الثورة الاسلامية الحقت اكبرالاذى و الضرر بالمسلمينلة

بعدالتصريحات المثيرة التي اطلقها الرئيس الايراني السابق السيد محمود احمدي نجاد,بأن الثورة الايرانية كانت من صنع بريطانيا,ذهب البعض بعيدا في تفسيرماعناه,الى درجة اتهام الامام الخميني بالعمالة لبريطانيا!
وحسب رأيي (المتواضع طبعا)ان ذلك زعما ساذجا لايستند الى واقعية أوفهما لحقيقة الرجل ونمط تفكيره
فهو لاشك كان انسانا متدينا مخلصالعقيدته,وحتى ان خلافه مع الشاه ,والذي ادى الى سجنه ثم نفيه عام 1963,كان بسبب محاولة الاول تطبيق بعض الاصلاحات المدنية على قانون الاحوال الشخصية والتي تتعارض مع ثوابت الشريعة الاسلامية’
لذلك فالبريطانيون وغيرهم من الدول الغربية الرأسمالية,ساعدوا في انجاح الثورة,ولغاية في نفوسهم
وذلك بعد متابعتهم لنشاطاته وسماعهم لخطابه السياسي,دراستهم لافكاره ومشاريعه المستقبلية,
وقد تاكد لهم دقة حساباتهم عندما استتب الامر للثورة وبدأ الامام الخميني يمارس صلاحياته المطلقة في حكم الدولة
اذ
قام باتخاذ قرارات خطيرة جدا,اثبت من خلالها انه لايملك عقلية قائد سياسي ,
فقد ارتكب عدة اخطاء لايمكن لرجل سياسة عنده خبرة وبعد نظرأن يرتكبها
ومنها
اولا: قام بالقبض على معظم جنرالات الجيش,ونفذ فيهم احكام الاعدام,بحجة انهم كانوا اعوانا للشاه وساهموا في قمع المتظاهرين
والنتيجة ان الجيش الايراني اصبح يفتقرالى القيادة,وذلك سهل للجيش العراقي ان يكتسح ,وخلال عشرة ايام فقط 12مدينة ايرانية خلال هجوم مباغت افتتح به حرب الثمانية سنوات,والتي ابتدأت في 22-09-1980,دون مقاومة منظمة,رغم وجود عدد كبير من من مراتب الجيش والحرس الثوري
كما أن رفضه لايقاف اطلاق النار,لم يكن يستند الى اية حنكة ,وتقدير عقلاني لحقيقة الامر,اذ لم يدرك انه من المستحيل ان ينتصرعلى الجيش العراقي,لاسباب كثيرة,فلو انه وافق لكان استطاع تقديم شكوى ضد الجيش العراقي,تحميله مسؤولية الخسائر وادانته امام الرأي العام والامم المتحدة,ثم كان يستطيع ان يصبر قليلا ليعيد بناء جيشه على اسس حديثة,ثم انذاك يستطيع الانتقام من العراق وقائده
لكنه على العكس,تمادى في العناد,ورفض تدخلات اصحاب النوايا الطيبة,اصر على الاستمرار في الحرب,وتعرض الى احراج واختبارمبدئي كبير عندما وافق على استيراد اسلحة اسرائيلية بما عرف بفضيحة ايران كونترا,كذلك خسر شعبيته في العراق,وباقي الدول العربية والاسلامية عندما اعتمد قصف المدن الاهلة بالسكان,مثل البصرة,ذات الاغلبية الشيعية,كذلك بغداد,فأثبت ان المسلمين عامة والشيعية خاصة ,الذين كان يزعم انه جاء لحماية حقوقهم ونصرتهم,لم يكن لهم في الحقيقة اي وزن او قيمة امام رغبته الشخصية بالانتقام,والضرب خارج ارض المعركة,وقتل المدنيين الابرياء
ثانيا:-موقفه الرسمي من قضية مهاجمة السفارة الامريكية في طهران واحتجازطاقمها لمدة 444يوما,حيث ان ذلك العمل غير المتوازن,اعتبر من اعمال القرصنة,وسابقة,لم تعهدها العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم,وسببت عواقب وخيمة على ايران,حيث ,بالاضافة الى انها اساءت الى شخصية الامام الخميني ووقاره الديني
كذلك دفع النظام الايراني ثمنا باهضا نتيجة ذلك العمل,ولازال مسلسل الانتقام الامريكي من ايران يعرض باستمرار,خصوصا هذه الايام,حيث ان العصا الامريكية مرفوعة بشكل لم يسبق له مثيل بوجه الحكومة الايرانية
