهم ودقتهم في العمل و صعوبة دفعهم إلى قبول الرشاوى أو إعطائها مقابل عقد صفقات ، بسبب صرامة القوانين والرقابة والقيم الأخلاقية القويمة التي تتحكم بمثل هذه الأمور ، وهما أمران مهمان جدا في إنجاز أي مشروع في وقته المحدد وبشكل ناجح و مثمر
على المدى البعيد ، وهذا يعني أن المهندسين الكهربائيين و الفنيين الألمان سيأتون ليباشروا العمل بكل جدية ورصانة ، آخذين بنظر الاعتبار أهمية الوقت و الجهد ، ومع مرور الوقت ، سيرى و يشاهد المواطن العراقي محطات وأبراج كهربائية حقيقية منتجة ، بدلا من حفر و هياكل
للنصب و الاحتيال ، مثلما كان الأمر سائدا وقائما حتى الآن في العراق ، و الذي نتجت عنها عمليات سرقة مئات مليارات دولارات من المال العام دون تحقيق أي إنجاز خدمي أو استثماري فعلي يُذكر.

و إذا لم تحدث حالات طارئة و قاهرة لوقف مشروع سيمنز لتطوير
و تنمية الطاقة الكهربائية في العراق ، فيمكن القول أن معالجة أزمة الكهرباء في العراق أخذت تخطو نحو طريق سليم و صحيح ، كأول خطوة جدية و جذرية لمواجهة أزمة الكهرباء ومعالجتها بشكل عملي صائب نحو انفراج واسع تدريجيا ، حتى تطبيع نهائي لتكون أسوة بباقي دول العالم
، فكما هو معروف ، أنه بدون كهرباء لا يمكن تنفيذ أي مشروع خدمي أو استثماري جيد و ناجح ، ناهيك عن أهمية الكهرباء في الحياة اليومية للمواطن أن كان على صعيد الإضاءة و الإنارة أو حفظ اللحوم والخضروات و الأكلات الجاهزة و الألبان و غيرها ، لهذا السبب كانت أزمة
الكهرباء من أكثر الأزمات المثيرة للنقمة والسخط والغضب في نفوس العراقيين ، معرقلة في الوقت نفسه أية إمكانية لتطور أو تقدم أو إصلاح ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here