ثالثا:-عدم تأنيه في عملية ترسيخ اسس الثورة وبناء حكومة تعتمد,الاهداف التي اعلنها شعارا للثورة, كتشكيل حكومة وطنية تعتمد على العدل والبناء وصيانة حقوق الفقراء ونصرة المستضعفين داخل بلاده,قبل ان يطالب بتصديرالثورة,وهي لازالت مجرد شعارات شفهية,لم تطبق واقعياعلى الارض,فلو انه تأنى حتى تحقيق دولة العدل والاحسان في ايران,لما بذل جهدا في الدعوة لتصدير الثورة,بل كان سيجد الشعوب المستضعفة تتقدم بطلباتها لاستيرادها بهمة وقناعة
رابعا:-اسراعه في طرح الاستفتاء على مشروع الدولة الاسلامية وولااية الفقيه,مستغلا حرارة وحماسة النصر الذي كان يعيشه الشعب الايراني بعيد التخلص من نظام الشاه وولادة الجمهورية,فسارعوا بالتصويت بالايجاب دون ان يكون لديهم اي اطلاع على طبيعة ذلك النهج المستحدث في الحكم,مما اثار شركائه في الحكومة,والذين كان لهم الفضل الاكبر في نجاح الثورة, وبعد ان سبق ووقع معهم على ميثاق يحدد طبيعة نظام الحكم والذي كما اسلفنا جمهورية,ديموقراطية ويكون منصب الامام مجرد مرشد ديني ,لادخل له في تفاصيل الحكم,لكنه انقلب عليهم وعزلهم تماما,وكانت النتيجة انسحاب الجبهة الوطنيةامام ضغط الحرس الثوري,والذي جنده الخميني,واصبح قوة ضاربة شديدة القساوةومستعدة لتنفيذ اي امر يصدره اليها الامام,والتي لازالت حتى اليوم تتحكم بالشارع الايراني وبالحديد والنار
لكن منظمة مجاهدي خلق لم تقبل بالاستسلام الى هذا الفخ,وبدأت حملة مقاومة مسلحة ضد النظام الجديد,وفتكت بمعظم قادة البلادالذين عينهم الامام الخميني,وتمكنت في عملية واحدة من قتل كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعدد كبير جدا من اعضاء البرلمان,وحتى المرشد الحالي السيد علي خامنئي,فقدتعرض لمحاولة اغتيال,نجى منها بعد ان تركت اثارها على وجهه
هذا غيض من فيض,ولااريد ان استرسل,رغم ان لدي المزيد,حتى لااثقل على القارئ الكريم بتفاصيل,قد تكون ضمن الفكرة العامة,والذي اعتقد انها وصلت
المهم ان مفاد هذه المقالة ان الامام الخميني لم يتصرف كقائد سياسي,لانعدام الخبرة في هذا المجال,ونجم عن ذلك اصابة العالم الاسلامي كافة باضرار قاتلة,اصبح الاسلام في وضع لايحسد عليه
خصوصا اننا سمعنا اليوم عن نية الرئيس ترامب اعتبارالاخوان المسلمين منظمة ارهابية!ذلك يعني ان هناك خطة مبرمجة ,تتناوب فصولها,هدفها ضرب الحضارة الاسلامية بمقتل
هناك من يستهزئ بقادة الخليح ومنهم السعودية ويسميهم بالبقرة الحلوب,والحقيقة ان اول سبب اوصلهم الى هذه الدرجة من الخنوع هو تقديرهم العقلاني لحقيقة الموقف,وبسبب مافعله النظام الايراني وارتكابه مغامرات غير محسوبة العواقب واستمراره بالتمادي بغيدا والاسترسال مع حلم ابليس,والذي يعدهم بالتمكن من السيطرة على الجزيرة العربية والتحكم بتلك المنطقة الستراتيجية ,مما ادى الى اضطرار السعودية وغيرها الى الالتجاء الى الغرب وتقديم الغالي والنفيس,من اجل حماية انفسها وشعوبها من خطر ايران وميليشياتها,ولاخيار اخر امامهم
ويقينا لم تكن هناك اية قوة تستطيع ان تعتدي على كيان المسلمين,لوأنهم اتحدوا وتعاونوا,وفهموا الخطر المحدق بهم جميعا,خصوصا ايران,التي كان بامكانها مد يد التعاون والصداقة والاخوة الاسلامية مع جيرانها بدلا من المغامرات والاحلام العنترية,والتي ستكون نتيجتها ووفق كل الحسابات كارثية على ايران قبل غيرها
,لقدحاول الامام الخميني اقامة دولة العدل والاحسان,لكنه بسلوكه وقرارته قدم اكبر خدمة لاعداء الاسلام والايام القادمة حبلى بالمفاجئات
اللهم انا لانسألك رد القضاء لكن اللطف بنا

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here